المقالات

الشباب بين الثقافة والانتماء الفكري

650 16:22:00 2013-05-11

الكاتب فراس الجوراني

قال الله تعالى في محكم كتابة الكريم( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لايعلمون شيئاً ولا يهتدون )) هنا في هذة الآية الكريمة يستنكر القرآن الكريم الانتماء البيئي الغير واعي , أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص , ولا تمييز بين الخطأ والصواب. فكل المجتمع عامة , والشباب خاصة يجب أن يحدد موقفة وأنتمائة عن وعي وقناعة علمية سليمة ‘ لاأن يعيش مقلداً تابعاً للآخرين أو للظروف البيئة التي فيها فلا يكلف نفسه بمناقشة أو تمحيص ما وجد نفسه جزءاً منه ‘ من فكر وعقيدة وسلوك وأعراف , ليتمسك بالصواب , ويرفض ما أخطأ السابقون بحمله ' لتتم الغربلة والتنقيح عبر مسيرة الأجيال , وليتم التخلص من التراكمات والرواسب والأخطاء الغير صائبة . نلاحظ إن الكثير من القضايا المتأصًلة في أعماق الإنسان هي طبيعته الاجتماعية_ كما أوضحنا _ وانتماؤه الشعوري واللاشعوري إلى المجتمع , كالانتماء إلى الأسرة والعشيرة , وإلى المدينة والإقليم والقومية والوطنية , وإلى الأمة والجماعة على أساس الديًن والمذهب بل والفريق الرياضي وغيرها من أطر ألانتماء أو التجمع والانحياز , وربما التعصب إليهما . وحالات ألانتماء الفكري الجماعي , والتكتل ضمن أطار تجمع معين , كلها تنطلق من غريزة حب الاجتماع , أو مايسميها علماء النفس بغريزة ( القطيع ) وشعور الفرد بجزئيته من تلك الجماعة والحاجة إليها , فالشباب في البلدان الإسلامية يمثلون طليعة التغيير والطموح , ويشغل اهتمامهم أوضاع المستقبل , ويتركز لديهم النزوع للتغيير , والثورة على الواقع غير المرضي . أن كل ذلك أوجد تياراً واسعاً وعميقاً في جيل الشباب , عمق وصحح مفهوم ألانتماء الفكري إلى تيارات تنادي بأحقية المواطن ورفع مستواه على كل الأصعدة ,وخلق روح التحدي والمواجهة والثورة على كل الانظمة الدكتاتورية المستبدة , وتمثل من خلال الوعي في تشخيص أسباب التخلف وألأنتماء الفكري والسياسي الكامل للاسلام . وتشكل الثقافة ركناً أساسيا من أركان شخصية الشباب , وهي إحدى معالم هويته الشخصية ,والعناصر ألمميزة له عن غيره , ولابد للشباب من أن تكون لديه شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم . وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الإسلامية , ولا يعني ذلك أن كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية فحسب ,فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة ,والعلاقة مع الله والرسالة والمال والثروة والذات والفكر ... الخ وذلك يقتضي تكوين قاعدة فكرية , ورؤية أسلامية ينطلق منها , ويؤسس عليها بما يرضي الله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك