صالح المحّنه
في مارس عام 2001 أنشغل العالم الإسلامي قبل العالم الأكبر بجريمة هدم تمثال بوذا في أفغانستان ، وكان في مقدمة المهتمين بهذا الأمر علماء المذاهب السنية بإجماعها معلنة تبرئها من هذه الفعلة الشنيعة التي تسيء الى الإسلام والمسلمين ، وشُكلت الوفود والوساطات للتفاوض مع طالبان والتوقف عن هدم احجار التمثال ، وكان على رأس الوفد والمتحمّس والمتأثّرحدّ تحمّر وجنتيه من الخجل على هذه الفعلة ، هوالداعية الإخواني السلفي الوهابي الشيخ يوسف القرضاوي الذي أبلى بلاءا حسناً في الدفاع عن بوذا وقد أفرحنا هذا الموقف صراحةً ، لأن موقف طالبان كان موقفاً متخلفاً مهيناً يعبّر عن تحجّر عقولهم التي إبتلي بها الإسلام،وقد نجحت مساعي الداعية الإسلامي القرضاوي بعد أن أفتى بحرمة هدم صنم بوذا ، وتكللت فتواه ومساعيه بالنجاح وتفهّمَ الطالبانيون ولعلها المرّة الأولى والأخيرة التي يفهمون فيها تفهّموا موقف شيخِهم ولكي لايسببوا له وللأمة الإسلامية حرجاً أمام الأخوة البوذيين وأصدقائهم توقفوا عن مشروع الهدم وعاد القرضاوي منتصراً !ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل تبرّع أحد رجال الأعمال الذي ينتمي الى فصيلة القرضاوي بأعادة بناء تمثال بوذا بكلفة 100مليون دولار ...وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع أرجعوا الى محرك كوكل ، لكنّه وأقرانه من مذاهبهم (الإسلامية) صمّوا آذانهم وعُميت أبصارهُم وبصيرتُهم وكأنهم أموات عن جريمة هدمِ ونبشِ قبور أصحاب رسول الله ص الذين خصّهم برعايته ووعدهم بالجنة ، ثلّةٌ من الصحابة الأجلاء والأولياء الصالحين تعرّضت قبورهم وأضرحتهم للحرق والهدم والنبش ، كما فعلوا مع حجر بن عدي وعمار بن ياسر في سوريا واليوم أحرقوا ضريح جعفر بن ابي طالب ابن عم رسول الله ص في بلد الملك الأردني الذي يدّعي الإنتماء الى آل بيت النبي ! من حقنا أن نسأل القرضاوي الذي إنتفض وطار على وجه السرعة للدفاع عن أحجار بوذا ، لماذا لاينبض عندك عرق الشرف وهزَّك من أعماقك على صحابة النبي كما هزَّك على بوذا؟ وهل كانت غيرتك على بوذا بمحض إرادتك وتعبير عن رفضك لعمل ٍ مشين ؟ أم كنت رسول قوم ٍ أفاضوا عليك من كرمهم فصرتَ لهم جندياً ومطيةً لترد لهم بعض جمائلهم ؟ فحملتَ عمامتك وعمائمم أقرانك وتوسطتم وطالبتم طالبان بوقف الهدم ؟ وإلا لماذا سكتَّ وسكتَ معك علماءُ السوءِ الذين تصببتْ جباهُهُمْ عرقاً من فعلةِ طالبان ؟أين خبأتم رؤوسَكم ؟ أي دينٍ تتبعون ؟ وأي دجلٍ تمارسون على هذه الأمةِ البائسة؟ إذا كنتم تتبعون دين محمد ص فهو يحرّم عليكم المثلة بالكلب العقور ، فكيف تجيزون لكلابكم نبش قبر أشرف الصحابة الذين تدّعون الدفاع عنهم ؟لقد أسأتم الى رسول الله وشوهتم دين الله...وأفسدتم كل القيم الإنسانية ..وما أفعالكم هذه إلا هي عنوان لباطلكم وخستكم وتحجّر عقولكم ...وهي حربٌ على تراث رسول الله وعلى نهجه الحقيقي المتمثل بسيرة أهل بيته الأطهار ومن سار على خطاهم ..هدموا ماشئتم وأحرقوا ماأستطعتم فلا تزيدكم إلا خسةً ودونية وأحتقارا من قبل كل شعوب الأرض...وسيبقى عليّ وأصحابُ عليّ وأتباعُ عليّ الصادقين..هم عنوان الأسلام الحقيقي الذي عرّى إسلامَكم المزيف ياقرضاوي بوذا..
صالح المحّنه
https://telegram.me/buratha