عباس المرياني
كثر تداول مفهوم الشراكة الوطنية في العراق بعد سقوط نظام البعث الشمولي عام 2003 وانتهاء عصر البعث والقائد الواحد ليكون هذا المبدأ واحدا من مفردات ومصطلحات اخرى تم تداولها من قبيل الاغلبية والاغلبية السياسية والاغلبية الجامعة لتعبر عن شكل النظام السياسي الذي يقود العراق ويعبر به الى بر الامان وسط حالة من الترقب والخوف ووسط ارتفاع امواج الشد الطائفي المحلي والاستهداف والاستقطاب العربي والاقليمي والدولي.وبسبب طبيعة العراق وتنوعه العرقي والطائفي والديموغرافي كان لا بد من اختيار الوصفة الصحيحة الخالية من التخمينات الغير محسوبة لمعالجته بسرعة من اجل ان يستعيد عافيته ليقاوم الاخطار ويبدأ بعملية النهوض بواقع ابناء الشعب العراقي وتقديم الخدمات لهم وتعويضهم عن سنوات الحرمان وبناء مجتمع سلمي يؤمن باسس الدولة الديمقراطية التعددية الفدرالية.وقد بدأ ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح خاصة في المراحل الاولى من عمر التغيير وبدا انه في طريقه لمغادرة مرحلة الاحتراب والاقتتال الطائفي والداخلي والانتقام ومثلت خطابات شهيد المحراب بعد دخوله العراق عام 2003 علاجات وطنية شافية وإجابات لكل الاسئلة التي كانت تدور في أذهان ابناء الشعب العراقي لان شهيد المحراب اكد على مبادي تمثل منطلقات أساسية للوحدة الوطنية والتحرر والشراكة الحقيقية وإدارة البلاد من قبل ابناء الشعب العراقي.ورؤية شهيد المحراب في الشراكة الوطنية انما كانت تنطلق من واقع العراق المتنوع وان هذا التنوع لا يمكن المحافظة عليه في اطار المواطنة دون إشراك الجميع في اتخاذ القرار والبناء والعمران وهي شراكة حقيقية لا شكلية اما التهميش والإقصاء فلن يكون له اثر في فكر شهيد المحراب لانه كان متيقنا ان هذا الفكر لا يستمر ولا يستقيم وان انهياره امر واقع لا محالة ..عليه فانه ليس من الصحيح تجريب أخطاء الآخرين.ولان مشروع شهيد المحراب كان وطنيا وفاعلا وحقيقيا اثار احقاد تجار الحروب والمشاكل والفتن فاغتالته يد الجريمة والغدر ليقضي شهيدا طاهرا فكان ان ترجل عن صهوة جواده في الاول من رجب قبل عشرة اعوام ولم يبدأ بتنفيذ مشروعه بعد فتسلم الراية عزيز العراق الذي كان امتدادا للمشروع الوطني العراقي حيث وضع مبدأ الشراكة الوطنية موضع التنفيذ وجاء بكل اطياف الشعب العراق ليشاركهم في صنع القرار وفي تحمل المسؤولية وهو الذي اكتسح الساحة السياسية في اول انتخابات تشريعية وكان بامكانه ان ينفرد بالقرار لان صناديق الاقتراع منحته هذا الحق الا انه كان ومن موقع الشعور بالمسؤولية يرى ان العراق بلد لا يدار بالتفرد والتسلط ولم يتخلى عزيز العراق عن مشروعه حتى لحظاته الاخيرة عندما لبى نداء ربه في رمضان قبل اربع سنوات مضت.ومن المفارقات العجيبة ان البعض يتمسك بمبدأ او مشروع ما لان هذا المشروع يحقق له منافع شخصية وحزبية انية وطويلة المدى او تكتيكا او مناورة لاجل ما الا ان ما نادى به شهيد المحراب وعزيز العراق ومن بعدهم السيد عمار الحكيم لم يحقق لهم غير التعب والالم وخذلان الصديق وتنكر الشركاء الا انهم لم ولن يحيدوا عن هذا المبدأ الذي هو خط احمر في ادبيات تيار شهيد المحراب لانه مشروع حقيقي وقد لا اجد تعبيرا افضل مما قاله السيد عمار الحكيم في احتفالية يوم الشهيد العراقي التي اقيمت في النجف الاشرف عن هذا المفهوم"الشراكة مشروعنا لبناء امة وصناعة وطن وهي ركيزة اساسية في بناء هذا المشروع ولايمكن التخلي عنه لانه يعني التخلي عن ادوات النجاح في هذه المرحلة والمعركة المصيرية ،وسنبقى نحمل راية اشراك الاخرين واحتضانهم وسنحفظ حقوق شركاءنا حتى وان فرطوا بحقوقنا ولكن نحن نعمل على وفق رؤيتنا ومتبنياتنا وطموحنا لنجاح البلاد".
https://telegram.me/buratha