الحاج هادي العكيلي
إن العمل لأجل مستقبل مشرق هو هاجس كل سياسي يعيش على هذه الارض الطيبة ونكاد نجزم أن أغلبية الإخوة السياسيين يفكرون بالمستقبل، ولن يكون مشرق إلا إذا كانت هناك ركائز يرتكز عليها تقودهم إلى مبتغاهم . باتخاذ طاولة الحوار والاتفاق على مطالب هدفها مصلحة الوطن والمواطن وتعلو فيه كلمة القانون، ومن ثم بلورة المطالب الأخرى وان تنازلهم عن بعضها مؤقتًا ليس بضعف إنما قوة وغايته المصلحة العامة وهي غايتنا جميعًا، و تقارب وجهات النظر والبعد عن التشنجات والاختلاف هو ما نحتاج اليه الآن خصوصاً مع الوضع العام الذي لا يخفى على أحد فالكل يريد ان يغير ولكن التغيير لن يتأتي الا باتحاد الجميع والتاريخ يثبت هذا . إن التفرق و الفوضوية بالمطالب لن تصل بنا إلى حل بل سندور بحلقةٍ مفرغةٍ، وستموت القضايا المهمة كما ماتت سابقاً وسيذهب كل حزبٍ بما لديهم فرحين وسوف يعلو الفساد والباطل لتشتت أهل الإصلاح والحق.وانطلاقاً مما ألت اليه حالة الانتخابات مجالس المحافظات / 2013 وما أفزته من نتائج للاتئلافات الفائزة وترتبيها ومجموع المقاعد التي حصلت عليها والتوجه نحو التحالفات لتكوين حكومات محلية قادرة على تقديم الخدمات وتسريع التنمية والقضاء على الفساد واجراء التغييرات الادارية والاخذ بيد الموطن نحو بر دولة المؤسسات والقانون . فالحراك السياسي قائم على أشده نحو التحالفات الاولية والنهائية بتشكيل الحكومات المحلية ، فالبعض يريد ان يجعل الاخرين أن ( يشرب شاي وروح ) وهي في حد ذاتها سياسة الاقصاء كما أتبعت سابقاً مع بعض الكتل السياسية عندما تم تشكيل الحكومات المحلية 2009 ، وهذه السياسة لم تجدي نفعاً للاصلاح والتغيير لبناء المحافظات التي مازالت تعاني من التخلف بسبب تلك السياسة التي لانجد لها أثر في قاموس السياسات العالمية ولكننا نجدها مفعلة بين السياسيين العراقيين الذين يريدون ان يحتكروا السلطة بحزبهم أو أئتلافهم . وللمساهمة في الاصلاح والتغيير والبناء دعوة كل الائتلافات والكيانات الفائزة في الانتخابات الى طاولة الحوار لتشكيل حكومات محلية قادرة على النهوض بواقع المحافظات وفق برنامج يتفق عليه قابل لتطبيق خلال مدة أربع سنوات ، باختيار قيادات كفوءة ونزيهة قادرة على تحقيق البرنامج ، مدعومة من الحكومة الاتحادية ومجلس النواب لتشريع القوانين التي تخدم وتصب في خدمة الوطن والمواطن .فأن الكتل والائتلافات السياسية التي تتفق على هذا البرنامج عليها ان تدعم القائمين على تنفيذه وليس الاخذ بمبدأ التقاطعات بعد أقراره لتكون عائق امام تنفيذ البرنامج . فالذين يسعون اليوم الى جعل بعض الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات ان يطبق عليها مبدأ (( أشرب شاي وروح )) أنهم يريدون أن يخلقوا حالة من الجمود داخل مجالس المحافظات التي عانت منه سابقاً . بل ندعو الى مد اليد دون أستثناء لكل الكتل والائتلافات التي تريد ان تشترك في بناء المحافظات وفق ألية معينة يتفق عليها الجميع يراعى بها مصالح الوطن والمواطن وليس مراعاة الاحزاب والائتلافات . فجلوس كل القوى السياسية الفائزة على طاولة الحوار بالخروج منها بتوصيات المرحلة القادمة للنهوض بواقع المحافظات وفق تشكيل حكومات محلية قوية قادرة على تنفيذ البرنامج المتفق عليه بالتعاون مع مجالس المحافظات لخلق روح الانسجام والعمل بفريق واحد هدفه مصلحة الوطن والمواطن وتعلو فيه كلمة القانون .فنحن شعب نحب التفصيل أكثر من الجاهز والمعلب وفق المحاصصة المقيتة ، فالمواقف كثيرة تضرب الرأس والقدم فتهشمهما بأختيار الحكومات المحلية السابقة التي لم ترتقي الى ما يصبوا اليه المواطن في المحافظات لتقديم الخدمات وتوفيرها والقضاء على الفساد ، واختيار القادة الادرايين المؤهلين لقيادة المؤسسات في المحافظة وفق الكفاءة والنزاهة وليس على حساب الحزبية والمحسوبية والمناطقية . فأن سياسة الاقصاء ( أشرب شاي وروح ) والمتداولة بين السياسيين العراقيين المأطرينها بهذه التسمية ، قد لايخدم الوضع العام للمرحلة الذي يمر بها البلد .
https://telegram.me/buratha