جعفر المهاجر.
بسم الله الرحمن الرحيم. (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا .)- النساء - الآية 112 .البهتان هو الكذب الفاحش الذي يبهت سامعه ‘ أي : يدهش ويتحيرمنه .وقال القرطبي : ( البهتان من البهت ، وهو أن تستقبل أخاك بأن تقذفه بذنب وهو منه بريئ. ) وهذه الصفة تعتبر من الكبائر في الإسلام . والخشية والخوف من الله يجعل الإنسان يفكر ألف مرة قبل أن يطلق بهتانه جزافا دون أي دليل قاطع يملكه ، وخاصة إذا كان البهتان الذي يسوق له البعض، ومن جعل من نفسه (داعية ) للإسلام يتعلق بدماء المسلمين التي حرم الله سفكها ، والذي يعمل على شق وحدتهم ، ويزرع الفتن الطائفية والعنصرية البغيضة ، ويحرض على الصراع الدموي بينهم لأهداف سياسية مريضة، ومنافع دنيوية رخيصة تتماشى مع رغبة السلطان الذي يأتمر بأمر أعداء الأمة الإسلامية ويحرض أدواته من وعاظ السلاطين الذين لايردعهم أي رادع ديني أو إنساني أو أخلاقي في سبيل تنفيذ أمر السلطان بعيدا عن أية مسؤولية دينية خالصة لوجه الله .إن كل كلمة يتفوه بها إنسان بقصد تحريض الناس وتأليبهم بالباطل ، ويتلاعب بمشاعرهم وعواطفهم ، ويشوه الحقائق لهم لكي يتصارعوا ويتقاتلوا تُكتب عليه ويحاسبه الله حسابا عسيرا عليها خاصة إذا كان هذا الشخص يدعي إنه من علماء الأمة فهو مسؤول مسؤولية كبرى أمام الله ويتحمل من جراء تصرفه الأهوج المرفوض دينيا وأخلاقيا وزرا كبيرا لايغفره الله له لأنه يؤدي إلى الفتنة والفتنة أشد من القتل . وقد قال الله جلت قدرته في محكم كتابه العزيز:بسم الله الرحمن الرحيم :( وَقِفُوهُم إِنًهمُ مَسْؤُلُوْنَ. )الصافات-24وقال جل من قائل:بسم الله الرحمن الرحيم : مًاَيَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاً لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْدٌ- سورة ق - 18وقال الله تعالى في محكم كتابه العزيز :بسم الله الرحمن الرحيم :(إِنًما يَخْشى اللًهُ مِن عِبادِهِ العُلماءَ .).- فاطر -28 .وقال سبحانه:بسم الله الرحمن الرحيم(لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ .) البقرة -225.بسم الله الرحمن الرحيم :(وَلا تَلْبَسُوا الحَقً بالباطِلِ وَتَكْتُمُوا آلحَقً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ. ) بسم الله الرحمن الرحيم:( يَخافُونَ رَبًهُم ُ مِنْ فَوْقِهِم وَيَفْعَلُونَ مايُؤْمَرُوْنَ.) - النحل -50.بسم الله الرحمن الرحيم : (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا.). النساء-85. بسم الله الرحمن الرحيم:(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ . وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ.). فاطر-10هذه الآيات الكريمة وغيرها تدمغ ، وتحاسب ، وتنذر كل مسلم وعلى رأسهم من يتحمل مسؤولية(عالم) إسلامي خاصة بأن لايطلق العنان لنفسه المليئة وبالأهواء والأحقاد وأن يصدر أحكاما بهتانية ظالمة توقعه في هاوية المحذور الذي حذر منه القرآن . وقد قال رسول الله ص :(من بهت مؤمنا أو مؤمنة ، أو قال فيه ماليس فيه ، أقامه الله تعالى يوم القيامة على تل من نار ، حتى يخرج مما قاله فيه.) - سفينة البحار م1 ص 110 عن عيون أخبار الرضا ع .إن الخشية من الله هو ثمرة من يدعي العلم. وهو سراج النفس الذي ينقذ النفس البشرية من الظلمة ، ويردعها من الوقوع في الإثم . فلماذا نرى (علماءً) يتصدرون الساحات الدينية في هذا العصر الرديئ ، ويطلقون اتهاماتهم شرقا وغربا وبالفم الملآن ، وبالحماس الناري المؤجج للفتن المذهبية المدمرة للمجتمع المتنوع المذاهب ، ويصوغونها بكلمات بذيئة قاسية ليخدعوا بها البسطاء والمغررين وهي في جوهرها ومحتواها وأهدافها تدعو إلى هدم المجتمعات ، وتزرع العداوات ، بعيدة كل البعد عن روح التسامح في الإسلام وبحق أخوان لهم في الدين ، ويصورونهم ب(أنهم أشد عداء للدين من اليهود والنصارى ) ولا يبالون بنتيجة خطبهم النارية ، ولا يخشون من غضب الله أبدا. وبمرور الأيام تأخذهم العزة بالإثم أكثر فأكثر، فيزيدون من بهتانهم ، وتشتد عصبيتهم، و ويتجذر حقدهم وبغضهم ، ليدقوا إسفينا بين المسلمين ، ويعمقوا الجراح، ويعرضوا الأمة الإسلامية للمزيد من الأخطار وكأن الله قد منحهم تفويضا لايحق لأحد من المسلمين أن يرفع صوته ويقول لهم تبا لباطلكم وتخرصاتكم .والله يتبرأ منهم ومن دعواتهم المارقة السيئة .وهي في حقيقتها دعوات يطلقونها لتنفيذ أجندة حاكمهم .هذا الحاكم الذي يرعاهم، ويغدق عليهم مكاسب مادية لكي يشفوا غليل حقده الطائفي .والذي يأتمر بما يرسمه له أعداء الإسلام من صهاينة وأمريكان وغرب صليبي حاقد ولئيم هدفه تحطيم مقدرات الأمة الإسلامية وإرجاعها إلى القرون الوسطى، لكي يكون أداتهم الطيعة ،وخادمهم الذليل في تنفيذ هذه المخططات الشيطانية .وهو يتصرف بأموال المسلمين، ويسخرها للقتل والتدمير في بلاد المسلمين ، وكأنه سيبقى خالدا ، وليس وراءه حسابا ولا عقابا من الله الذي يمهل ولا يهمل.إن من أولى ثمرات العلم الديني هي الحكمة التي تردع الإنسان عن هواه وشططه واسترساله في بهتانه الذميم بحق الآخرين خاصة إذا كانوا مسلمين يؤدون الشهادتين في صلواتهم الخمس كل يوم . حيث قال الله في محكم كتابه العزيز :بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾- البقره- الآية269.لكن الشيخ يوسف القرضاوي الذي يدعي العلم والتكلم باسم الملايين من المسلمين.وتطربه كلمة ( العلامة ) من أتباعه والسائرين على نهجه ويحمل اللقب الكبير الذي هو ( رئيس الإتحاد العالمي للمسلمين ) قد اختار هذا النهج البهتاني ، وغض الطرف عن حكام الظلم والفساد الصاغرين لقوى الإستكبار العالمي. لابل تمادى في مدحهم وصورهم بأنهم حماة الأمة الحقييقين . وتجاوز كل حدود الله ، وأخذ يطلق التهم الباطلة التي تخرج من فمه كسيل النار دون توقف، ويصب جام غضبه على حاكم بمجرد إنه يختلف معه في المذهب ، دون أية محاسبة للنفس، ونهيها عن هذا الهوى الذي يغضب الله ورسوله ص . لقد تناسى القرضاوي خشية الله ، وفقد كل حكمة ،وأخذ يغمض عينيه ، ويسد أذنيه عن رؤية الحق بإلقائه الخطب التحريضة الطائفية التي درج عليها ،و يصعد منها كل جمعة ، والتي حذرمنها الخالق العظيم في الآيات القرآنية الكريمة، و حذر منها رسوله الكريم ص في الأحاديث النبوية الشريفة ، وأخذ لسانه لايتورع من خطب هدفها ومحتواها إثارة أسوأ النعرات الطائفية التي بات يلقيها في المساجد ، وفي محطة الجزيرة ليجعل منها مادة لإرضاء سلطانه وولي أمره ويبعث السرور في نفسه. لأن حاكم قطر الذي هيأ له كل أسباب الراحة والرفاهية الدنيوية أراد له أن يكون واعظه الأول في العالم الإسلامي فقال له سمعا وطاعة ولبيك أنا عبدك بين يديك. ولم يبق في جعبة القرضاوي كلام سيئ يتلفظ به إلا الإشتراك في برنامج الإتجاه المدلِس الذي يديره دجال الجزيرة وقرقوزها فيصل قاسم لكي يشفي غليل حقده .ومن خلال الاستمرار في هذا الغي والتجني والبهتان الذي استمرأه القرضاوي الذي غرق فيه حتى شعر رأسه يمثل بوضوح لالبس فيه إبتعاد هذا الشخص عن المثل العليا في الإسلام بعد أن نسي أو تناسى الكثير من الآيات القرآنية الكريمة الكثيرة التي ذكرت بعضها . ففي جمعة يوم 3/5/2013 شن هجوما هستيريا لاذعا على ثلاثة أشخاص في خطبته الثانية . فبعد تحريضه المستمر على القتل في سوريا ،وهجومه اللاذع على بشار الأسد ونعته بمختلف النعوت البذيئة كعادته ، وجعل من جرائم الإرهابيين في سوريا (جهاد مقدس ) ضد نظام بشار الأسد. وتجاهل كل جرائمهم الدموية الشنيعة في الذبح والقتل والخطف والتمثيل بجثث الموتى والتدمير الممنهج للبنية التحتية لهذا البلد المسلم . وإحدى هذه الجرائم الكبرى حقدهم على صحابة رسول الله ص كعمار بن ياسر وأويس القرني وحجر بن عدي وعقيل بن أبي طالب رض وتدمير قبورهم ومقاماتهم التي لم يجرؤ أحد على فعل أفاعيلهم النكراء منذ أكثر من 1400 عام. وآخر جرائمهم نبش قبر الصحابي الكبير حجر بن عدي رض ونقل رفاته إلى مكان مجهول حيث أثارت هذه الجريمة مشاعر كل مسلم محب للنبي محمد ص وآل بيته الطاهرين ع وصحابته المنتجبين . وهم يحاولون اليوم الوصول إلى مرقد السيدة زينب ع حفيدة رسول الله ص لتدميره . وهؤلاء الأولياء الصالحين يحترم مقاماتهم معظم المسلمين الذين يتحدث القرضاوي باسمهم ويزورونهم ،ليستمدوا من جهادهم في سبيل الإسلام كل التضحيات من القيم الإسلامية العظيمة . لكن القرضاوي الذي يكرر في أحاديثه إن صحابة رسول الله جميعهم هم نجوم هذه الأمه ويجب الإقتداء بهم . كشف عن طائفيته البشعة المقيتة التي تجري في دمه حيث تجاهل هذه الجرائم تماما وكأن هؤلاء الصحابة الأجلاء هم من الشيعة الذين يتطير منهم ، ويذكرهم بسوء ،ويبهتهم بالإبتداع والتكفير في جلساته وخطبه دون وجه حق .حيث وسع هجومه ضد حزب الله الذي أقض مضاجع الصهاينة في مواجهاته التأريخية معهم ، وسجل أشرف المعارك للأمة الإسلامية . وقد اعترف الكيان الصهيوني بشجاعة شباب حزب الله المجاهدين الأبطال حقا . وشتان بينهم وبين مرتزقة وشبيحة الكيان الصهيوني وحلف الأطلسي وحمد وأوردغان العثماني.ولم يخجل القرضاوي من نفسه ، ولم يستح من ربه حيث وصف هذا الحزب المجاهد في خطبته الماضية بأنه (حزب الشيطان !!!) ورمى رئيسه السيد حسن نصر الله بتهم باطلة ظالمة لايتلفظ بها أي مسلم حقيقي يخشى الله فكيف بشخص يحمل لقب ( رئيس الإتحاد العالمي للمسلمين .؟؟؟ ) ولم يكف القرضاوي عن سبابه وشتمه وبذاآته وبهتانه فشن على رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي هجوما شرسا. وجعل منه (عدوا ) للشعب العراقي، وادعى بأنه (قتل الآلاف من العراقيين) و( هو اليوم يفعل الأفاعيل في أهل السنة !!!)و( قد فرق البلد، ونشر فيه الطائفية والكثير من الشيعة يكرهونه !!!.) ونسي إن الخلاف في السياسة هو غير الكره. وحذره ب ( أن السنة يشكلون 90% من المسلمين.) وكأن لسان حاله يهيئ المسلمين لحروب دموية قادمة فيما بينهم.. ولم ينس أن يكيل المديح لصدام الدموي الذي أهلك الحرث والنسل. وأغرق العراق في بحر من الدم بحروبه العبثية الرهيبة التي حصدت مئات الألوف من شباب العراق حيث ادعى ب (أن العراق كان بلدا موحدا بعربه وأكراده قبل أن يصبح نوري المالكي رئيسا للوزراء !!!.) وتناسى إن صداما كان يفتك بأقرب رفاقه لو شعر إنهم يختلفون معه في رأي معين . ولم ينس أن يكيل المديح للمجرم الهارب طارق الهاشمي الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين . وادعى أخيرا ب(أنه واثق من انتصار الشعب العراقي على نوري المالكي وأتباعه قريبا .!!!) ولم ينس أيضا من توجيه نصيحة إلى أحبابه وشركائه في الطائفية من رفاق حزب البعث الفاشي والمعممين اليوم الذين رفعوا شعارات ( قادمون يابغداد للقضاء على الفرس المجوس .) و( هلهوله للحرس الجمهوري. ) (هلهوله لآهل الزيتوني ) و( سندوس الحية الرقطاء ) بأن يكونوا ( سلميين.!!! ) لكي يحققوا (النصرالموعود والحاسم على حكومة نوري المالكي العميلة .!!!) وأورد في ختام حديثه الآيتين الكريمتين:بسم الله الرحمن الرحيم: (وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ.)إبراهيم -15.بسم الله الرحمن الرحيم:يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.) التوبة -32.وأسأل القرضاوي هل إن نوري المالكي هو جبارعنيد؟ والعالم يعرف إنه لم يأت بالقوة ليسيطرعلى الحكم، ولم يقم بآنقلاب على أبيه كما فعل سيده حمد .والملايين من العراقيين يسمعون يوميا إن عشرات الفضائيات في داخل العراق وخارجه تسبه وتنال منه ، وتكيل إليه مختلف التهم الباطلة معظمها لأسباب طائفية بحتة. والبقية لخلافات سياسية. ولم يقابلهم بالمثل ولم يقاضيهم على تجنياتهم الكثيرة.لابل يتناسى أحقادهم ويصفح عن الكثير منهم في داخل العراق حرصا على وحدة الشعب العراقي . وكان الأجدر بالقرضاوي أن يلوم سيده حمد الذي لم يتحمل بعض كلمات قالها شاعر انتقد أنظمة الحكم الاستبدادية في الخليج العربي فحكم عليه بالسجن المؤبد.وحين بذكر القرضاوي الآية الأخيرة بحق المالكي فإنه قد أخرجه عن الملة، واعتبره كافرا. وهذه تهمة خطيرة تخالف شرع الله وديننا الإسلامي الحنيف ، ويترتب عليها إقامة الحد على مطلق التهمة دون أية بينة أو دليل لكن القرضاوي الذي يسمع ويرى السيارات المخخة كيف تفتك بآلاف العراقيين وتمزق أجسادهم لم تهزه وتوقظ ضميره جرائم القاعدة وقطعان التكفير، ولم ينبس بكلمة عن مئات المقابر الجماعية في العهد الصدامي الأسود الذي أحرق الأرض والضرع بجرائمه الكبرى وليس لي إلا أن أستشهد بقول الشاعر:مـلكنا فـكان الـعفو منا سجية فـلما مـلكتم سـال بالدم أبطحوحـللتم قـتل الاسارى وطالما غدونا عن الأسرى نعف ونصفحفـحسبكم هـذا الـتفاوت بيننا وكـل إنـاء بـالذي فيه ينضح.إن البهتان الذي أطلق على نوري المالكي بأنه( يحشد الشيعة ضد السنة ) هو من أشد التهم بطلانا. وهذا الكلام يدعو للرثاء ويقدم هدية مجانية لعتاة التكقيرمن القاعدة وغيرها للإيغال في دماء العراقيين أكثر فأكثر. وإن حادثة الحويجة قد آلمت وأوجعت فلب كل عراقي شريف ولابد أن يكشف تحقيق حر ونزيه عن ملابساتها المحزنة والمؤلمة ويقول القضاء كلمته دون خوف أو تردد لكي يفوت الفرصة على كل من يبغي التصيد بالماء العكر ويجعل منها صراعا سنيا شيعيا . ويوسع من نطاقها لتكون حربا أهلية لاتبقي ولا تذر لاسامح الله وحينذاك سيخسر الجميع ويتحقق حلم أعداء العراق الذين يسخرون ملايين الدولارات لإشعال شرارتها. ولو كان القرضاوي عالما حقا كما يدعي لأبدى نصائحه وتوجيهاته الخالصة لوجه الله لكل المسلمين دون التحيز إلى طائفة على حساب طائفة أخرى . ولأدان كل الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون في العراق التي خلفت آلاف الأيتام والأرامل. ورفض كل الشعارات الطائفية التحريضية التي تدعو إلى تقسيم العراق، والتي يرفعها كل جمعة وعلى رؤوس الأشهاد دعاة الطائفية من المعممين الذين يذوبون حنينا لذلك النظام الطاغوتي الذي دمر العراق وأذاق الشعب العراقي بمجموعه أعظم الويلات والمصائب التي لاتمحى على مر العصور. وطالب الحكومة العراقية بأسلوب العلماء الحقيقيين أن تنصف وترعى حقوق الشعب بكافة قومياته ومذاهبه . وهذا هو شأن العلماء المصلحين الربانيين الحريصين على دماء المسلمين . ولكن كيف يفعل هذا من صار عبدا لطائفيته وسلطانه ولو مات وهو في جبته الإسلامية في هذا الزمن الرديئ الذي انقلت فيه الحقائق رأسا على عقب.؟ لقد وجه القرضاوي بهتانا آخر في برنامجه المسمى الشريعة والحياة مساء الأحد المصادف 5/5/2013.وقال بالحرف الواحد: (إن الشيعة هم الذين يكفرون الآخرين وأهل السنة بعيدون عن ذلك .!!!) هكذا يقلب القرضاوي الحقائق رأسا على عقب فيا للعجب !. ولو كان يملك ذرة من الإنصاف وقول الحق لما تفوه بهذا الكلام أبدا لأن الحقائق الدامغة ترفض هذا القول البهتاني جملة وتفصيلا . وكم كنت أتمنى أن يكون هذا الرجل الثمانيني شجاعا ولو مرة واحدة ويذكر مواقف وبيانات المرجعيات الشيعية الحقيقية على مدى تأريخها المشرف والتي ترفض رفضا قاطعا تكفير المسلم لأخيه المسلم . ويشهد لها كل منصف داخل العراق وخارجهز من أي مذهب كان . ولولا هذه المرجعية الحكيمة والرشيدة لغرق العراق في بحر من الدم.وهاهو الكيان الصهيوني بدأ يستثمر هذه الدعوات الضالة لصالح إستراتيجيته في المنطقة العربية والإسلامية فأخذ يشن الغارات الجوية بأحدث الطائرات الحربية التي قدمها له الإستكبار العالمي على الأمة العربية . لتقسيم الوطن الإسلامي وتحويله إلى دويلات لاحول لها ولا قوة . وكنت أتمنى على القرضاوي الذي يجيد البهتان على من يخالفه في المذهب أن يستنكر الغارة الصهيونية على الشعب السوري الذي يذرف عليه دموع التماسيح في خطبه الرنانة . لكن مادام سيده لم يفعل فهو لم يفعل أيضا . ولا أريد أن أدافع عن نوري المالكي .لأنني لاأنتمي إلى حزبه . وأعاني من ظلم كبير، وحقوق ضائعة لست بصدد ذكرها . لكن لابد من قول الحق في زمن الزيف والإعلام التضليلي الكاذب الذي يضخ أطنان أكاذيبه كل يوم . ولابد من الدفاع عن العراق الذي يتآمرعليه اليوم أصحاب الأجندات السوداء من أسياد القرضاوي لأقول إن السيد نوري لم يكن طائفيا أبدا، وينظر إلى جميع المواطنين نظرة متساوية. وجاء إلى الحكم بصناديق الانتخاب . وإنه صاحب ضمير حي ، ووجدان متوقد وقيم فاضلة ، لأنه التلميذ المخلص لمبادئ العلامة الشهيد محمد باقرالصدرقدس الله روحه الزكية ، ويسعى إلى بناء العراق لكن حكومة المحاصصة، وعدم التقيد بالقسم الذي أقسمه العديد من الوزراء والنواب بالتجرد عن مصالحهم الشخصية كبلت يديه ومنعته من ذلك. وهو بشر يخطئ ويصيب. ولكل حصان كبوة ولكل سيف نبوة . وسبب هذه الهجمة الشرسة عليه من خصومه إنه وقع على إعدام قاتل الشعب العراقي المجرم صدام بعد أن أصدر القضاء حكمه العادل بحقه ذلك الطاغية السفاح الذي ارتكب جرائم كبرى يندى لها جبين الإنسانية خجلا لايمكن محوها من ذاكرة الشعب العراقي. ولكن مادام هذا الرجل شيعيا أيضا فهو مرفوض من القرضاوي وأشباهه وأبواقهم الضلالية الكثيرة من الجزيرة ومثيلاتها .وهذه هي الحقيقة الناصعة .وإن (الثورة ) التي يحلم بها القرضاوي وأسياده والمرضى المتسكعون على أبواق الجزيرة لن ولن تحدث أبدا في العراق . لأن تداول السلطة فيه مستمر عن طريق صندوق الإنتخاب المفقود في معظم الدول العربية رغم مافيها من مساوئ وصراعات لايتمناها كل عراقي مخلص غيور. وإن حكماء العراق سينتصرون في النهاية على دعوات تدمير العراق وتقسيمه .ولن يسمحوا بسقوط العراق في أتون الحرب الأهلية أبدا. وأقول أخيرا للقرضاوي :إذا المرء أعطى نفسه كل شهوة - ولم ينهها تاقت إلى كل باطل . بسم الله الرحمن الرحيم : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى .)- النازعات -40-41.جعفر المهاجر.8/5/2013م27 جمادى الثاني 1434 ه.
https://telegram.me/buratha