عباس المرياني
لعب الفقيد الراحل عزيز العراق (رضوان الله تعالى عليه) دورا مهما ومحوريا في تجذير العملية السياسية التي بدأت بعد سقوط صنم بغداد مطلع عام 2003 بجملة من المواقف والتشريعات التي سعى اليها او نفذها من خلال موقع المسؤولية التي كان يتطلع بها سواء عندما كان رئيسا للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي او عندما أصبح زعيما للائتلاف الوطني العراقي الموحد باعتباره قوة سياسية قائدة وموجهة للعملية السياسية في العراق.ولا يمكن باي حال من الأحوال المرور على المرحلة التي عايشها السيد الفقيد في العراق والتي امتدت منذ عام 2003 وحتى تلبية نداء ربه في شهر أب عام 2009 باعتباره رمزا سياسيا وقائدا وطنيا محنكا مرور الكرام كونه استطاع بحكمته وخبرته ان يقود البلاد الى بر الامان رغم صعوبة المرحلة وحجم التحديات التي واجهت التجربة السياسية في عامي 2005 و2006 والتي كادت ان تعصف بالبلاد نحو حرب طائفية بسبب جريمة تفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) وما تلاها من تداعيات خطيره.ويمكن تلمس دور الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله )خلال فترة تصديه للقيادة السياسية وتاثيرة المباشر على سير الأحداث وصناعة القرارات المؤثرة والتي مهدت لترسيخ اسس التجربة الديمقراطية في العراق خاصة ما يتعلق باقرار الدستور وبتجذير الممارسة الانتخابية والتداول السلمي للسلطة واستيعاب الشركاء ومنحهم الحقوق التي يستحقونها والتي لا يستحقونها حتى وان كان لاجل مسمى من اجل ضمان سير الممارسة الديمقراطية ومن اجل ابعاد الخطر عنها.كما ان عزيز العراق سعى لخلق حالة من التوازن في علاقات العراق مع محيطه العربي والاقليمي والدولي وهذا التوازن ينعكس ايجابا على الوضع الداخلي العراقي لان السيد الفقيد كان على يقين بان العراق يتاثر سلبا او إيجابا بتأثيرات المحيط العربي والإقليمي بل ان السيد الراحل لم يتردد لحظة واحدة في عمل كل شيء حتى لو كان هذا العمل فيه بعض المحاذير من اجل مستقبل العراق وشعبه وهذا المعنى تجده كاملا في زيارة السيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه الى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي بوش في البيت الابيض مطالبا باخراج العراق من البند السابع حتى يمتلك العراقيين عصمة أنفسهم ويستطيعوا حكم بلدهم وحماية اموالهم وفي هذه الزيارة المميزة قرا السيد عزيز العراق دعاء الفرج في مكان لم يفعلها احد من قبله.اما في الجانب المحلي فقد لعب عزيز العراق (قده) دور ام الولد التي تضحي بكل شيء من اجل أبنائها حتى وان كانت لا تحصل منهم الا على الجفاء ونكران الجميل وحتى وان كان هؤلاء الأولاد لا يقابلونها الا بالعقوق وقد اثر هذا المبدأ كثيرا على شعبية المجلس الأعلى لان قواعد ومحبي المجلس الأعلى كانوا لا يرتقون الى مستوى تفكير قائد كانت همته تجذير وترسيخ تجربة سيحصد نتائجها أبناء الشعب العراقي خيرا كثيرا وهم غير ملامين الا ان ترسيخ المشروع كانت تتطلب مثل هذه التضحية.. على الطرف الأخر فان قيادة السيد الراحل عبد العزيز الحكيم للتحالف الوطني كانت قيادة فريدة يمكن استشرافها اليوم بما يحدث من تقاطعات وتراجع في دور التحالف الوطني ومحوريته وفي معالجته للمشاكل لان السيد الراحل كان محوريا في دوره وكان صادقا في طرحه وعلاجاته وكان قريبا من الجميع وصديقا لهم وقد ساعده هذا القرب وهذه المصداقية على ان يتجاوز الكثير من النقاط الخلافية.لم يبقى للتحالف الوطني بعد عين عزيز العراق غير الاسم ولم تبقى من اسمه ومحوريته الا الرسم فقط .
https://telegram.me/buratha