إيمان مشنّي سلطان مديرية تربية ذي قار/الشطرة
بدأت قصتي مع مديرية تربية محافظة ذي قار الموقرة بعد سقوط النظام البعثي وبعدما عدتُ من بلاد المهجر وكنتُ مفعمة بالأمل بأننا قد تخلّصنا من شبح الظلم ومسلسل الروتين المهين ، عدتُ ولايساورني شكٌ ولايخالجني أيُّ شعور بأني سأضيعُ مرةً أخرى في وطني، عدتُ الى بلدي المحررلإتخلّص من الإغتراب ، الى أهلي الذين قد تحررت عقولهم وكلمتهم من سجن الحاكم الغاشم، عدتُ لإشاركهم في بناء عراقنا الجديد وفي مجال وظيفتي التي كنت اعمل بها ، وهذا ماجعلني أحمل أمتعتي واعيد أدراجي لإتنفس هواء الحرية في بلدي من جديد، وحينما أستقرّ بي المطاف في مدينتي ،شرعت بإجراءات عودتي الى وظيفتي في مديرية تربية ذي قارحيث كنت موظفةً في مدينة الشطرة ، التي فصلني النظام السابق منها بعد إعتقالي بتاريخ 8/3/1991 بعد مشاركتنا في إنتفاضة الشعب العراقي لعام 1991 وبدأتُ بمراجعة مديرية التربية فكانت البداية ..بداية التعامل بمنهج اللامبالاة...للأسف الشديد فوجئت بروتين جديد وإجراءات لايقلّ تعسّفاً عن ظلم النظام الدكاتوري السابق. لم تشفع لي معارفي ومعاناتي وخدمتي في دوائر الدولة في مديرية الماء والمجاري منذ العام 1980 ثم إنتقالي الى مديرية التربية عام 1988 في متوسطة الرباط للبنين ثم ثانوية الشطرة للبنات..ثم متوسطة المجد للبنين في نفس المدينة حتى إعتقالي من قبل جهاز الأمن البعثي بتاريخ 8/3//1991 كل مباشراتي في هذه المدارس ولدي كتاب نقلي من مديرية الماء والمجاري الى مديرية التربية ..حضوري الى المحكمة الجنائية والحكم لصالحي وإعتراف عزيز صالح النومان .ثم عملت مضبطة لشهود كانوا معي في الدوائر التي عملت بها ، شهادة من يعرفني من زملائي وجيراني وأهلي تأييد دائرة الفصل السياسي ..معاناتي مع إختي الصغرى في سجون النظام في سجن الفضيلية سيء الصيت ....إستشهاد إخوتي وسجن والدي سنوات غربتي...كل ذلك لم يثبت أني كنت موظفة بسيطة في دائرة حكومية ...وانا من مدينة صغيرة هي الشطرة وكلنا يعرف بعضه ، لم أدخل من بلد ثان أومن محافظة أخرى ، في كل مرّة أقدم أوراقي فيها يستلمها أحد الموظفين ويتعاطف مع قضيتي ويقسم على تسهيل إنجازها..ولكن تنتهي الوعود والعهود الى سلّة النسيان ،أنقضت عشر سنوات على سقوط النظام ولازال الكثير من ملفات الضحايا مركونة على رفوف الإهمال بسبب تقاعس بعض الموظفين ..وقد ارتبط إنجازاكثر هذه الملفات بمدى فائدة الموظف المسؤول عليها من الضحية ..لذلك أخاطب مديرية تربية ذي قار بعد طول إنتظار وأقول لهم أني لم أطلب منكم تعييناً جديداً ولامنصباً سيادياً أنافس به أحدكم أنا لم أطلب إلا حقي وهو حق بسيط جداً ...هو إعادتي الى وظيفتي وإعادة حقوقي المصادرة من قبل النظام البعثي ..فلاتكونوا عقبةً في طريق إعادة حقوقي وعودتي الى وظيفتي ..وإنه لأمرٌ محزن أن تستمر معاناتنا بعد عشر سنوات على سقوط النظام وبسبب أبناء جلدتنا! سابقا لم نعتب لأن النظام كان قائما على الظلم ولكن ماعذركم اليوم يامديرية تربية ذي قار؟ نعم لم أنتمِ الى حزب ولم يؤيدني حزب ولكني كنت ولازلت اتوسم خيرا بأنتمائي الى وطني العراق ، وبهذا الشعور وبهذا الأنتماء أرفع صوتي غير آبهة وغير مترددة وأطالب وسأبقى أطالب باستحقاقي الوطني ولن أتنازل عنه ، ولم ولن يوقفني بقايا النظام البعثي الذين ترسبوا في دوائر الدولة وتسللوا الى مفاصلها من جديد ليلاحقوا الوطنيين الذين نذروا أنفسهم الى وطنهم العراق وتحملوا مالايطاق من ظلم وقتل واغتراب ..و يحاربون من حمته الأقدار ونجا من بطشهم ..يحاربونه في رزقه وفي حقه في هذا البلد...وددت ان أطلع القراء على بعض مايجري في دوائرنا لستُ شاكية بل محذّرة بكل ماتحمل الكلمة من معنى ولن نستسلم لإبتزازهم وسأكشفهم بالإسماء أمام الملأ عاجلا أم آجلا ...
sel.muna@yahoo.com
https://telegram.me/buratha