المقالات

النقد والتسقيط

1616 12:36:00 2013-05-11

عبدالله الجيزاني

هُناك حالة من الخلط بين مفهوم النقد الآيجابي الذي يهدف للإصلاح وبين التسقيط او النقد السلبي الذي يرمي الى النيل من شخصية ألآخر وإستهداف موقعة الإجتماعي، فهناك فرق بين انتقاد شخص بذاته، وبين انتقاد موقعه وبإعتبار صفته , فالأولى هي تسقيط والثانية هي نقد مشروع، هذا الخلط ناتج مرة من جهل وأخرى من إراده تسعى لدمج المفاهيم للتغطية على اخطائها أو تجاوزاتها.في العراق وقبل عام 2003 حيث كان النظام الشمولي يُسيطر حتى على تردد انفاس الشعب العراقي،وكان ذكر النظام بغير المدح والإطراء، كفيل بإيصال المتحدث الى السجن أو حتى حبل المشنقة والتهمة التآمر او التجسس أو ألخيانة هذا الآمر اصبح عرف بين الناس، عندما كان احد ينتقد النظام ولو بين افراد اسرته يأتيه الردع سريعا( شلك بهل الحجي)، وبالتقادم أصبح أو كاد نقد النظام حالة شاذة والمدح هو الحالة ألطبيعية وأينما ذكر النظام في مجلس عام كان المدح أو شتم مناوئيه هو الحالة ألسائدة، وغدت ثقافة عامة في الوسط ألاجتماعي، والأمثلة على ذلك اكثر من آن تُحصى. وبعد إنهيار النظام وإنطلاق العملية السياسية وتشكيل الحكومات المتتالية، إستصحب الكثيرون ذاك النهج، وخاصة مقربي الحاكم وأعضاء حزبه، ودخل حتى الى جسد الأحزاب نفسها وغدى نقد أي حزب أو رمزه إعلان حالة عداء ضده، وصلت الى حد التصفيات ألجسدية، الآمر الذي جعل الأخطاء والتجاوزات تستفحل في داخل الاحزاب والأكيد وصلت الى جسد الدولة ومؤسساتها، ومارس منافقي الأمس ومحرري تقارير(كسر الركبة) في مؤسسات الحاكم، وداخل الأحزاب نفس الدور، الآمر الذي منح المسئول والحاكم حالة من الراحة لإشباع خلل أو نقص في داخله، فلم نشهد مسئول أو رئيس حزب أو حاكم نقلت إليه شكوى أو حالة نقد ضده أو ضد مؤسسته، استدعى قائلها ليبرر له أو ليستفهم سبب النقد، ويعمل على إصلاحه او إقناع المنتقد،إلاماندر، ونعزوا ذلك إلى حالة الخلط التي اشرنا اليها في المقدمة بين النقد والتسقيط وعدم معرفة الفاصل الكبير بينهما، الذي يصل لحد التنافر، فالنقد بناء أما التسقيط أو النقد السلبي فهو هدم، فتناول الشخص والشخصية هو التسقيط في ابسط مفاهيمة أما تناول الفعل والقول فهو النقد الذي يمكن ان يؤدي الى البناء لو اُحسن متابعته والإستفادة منه. وهناك تناقض عحيب نلحظة اليوم في المؤسسات الحاكمة ففي الوقت الذي تَضع وسائل للشكوى وتُنشأ مؤسسات تحت مسميات ( شكاوى المواطنين)، تتطير من النقد وتعده إستهداف وتسقيط وتنفيذ لإجندة مُعادية، وعندما تُمارس هي التسقيط ضد الآخر المُعارض او المناؤي تعده نوع من البناء أو الدفاع عن مؤسساتها ألحاكمة، هذا التناقض يُخبر عن الخلل وسبب لما يمر به البلد من تردي في كل المجالات. وبما أن العراق اليوم في حالة بناء لذا فهو في اشد الحاجة للنقد والتقويم،وإلا فتراكم الفشل والسكوت عن الخلل، سيجعل الشعب بحاجة الى دماء لتغيير الحال، بدل أن يغير الآن بالكلام والخيار الواضح المدروس...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك