حينما خرجنا في إنتخابات نيسان الفائت، خرجنا خروجا مبنيا على مواقف بنيناها وفقا لمعطيات أداء مجالس المحافظات الخدمي..ففي الـ 20 من نيسان ذهب بعضنا الى الإنتخابات وفي ذهنه تحضر صورة الإخفاقات الكبيرة في قطاعات الخدمات المختلفة، فراح الى الصندوق وهو راغب بأن يلد هذا الصندوق رجالا ونساء قادرين على إمحاء هذه الصورة..
آخرين ذهبوا الى الصناديق تحت تأثيرات فئوية وحزبية تدفعهم الى أن يعيدوا إنتخاب بعض من الذين كانوا قادة للإخفاقات السابقة، كما حصل في إعادة إنتخاب شبعنا من وعودهم ولمسنا فسادهم..
آخرون وهم الأخسرون مصيرا لم يذهبوا الى الصناديق وذلك في موقف سياسي سلبي دفعتهم اليه عوامل شتى..البعض من الذين لم يشاركوننا إرادة التغيير كانوا ضحايا لفعل تضليلي نشط قام به من يريدون إعادة إنتاج منظومة الإخفاق والفساد ذاتها..وهم يدركون أنه كلما كانت نسبة المشاركة في الإنتخابات متدنية زادت حظوظهم بالبقاء..البعض الآخر من الأخسرين الذين أشرت اليهم خضع من حيث يدري أو لا يدري الى ماكينة الديماغوجية التي كانت تردد بلا كلل: لا تنتخبوا أحداً "إشحصلنا..!" فسهل بعدم ذهابهم الى الصناديق أن تستفرد تلك الماكينة بالصناديق وتملأها بما تريد..!
البعض المتبقي من الذين وصفتهم بالأخسرين بدوا وكأنهم غير معنيين بمستقبلهم، ومعظمهم من نمط أولئك الذين يتصورون أن التغيير يمكن أن يحل بأوامر عليا..وهي ثقافة ألفوها وورثوها من أنظمة القمع والاستبداد، هؤلاء كانوا بالحقيقة لا يعون ماذا ستسبب لهم عدم المشاركة من خسران، وهم بالحقيقة لا يعون ماذا تعني حقوقهم السياسية والخدماتية، وهم عاشوا وسيموتون معتنقين عقيدة من سيتزوج أمنا بعد وفاة أبينا سنناديه يا عم..
أمس ظهرت نتائج الإنتخابات، ودفعنا برجال ونساء الى مجالس المحافظات أخرجناهم بعملية ولادة طبيعية من الصناديق، ومثلما رأيتم.؛ حصل تغيير مهم وإن كان نسبيا، ومضينا قدما في ترسيخ ثقافة التغيير السلمي، التي فيما يبدو من معطيات قد انتصرت، لكن بالمقابل بقي القاعدون عن المشاركة يعضون أصابع الندم ..وبعد سنة أو أكثر قليلا سنعيد الكرة ونذهب الى الصناديق، من أجل تغيير الوجوه التي سئمناها في مجلس النواب ، وسنذهب بإرادة وعزم لأننا خبرنا أصول اللعبة، واكتشفنا أن لا شيء أكثر مضاءا وقدرة على التغيير مثل ورقة الاقتراع..
من المؤكد أن قسما منا سيبقون قاعدين عن المشاركة مثلما بقوا أمس، وسيجدون من يدفعهم لإتخاذ هكذا موقف، إذ سيجدون من يضحك عليهم مستفيدا من عدم مشاركتهم، وعندما ستنتهي الإنتخابات النيابية سيعضون على أصابعهم ندما مثلما يعضون اليوم..
كلام قبل السلام: هل لاحظتم أن ثمة تناسباً عكسياً بين مقدار الألم والشعور به؟..كلما زاد الألم قل الشعور به..!
سلام..
https://telegram.me/buratha