المقالات

شهيد المحراب رمز التلاحم والوحده الوطنيه

677 00:42:00 2013-05-09

حسين مجيد عيدي ميسان--كميت

كان شهيد المحراب قدس سره عالما ربانيا وقائدا ميدانيا ومرجعا دينيا ومفكرا عظيما وكان حريصا على التواصل مع الكل دون استثناء وكان الشخصيه الدينية والسياسية الوحيدة التي حرصت على حقوق الكرد قبل العرب وعلى حقوق السنة قبل الشيعة لذا حضي باحترام وتقدير كل اطياف الشعب العراقي لكون دعوته الدائمة والمتكررة في وحدة الصف والكلمة ونبذ الفتنة والتفرقة . ولا يختلف اثنان بأن شهيد المحراب كان الابرز في النضال والمواجهة والتصدي للنظام الصدامي ومنذ أكثر من عقدين . لقد كرس شهيدنا الغالي كل وقته وأعطى كل جهده للتخلص من هذا الكابوس البغيض الجاثم على صدور العراقيين وما ان سقط النظام وعاد سماحته الى ارض الوطن هبت الجماهير المليونية لاستقبال القائد في مشهد مهيب ارهب أعداء العراق من بقايا الصديد العفلقي والتكفيري خاصة وان الهتاف الذي انشدته تلك الجماهير منذ دخوله الاراضي العراقيه حتى وصوله المحطة الاخيرة في النجف الاشرف هو ((وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه)) . ورغم المده التي قضاها شهيد المحراب قدس سره منذ عودته من المهجر الى ارض الوطن لا تتجاوز الاربعة أشهر إلا انه استطاع ان يحدد داله نستدل بها في مواقفنا مع الفاسدين والظالمين ومن خلالها استطاع ان يبني مدرسة واضحة المعالم حدد فيها سير العمليه السياسيه ورسم معالمها الجديدة في خلق النظام التعددي والتداول السلمي للسلطة والوقوف الى جانب الشعب مهما كانت التضحيات من اجل استعادة حريته وتحقيق سعادته . اتخذ الشهيد السعيد من منبر الجمعه في النجف الاشرف مكانا لدعوة المواطنين الى رص الصفوف ونبذ الطائفية وتحقيق الشراكة الوطنيه الصحيحة بين مختلف اطياف الشعب العراقي وتوزيع الثروات بين المواطنين على اساس العدالة التي تلغي جميع انواع التمييز الطائفي والطبقي وتحفظ حقوق الأقليات الاخرى في العراق . لقد اصبح شهيد المحراب مصدر قلق وإرباك دائم لأعداء العمليه السياسيه لذا فأن شخصيه دينيه وسياسيه مؤثره في الوسط الجماهيري مثل اية الله العظمى محمد باقر الحكيم (قدس سره) لا يمكن ان تترك من قبل ازلام النظام السابق والتكفيريين وأعداء العراق حتى ارتكبوا جريمتهم وسقط شهيدا في 29/8/2003 في يوم الجمعه الدامية بعد فراغه من صلاة الجمعه قرب ضريح جده امير المؤمنين عليه السلام وبصوره ملكوتيه وكأن الباري عز وجل اراد ان تكون شهادته بهذا الشكل لترتفع روحه الطاهرة الى السماء وليلتحق مع كوكبة شهداء ال الحكيم . لقد ارادت تلك الايادي الاثيمة من خلال جريمتهم المخزيه زرع الفتنه وزعزعة الامن والاستقرار في العراق إلا ان الشعب واعيا وقف سدا منيعا دون تحقيق مآرب هؤلاء الانجاس وأصبح يوم استشهاده رمزا للتلاحم والوحدة بين مختلف مكونات الشعب العراق. لقد أبن شهينا الغالي العديد من العلماء والمفكرين واعتبروا فراق الشهيد السعيد جرحا نازفا عم العراق والعالم الاسلامي حالة من الحزن والأسى والشعور بالخسارة لرجل المرحله الذي كان كثير التعلق بوطنه وشعبه وهمه الاكبر هو هم الوطن والشعب وكيف لا يكون كذالك وقد اعتبره الامام الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره (عضده المفدى) والابن الشجاع للاسلام كما وصفه الامام الخميني قدس سره . لقد حمل شهيد المحراب قدس سره راية المواجهة والصمود امام العدو الصهيوني و الانظمة الفاسدة ولا سيما نظام الظلم والطغيان البائد مع الحفاظ على الاخلاص والاستقامة في مسيرته الطويلة . حتى قال فيه شيخ المقاومه الاسلامية الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حين سماعه بتلك الفاجعة قائلا ((فاجعتهُ وخسارتهُ على مستوى ألأمة والسيد الحكيم فيما لا يعرفه الناس وخلال عشرين عاما أو أكثر من أشد الداعمين والمساندين لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان ولم يكن يتوانى عن أي دعم يقدمه، وفي أكثر من لقاء كان يطلب مني بالرغم من انشغاله وانشغال المجاهدين كان يطلب أن يشارك شباب ومجاهدون عراقيون وبإصرار بالغ وإلحاح أن يشتركوا معنا في الجهاد وكان يقول: لكي نؤكد على أنّ الصراع مع هذا العدو ليس صراعا لبنانيا أو فلسطينيا، ولنؤكد على هوية وعنوان المعركة التي نخوضها مع هذا العدو والسيد الشهيد يمثل ضمانة وطنية عراقية وضمانة إسلامية كبرى. ان السيد الحكيم وأخوه السيد الحكيم لم يتعاطوا مع الأمر كفرصة وإنما كان هاجسهم دائما الوصول الى تشكيلة نظام سياسي يعبر عن كل مكونات الشعب العراقي ويطمئن كل قومياته .ان منطق السيد الحكيم الوطني والقومي والإسلامي والإنساني كان الحرص على وحدة العراق)). نم قرير العين يا أبا صادق وهنيئا لك الجنه وان الامانة قد حملها عمار العراق وكان خير خلف لخير سلف وإننا سائرون على نهجك وستبقى خالدا في قلوبنا وضمائرنا وسنعمل على تحقيق المبادئ التي نذرت حياتك من اجلها

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك