المقالات

غاب عزيز العراق فغابت معه هيبة التحالف ومحوريته

520 07:41:00 2013-05-11

عباس المرياني

لعب الفقيد الراحل عزيز العراق (رضوان الله تعالى عليه) دورا مهما ومحوريا في تجذير العملية السياسية التي بدأت بعد سقوط صنم بغداد مطلع عام 2003 بجملة من المواقف والتشريعات التي سعى اليها او نفذها من خلال موقع المسؤولية التي كان يتطلع بها سواء عندما كان رئيسا للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي او عندما أصبح زعيما للائتلاف الوطني العراقي الموحد باعتباره قوة سياسية قائدة وموجهة للعملية السياسية في العراق.ولا يمكن باي حال من الأحوال المرور على المرحلة التي عايشها السيد الفقيد في العراق والتي امتدت منذ عام 2003 وحتى تلبية نداء ربه في شهر أب عام 2009 باعتباره رمزا سياسيا وقائدا وطنيا محنكا مرور الكرام كونه استطاع بحكمته وخبرته ان يقود البلاد الى بر الامان رغم صعوبة المرحلة وحجم التحديات التي واجهت التجربة السياسية في عامي 2005 و2006 والتي كادت ان تعصف بالبلاد نحو حرب طائفية بسبب جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وما تلاها من تداعيات خطيره.ويمكن تلمس دور الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله )خلال فترة تصديه للقيادة السياسية وتاثيرة المباشر على سير الأحداث وصناعة القرارات المؤثرة والتي مهدت لترسيخ اسس التجربة الديمقراطية في العراق خاصة ما يتعلق باقرار الدستور وبتجذير الممارسة الانتخابية والتداول السلمي للسلطة واستيعاب الشركاء ومنحهم الحقوق التي يستحقونها والتي لا يستحقونها حتى وان كان لاجل مسمى من اجل ضمان سير الممارسة الديمقراطية ومن اجل ابعاد الخطر عنها.كما ان عزيز العراق سعى لخلق حالة من التوازن في علاقات العراق مع محيطه العربي والاقليمي والدولي وهذا التوازن ينعكس ايجابا على الوضع الداخلي العراقي لان السيد الفقيد كان على يقين بان العراق يتاثر سلبا او إيجابا بتأثيرات المحيط العربي والإقليمي بل ان السيد الراحل لم يتردد لحظة واحدة في عمل كل شيء حتى لو كان هذا العمل فيه بعض المحاذير من اجل مستقبل العراق وشعبه وهذا المعنى تجده كاملا في زيارة السيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه الى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي بوش في البيت الابيض مطالبا باخراج العراق من البند السابع حتى يمتلك العراقيين عصمة أنفسهم ويستطيعوا حكم بلدهم وحماية اموالهم وفي هذه الزيارة المميزة قرا السيد عزيز العراق دعاء الفرج في مكان لم يفعلها احد من قبله.اما في الجانب المحلي فقد لعب عزيز العراق (قده) دور ام الولد التي تضحي بكل شيء من اجل أبنائها حتى وان كانت لا تحصل منهم الا على الجفاء ونكران الجميل وحتى وان كان هؤلاء الأولاد لا يقابلونها الا بالعقوق وقد اثر هذا المبدأ كثيرا على شعبية المجلس الأعلى لان قواعد ومحبي المجلس الأعلى كانوا لا يرتقون الى مستوى تفكير قائد كانت همته تجذير وترسيخ تجربة سيحصد نتائجها أبناء الشعب العراقي خيرا كثيرا وهم غير ملامين الا ان ترسيخ المشروع كانت تتطلب مثل هذه التضحية.. على الطرف الأخر فان قيادة السيد الراحل عبد العزيز الحكيم للتحالف الوطني كانت قيادة فريدة يمكن استشرافها اليوم بما يحدث من تقاطعات وتراجع في دور التحالف الوطني ومحوريته وفي معالجته للمشاكل لان السيد الراحل كان محوريا في دوره وكان صادقا في طرحه وعلاجاته وكان قريبا من الجميع وصديقا لهم وقد ساعده هذا القرب وهذه المصداقية على ان يتجاوز الكثير من النقاط الخلافية.لم يبقى للتحالف الوطني بعد عين عزيز العراق غير الاسم ولم تبقى من اسمه ومحوريته الا الرسم فقط .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك