المقالات

إخراج الخدمات من نفق السياسة.! ...بقلم:عيسى السيد جعفر

649 22:09:00 2013-05-06

 

الجمع بين التجارب المتعارضة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخلي كل تجربة، بحكم مقتضيات التواصل الإنساني، عن بعض مما يخصصها ويفصلها عن التجارب الأخرى، بإزاحة التنافر وباستحضار ما يوحد ويجمع لتتحول إلى صيغة تفيد الجميع، وحينها فقط، نكون قد خرجنا نهائيا من دائرة التجربة المخصوصة (المحدودة في الزمان وفي المكان )، لنلج عالم الإرث الوطني والاجتماعي المشترك الذي يبيح لنا الحديث عن الهوية والوجدان والطبيعة الخاصة بهذا الشعب.

 لكن ومع الأسف فإن الأمر ليس هكذا، إذ أنه وعوضا عن توفير الإمكانات المادية والبشرية والسياسية وتوظيفها لتطوير منظومة العمل الوطني ، وجدت هذه المنظومة نفسها أسيرة في قبضة الساسة المستندة لأهدافهم السياسية لا إلى مرجعية الشعب الكلية..ولذلك تجدنا نسير بخطى حثيثة نحو اللا وطني..ويوما بعد يوم تتكشف لنا حقائق من أن بيننا ليس بوارد الوطن، بل هو في وارد فئته وطائفته وحزبه وفي أكثر الأحيان لا يحضر أمامه غير شخصه..

لقد أضحت حركة المنظومة الوطنية ضمن مقتضيات الصراع السياسي الغامض والملتبس والمرتبك فقط، وبدلا من أن يسعى الساسة لاكتشاف مواطن ضعفها وخللها ، تجدهم يسعون وبلا كلل لإضعافها وتقويض أسسها .. وكمثال على ذلك هو أن الساسة وللدوافع التي أشرت إليها، أخرجوا منظومة الخدمات من حيزها المهني والمؤسساتي، وأدخلوها في مسارات التوظيف السياسي والفئوي والحزبي والشخصي، ولذلك فشلت مجالس المحافظات ..

 لقد تداخلت معالم الخدمات في معالم السياسة، ووظفت الدولة وميزانيتها من قبل (قبضة السياسي) لخدمة مستقبله لا مستقبل الشعب، ومجالس المحافظات التي انتهت ولايتها أول أمس،وعلى الرغم من صلاحيتها الدستورية والتشريعية والتنفيذية الواسعة، إلا أنها كانت تلعب لعبة (الحية والدرج) تلك اللعبة التي قلما يربح لاعبها مهمة المجالس الجديدة ستكون عسيرة ومعقدة، فألى جانب واجبها الذي أنتخبت من أجله وهو بناء حكومات محلية خادمة، فإن عليها إخراج الخدمات من نفق السياسة المظلم..

45/5/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك