المقالات

أقلمة مقسمة !

546 15:17:00 2013-05-05

علي جاسم

أخيرا طفت على السطح نوايا حقائق ووجوه فعلية لمن يقود تظاهرات واعتصامات (المدن المنتفضة) ضد الحكومة العراقية، في شمال وغرب البلاد، وراحت تعلن عن أهدافها الجذرية والحقيقية بإقامة أقاليم سنية في هذه المحافظات، بدءا من الأنبار ومرورا بتكريت وسامراء وانتقالا إلى كركوك والموصل وديالى، وكأن هذه الأقاليم هي الحل الهادئ المريح والسهل لجميع ما يعانونه من مشاكل وما يطالبون به من طلبات منذ أربعة أشهر مضت على اعتصامهم وهم يعتقدون ان (آخر الدواء الكي) إلا انهم صاروا يطالبون بالقطع والتقسيم وتحويل البلاد الى أقاليم متعددة، كل محافظة بإقليم أو أكثر، ليضمنوا تحقيق مطالبهم التي ينادون بها كإطلاق سراح معتقليهم وعدم زج النساء بالسجون وإسقاط التهم عن قياديهم المتهمين بقضايا إرهابية وجنائية وصولا إلى أهم هدف ينشدونه وهو (حكم أنفسهم بأنفسهم) والاكتفاء بالاتباع لحكم الشيعة عشر سنوات، كما يصرحون.هؤلاء المنتفضون والمعتصمون كانوا وخلال أربعة اشهر، يطالبون بطلبات بعضها كان من الممكن تنفيذه ونفذته الحكومة فعلا، في حين كان الأغلب منها يتعارض مع القانون والدستور والعملية السياسية والمنطق، كالعفو عن المتهمين بقضايا الإرهاب وفي مقدمتهم المدانان (الهاشمي والعيساوي)، وإعادة كتابة الدستور لأنه كتب على (عجالة)، وحل البرلمان (العاجز)، وإسقاط الحكومة (الصفوية)، وتبديل رئيس الوزراء الذي اصبح (ديكتاتورا)، ومن ثم اختتموها في يوم الجمعة الماضي بدعوة المتظاهرين إلى الاختيار بين خيارين، وكلاهما مرّ، بين تشكيل الأقاليم أو الحرب الأهلية، دون ان يوضح قادة الاعتصامات للمعتصمين عن حقيقة ما سيترتب عليه خيار الأقاليم من آثار سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية، وبالطبع دون معرفة رأي المواطنين الآخرين في كل محافظة، والذي عبر معظمهم عن رفضهم للمشروع بصراحة وشفافية دون إطالة تفكير أو تيهان بالمشاعر القومية والمذهبية، كذلك من بعض أخطاره وجود أكثر من قومية وطائفة في المحافظة الواحدة كما في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وسامراء، ولو أخذنا نينوى كمثال بسيط لعلمنا ان مصيرها سيكون أربعة أقاليم وليس إقليما واحدا، أي حسب مكونات المحافظة طبعا، مما يعني ان الأقاليم ستكون مشاريع تقسيم واضحة بغض النظر عن دستوريتها وقانونيتها ومشروعيتها.الخروج بتظاهرات وتنظيم الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية للمطالبة بتشريع قوانين أو إلغائها أو الاعتراض على تصرف حكومي أو تشريع برلماني، هي إجراءات دستورية وقانونية نص عليها الدستور العراقي الذي صوت عليه ملايين العراقيين، كما انه أحد حقوق المواطن في العراق الجديد بان يعبر عن رأيه وصوته لتصحيح أي مسار قد يراه خاطئا أو متلكئا بعض الشيء، وهذه الاعتصامات والتظاهرات ينبغي ان تكون خاضعة لقانون ينظم وجود قادتها وعدد عناصرها وأهدافها وحدودها المكانية والزمانية، وهو قانون التظاهر الحاضر الغائب، ولكن ان تكون هذه المسيرات والاعتصامات الاحتجاجية عشوائية وفوضوية وتسمح لكل من هب ودب ان يقودها ويعلن فيها ما يشاء فأن مسيرتها ستكون عرجاء وأهدافها شوهاء، وستنعكس نتائجها عليها ، وهو ما نراه الآن من ضجة كبيرة حول نوايا قادة الاعتصامات بإعلان الأقاليم ورفضها الشعبي في مدنهم قبل الحكومة المركزية في بغداد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك