حسين الركابي
قليل من الرجال هم، احتلوا صدارة التاريخ، مشردين في أصقاع الأرض، غيبوا في الظلمات وغياهب السجون، تحملوا جور السلاطين وفضلوا على أنبياء بني إسرائيل، جرى عليهم جور الزمان ليحتلوا أعلى درجات الجنان، تصدوا إلى طواغيت الأرض من اجل حرية وكرامة الإنسان، صانوا الإعراض التي أراد هتكها أبناء أكلة الأكباد، أنسابهم مطهرة لم تنجسها الجاهلية بانجاسها، كيف لا وقد بكت عليهم جميع أحرار العالم وخلد لهم أول يوما من شهر الله. ان أول يوم من رجب هو يوم مبارك على لسان جميع الأنبياء والمرسلين، ووردت فيه أحاديث كثيرة وقد روي انّ نوحاً (عليه السلام)كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه أن يصوموه ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة. وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله) رجب شهر الله وهو شهر عظيم، وإنما سمي الأصم لأنه لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلا عند الله، وكان أهل الجاهلية يعظموه فلما جاء الإسلام لم يزده إلا تعظيما وفضلا، إلا ان رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي، وقال الإمام الباقر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صام أول يوم من رجب وجبت له الجنة. لاشك ان من اختاره الله تعالى في هذا اليوم والشهر المبارك هو من الثلة الطيبة، والأقرب إليه والمفضل عنده على باقي المجتمع، وكذلك حجه يحتج بها الله على المجرمين الذي تجاوزوا كل القيم الأخلاقية والقوانين الإسلامية وتعدو حدود الله والإنسانية جمعاء. قد قامت مجموعه من الظلاميين بنفث حقدهم الدفين على رسول الإنسانية محمد( صل الله عليه واله) وأهل بيته (عليهم السلام)بالنيل من سلالتهم في الأرض والتربص لهم في كل مكان وزمان، حيث قاموا بتفجير أية الله السيد محمد باقر الحكيم( قدس) بعد خروجه من إقامة حق الله بتأديته فرض الصلاة في مرقد جدة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) والسيد الحكيم، هو نجل آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم، (المرجع الديني العام للشيعة في العالم منذ أواخر الخمسينيات حتى وفاته عام 1970م ـ1390هـ في السابع والعشرين من ربيع الأول. وأسرة ال الحكيم من الأسر الدينية والسياسية ألمعروفه لدا جميع المسلمين، والتي يعود نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)بلا أدنا شك من استهدف أية الله السيد محمد باقر الحكيم ( قدس) ليست استهداف شخصه فحسب وإنما استهدف المشروع الذي بناة الحكيم أكثر من ثلاثة عقود {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } العراق اليوم ان فقد قائد ومرجع ومفكر كبير، لم يفقد مشروعه ورؤيته وها هو اليوم يتعافى من كل ما أصيب من جراح من اخ، وصديق، وعدوا، اليوم تيار شهيد المحراب وبعد كل هذا أصبح هو ألقبان في المعادلة السياسية في البلد والمعول عليه في المرحلة القادمة.
https://telegram.me/buratha