عبدالله الجيزاني
في أرضٌ حباها الله بكل المُكرمات، باطنها ثروة وظاهرها نماء، الإنسان فيها غير الإنسان في سِواها، وفي بقعةٌ منها، طهرها الخالق لتضم في طياتها اطهر مخلوق بشري بعد رسول الله، بقعةٌ ضمت في باطنها أجساد لأنبياء وصالحين، وزارها كل الانبياء والصالحين.ومن أٌسرة علمائية كبيرة اشتهرت بالفضل، ومن تحت عبائة أكبر مرجعية في تاريخ الشيعة، وفي سني عمره الشريف الأوَل، حَمل شهيد المحراب هم الآمة وأهتم بشؤونها، وبحاجات الناس وإحتياجاتهم، مارس العمل البيليغي والحركي كممثل لوالدة الإمام الحكيم.كان أقرب المقربين للشهيد السيد محمد باقر الصدر ساهم معه في معظم المشاريع التي قام بها ونفذها ، ولعلَ مشروع العمل السياسي الشيعي الذي تبناه الشهيد الصدر ورعاه الامام الحكيم، كان السيد محمد باقر الحكيم إضافة لشقيقة الشهيد محمد مهدي الحكيم أبرز أركانه.وقد وصف الشهيد الصدر السيد الحكيم بعضدي المفدى وذلك في مقدمة كتابة فلسفتنا حيث أشار لجهد السيد الحكيم في المساعدة على تأليف هذا الكتاب.مع تولي البعث للحكم وإشتداد المواجهة مع المرجعية الدينية والحوزة العلمية، كان شهيد المحراب قطب الرحى فيها، اُعتقل وهُدد لكن لم يهادن، وظل الأمين على مشروع رفيق دربه الشهيد الصدر وحمله معه إلى الغربة، وعانى ماعانى من قِلة الإمكانات وكيد الكائدين والمُنافقين ممن إندسوا في جسد الحركة الجهادية. عاني من تزاحم الأجندات بين اَلبلد المضيف وبين المشروع الذي أعطى لأجله العشرات من اٌسرته ومن رفاق دربه، وضحى بكل مالديه من أجله ولم يحيد أو يتنازل.كان ايضاً أقرب مقربي الإمام روح الله الموسوي الخميني فهو الوحيد الذي يأتي للقاء الإمام دون موعد مسبق، وهذا القرب من الإمام لم يكن كافي لصد ألمنافقين عن سماحته، وعن الطعن بالمشروع. وتتواصل أيام الجهاد مع أعتى ديكتاتورية زرعت عيونها في كل أرجاء المعمورة. كان السيد الحكيم قطب الرحى الذي تدور حوله فصائل المعارضة وعمل على توحيدها بكل توجهاتها الفكرية، ووحد الجهود بأتجاه الهدف الأسمى للوصول لتحقيق ألمشروع الحلم، لذا كان سماحته مرمى نظام البعث فدس ضد سماحته، وجند النظام كل أجهزته للنيل من مشروع الحكيم وشخصه، دون الآخرين، ولما وجد الإستكبار أن الحكيم لم ولن يتراجع وبدأ البعث يتهاوى تحت ضربات ابناء الحكيم وجنوده، اضطر ليغزوا البلد لإزالة النظام في عام 2003، وكان الوحيد المجلس الأعلى وفيلق بدر الذي مُنع من دخول لعراق إلا بشروط تعهد بها الرئيس جلال الطالباني للآمريكان، لانهم يعرفون مَن هو الحكيم محمد باقر، وماذا يُريد وسيحقق مايُريد..!دخل الى أرض الوطن، وكان دخوله زلزال أذهل المُحتل واذنابه في المنطقة، حيث امتد السيل البشري من نقطة الدخول بين العراق والجمهورية الاسلامية حتى النجف الاشرف، ورجفت قلوب قادة الآمة خوفاً وَهَلعاً مما ينتظر الحكيم. وكان ماكان وقطف ثمرة السنين الشهادة، لكن ترك العراق يتيماً، ووحيداً، وعاجل سوء طالع العراقيين تلميذه واخيه السيد عبدالعزيز الحكيم، ليرحل هو الآخر، ويبقى المشروع الذي وضع اسسه، وفي لحظة الذهول التي اصيب بها المجلس الاعلى بفقدان قائدة ورفيق دربه صودر أو كاد المشروع أن يُصادر على يد المحتل ومَن جنَدَهُم لتنفيذ هذا الغرض...
https://telegram.me/buratha