المقالات

رحيل قبلَ الآوان...

461 18:30:00 2013-05-07

عبدالله الجيزاني

في أرضٌ حباها الله بكل المُكرمات، باطنها ثروة وظاهرها نماء، الإنسان فيها غير الإنسان في سِواها، وفي بقعةٌ منها، طهرها الخالق لتضم في طياتها اطهر مخلوق بشري بعد رسول الله، بقعةٌ ضمت في باطنها أجساد لأنبياء وصالحين، وزارها كل الانبياء والصالحين.ومن أٌسرة علمائية كبيرة اشتهرت بالفضل، ومن تحت عبائة أكبر مرجعية في تاريخ الشيعة، وفي سني عمره الشريف الأوَل، حَمل شهيد المحراب هم الآمة وأهتم بشؤونها، وبحاجات الناس وإحتياجاتهم، مارس العمل البيليغي والحركي كممثل لوالدة الإمام الحكيم.كان أقرب المقربين للشهيد السيد محمد باقر الصدر ساهم معه في معظم المشاريع التي قام بها ونفذها ، ولعلَ مشروع العمل السياسي الشيعي الذي تبناه الشهيد الصدر ورعاه الامام الحكيم، كان السيد محمد باقر الحكيم إضافة لشقيقة الشهيد محمد مهدي الحكيم أبرز أركانه.وقد وصف الشهيد الصدر السيد الحكيم بعضدي المفدى وذلك في مقدمة كتابة فلسفتنا حيث أشار لجهد السيد الحكيم في المساعدة على تأليف هذا الكتاب.مع تولي البعث للحكم وإشتداد المواجهة مع المرجعية الدينية والحوزة العلمية، كان شهيد المحراب قطب الرحى فيها، اُعتقل وهُدد لكن لم يهادن، وظل الأمين على مشروع رفيق دربه الشهيد الصدر وحمله معه إلى الغربة، وعانى ماعانى من قِلة الإمكانات وكيد الكائدين والمُنافقين ممن إندسوا في جسد الحركة الجهادية. عاني من تزاحم الأجندات بين اَلبلد المضيف وبين المشروع الذي أعطى لأجله العشرات من اٌسرته ومن رفاق دربه، وضحى بكل مالديه من أجله ولم يحيد أو يتنازل.كان ايضاً أقرب مقربي الإمام روح الله الموسوي الخميني فهو الوحيد الذي يأتي للقاء الإمام دون موعد مسبق، وهذا القرب من الإمام لم يكن كافي لصد ألمنافقين عن سماحته، وعن الطعن بالمشروع. وتتواصل أيام الجهاد مع أعتى ديكتاتورية زرعت عيونها في كل أرجاء المعمورة. كان السيد الحكيم قطب الرحى الذي تدور حوله فصائل المعارضة وعمل على توحيدها بكل توجهاتها الفكرية، ووحد الجهود بأتجاه الهدف الأسمى للوصول لتحقيق ألمشروع الحلم، لذا كان سماحته مرمى نظام البعث فدس ضد سماحته، وجند النظام كل أجهزته للنيل من مشروع الحكيم وشخصه، دون الآخرين، ولما وجد الإستكبار أن الحكيم لم ولن يتراجع وبدأ البعث يتهاوى تحت ضربات ابناء الحكيم وجنوده، اضطر ليغزوا البلد لإزالة النظام في عام 2003، وكان الوحيد المجلس الأعلى وفيلق بدر الذي مُنع من دخول لعراق إلا بشروط تعهد بها الرئيس جلال الطالباني للآمريكان، لانهم يعرفون مَن هو الحكيم محمد باقر، وماذا يُريد وسيحقق مايُريد..!دخل الى أرض الوطن، وكان دخوله زلزال أذهل المُحتل واذنابه في المنطقة، حيث امتد السيل البشري من نقطة الدخول بين العراق والجمهورية الاسلامية حتى النجف الاشرف، ورجفت قلوب قادة الآمة خوفاً وَهَلعاً مما ينتظر الحكيم. وكان ماكان وقطف ثمرة السنين الشهادة، لكن ترك العراق يتيماً، ووحيداً، وعاجل سوء طالع العراقيين تلميذه واخيه السيد عبدالعزيز الحكيم، ليرحل هو الآخر، ويبقى المشروع الذي وضع اسسه، وفي لحظة الذهول التي اصيب بها المجلس الاعلى بفقدان قائدة ورفيق دربه صودر أو كاد المشروع أن يُصادر على يد المحتل ومَن جنَدَهُم لتنفيذ هذا الغرض...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك