ونحن في طريقنا لإعداد النفس والمجتمع لمرحلة الظهور التي يحسبونها بعيدة ونراها قريبة .. أقرأ في كتاب العزيز الحكيم {تلك امة قد خلت، لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت}، وأتسائل بحرقة منقبا في أغوار التاريخ عن اية امة تلك التي ورد فيها النص الآنف، وأجد الجواب مبثوثا على مدى أربعة عشر قرنا هو عمر تلك الأمة التي أشارت اليها تلك الآية الكريمة، وأجهد نفسي في سؤال ثان: وهل يمكن قراءة النص على ضوء ما تركت لنا تلك التي سبقت ونحن الوارثون لها؟ وما الذي اورثته لنا؟ .. زفرات اعتصرها القلب فكانت اسئلة وتنثال الاعتصارات اسئلة اخرى، ايعقل ان يحمل لنا الاطهار كل موارد الخير والنماء حكمة وعطاءً وطهرا وتبادر التي خلت الى قتلهم؟ ولو كان القتل خطأ لهان، لكنه كان خطيئة مازالت تتفاعل وستبقى كذلك الى يوم الدين..
وسؤال اخر: اذا كان (السلف) قد صنع الذي صنعه واغتال الطهر فهل لنا ان نستمر ان نسمي (السلف) بـ (الصالح)؟ واي صلاح كان عليه الـ (سلف) وهو الذي قطف الريحانة وداسها بسنابك الخيل، وهو الذي قطع اكف الحب التي كانت تسقي العطاشى ورماها في مياه الفرات، وهو السلف الذي قيد الجسد النحيل العليل فيسحبه خلف قافلة السبايا ثلاثة الاف ميل، وهو الذي سجن راهب آل محمد (ص) عشرين عاما في طوامير السجون وغياهبها ليصبح أشهر سجين سياسي في العالم. وهو السلف الذي كان يبقر بطون العلويات ليستخرج الوليد منها خشية ان تكون قد حملت بالمهدي (عج)؟.
هذا هو السلف الذي ينتمون اليه ويؤنمنون بصلاحه كالنجوم مقتدين...
اللهم إنا نبرأ اليك من هذا (السلف الصالح!)، اللهم وليس بيننا وبينه الا النواميس الطبيعية، وهي لا تلزمنا بما ترك فينا شيئا، اللهم وإنا نريد عدلاً ولم يترك (السلف) فينا عدلا، اللهم إنا نعرف العدل فيما تركت انت سبحانك فينا وهو بقيتك وحجتك علينا فعرفنا فيه وعرفنا اليه. اللهم إنا نرغب اليك بدولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة الى طعاتك والقادة الى سبيلك... وعلى سيدي أبي صالح ألف ألف سلام...
كلام قبل السلام: اللهم إنا نبرأ اليك من (السلف اللاصالح)...
سلام ....
https://telegram.me/buratha