نور الحربي
كم هي مريرة تلك السنوات التي مضت في الهجرة والعمل على مقاومة نظام البغي البعثي والتي اثبت فيها شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) انه رجل ملمات ومهمات رجل تعجز الكلمات امام صبره وتحمله ورباطة جأشه فمنذ العام 1984 وبعد اتخاذ قرار الهجرة وتحمل الالام والمحن والوصول الى ايران الاسلامية وجمع ما يمكن جمعه من المعارضين انطلق العمل وهو عمل تاسيسي لم يكن سهلا بالمرة واكرر دائما هذه العبارة التي تنم عن عظيم اصراره قدس سره (هاجر رجلا وعاد الى وطنه امة ) وهذا باختصار ماجرى مع التغاضي عن كل التفاصيل الاخرى خلال تلك الحقبة المليئة بالعمل والتضحية والمرارة لما يحدث في الداخل العراقي ولاننا نقف جميعا لنستذكر شهيد المحراب و ساعده الايمن عزيز العراق ومواقف هذا البيت الكريم من ال الحكيم النجباء فلابد لنا ان نقرا بوعي وتمعن ما يجري حولنا اليوم وهل استطاع المجلس الاعلى بقياداته الحالية وخطابهم وسلوكهم السيرعلى نفس الخط واكمال ما بدئه اولئك الافذاذ الذين سبقوهم ام انهم تراجعوا لسبب او لاخر مع ضغط المتغيرات واقتنعوا بما قدموه في خدمتهم لقضايا هذا الشعب وهموم الامة ولاننا نعيش الذكرى فنريدها ذكرى للمراجعة و المواصلة والسير على النهج ولابأس ان نقف عند بعض النقاط التي اشار اليها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في كلمته بالذكرى السنوية لتأبين شهيد المحراب وعزيز العراق ومعهم شهداء العراق الذين نحتفي بتضحياتهم في الاول من شهر رجب المعظم بوصفه يوما للشهيد العراقي ومنها الانفتاح على شركاء الوطن وعدم القناعة بماتحقق في الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات والتي حقق فيها ائتلاف المواطن فوزا جيدا بحصده للعدد الاكبر من المقاعد متفوقا على الاحزاب والتيارات الاخرى منفردة وهذه النظرة التي تمنع الغرور من التسلل الى نفوس ابناء تيار شهيد المحراب وتدفعهم للتحالف وبناء حكومات شراكة حقيقية هدفها تقديم الخدمة والخروج من حالة التقاطع المعطل للعمل وبناء المحافظات وهو عين ما عبر عنه في كلمته " سواء كنا في المقدمة او في المؤخرة ان هذا لا يغير من الواقع شيئا ولا يغير من قناعاتنا تجاه موضوع الشراكة في شيء فسوف نبقى نحمل راية اشراك الآخرين واحتضانهم وسنبقى ندافع عن هذا المبدأ بل سنحفظ حقوق شركائنا حتى وان فرّط هؤلاء الشركاء في حقوقنا لكننا نتعامل على ضوء متبنياتنا ومبادئنا ورؤيتنا وتقديراتنا لمصالح هذا البلد ونجاح مشروعه ، وحتى الغالبية السياسية التي تحدثنا عنها فكانت غالبية ممثلة للمكونات حافظة للشراكة الحقيقية وليست بالضد من هذا المنهج ، ان الشراكة هي مشروعنا لبناء الامة وصناعة وطن وهو ركيزة أساسية لتحقيق النجاح لهذا المشروع " .كما جاءت توصيفاته الدقيقة لما يمر به البلد والمنطقة بمثابة رسالة واضحة لابد من تبنيها والعمل على مواجهة الاوضاع الشائكة التي تحتم ان يكون للحكمة والهدوء والرؤية الواضحة للقوى السياسية دورا واسعا من اجل تجاوز ما يمكن ان يشكل خطرا على وحدة البلاد والشعب "ان واجبنا الشرعي والوطني يحتم علينا ان نتعامل بمسؤولية كبيرة امام هذه الاخطار التحديات وان نتمسك بوحدتنا المذهبية والقومية حتى ننطلق منها لتحقيق وحدتنا الوطنية لاننا اليوم نتعرض الى تحديات كبيرة ليس على مستوى الوطن وانما على مستوى المنطقة برمتها , والخريطة السياسية والجغرافية تتغير بسرعة في منطقتنا ولايبدو في الافق ان هناك حلولا واضحة على الامد القريب وقد تستمر حالة الضغط والارباك الامني والفوضى التي نجدها اليوم لفترة من الزمن , ولاسيما ان ادوات الصراع اصبحت غير منضبطة للقوى التي تتحرك في المنطقة وكان المنطقة تهيا لصراع مفتوح طائفي وقومي ومناطقي وهذا مايجعلنا في خطر جسيم وكبير كما ان الارادات الدولية وصراع هذه الارادات في المنطقة اصبح مكشوفا وواضحا وصار اللعب عالمكشوف كما يقولون , يجب ان ندرس هذه التحولات ويجب ان ننظر الى اين ذاهبون في ظل هذه الظروف وهذا التقاطع الكبير في الارادات الاقليمية والدولية ولابد ان نحصن انفسنا عراقيا امام هذه, و ذلك يحتاج مزيدا من التماسك الداخلي والوحدة الوطنية وان نكبر على بعض الاشكاليات فيما بين القوى والاطراف السياسية " وفي قراءة اخرى للواقع الجماهيري وما افرزته الانتخابات الاخيرة كانت هناك الدعوة للتفاعل مع الواقع الجديد بشكل اكثر وضوحا لان الجماهير اعطت الثقة لاصحاب المشاريع التي يريدونها ان تتحول الى واقع وهو ما ميز ائتلاف المواطن وبرامجه المقترحة لتقديم الخدمة للمواطنين وهو ايضا امر ينطبق على الجميع لذلك يرى ان على القوى الفائزة ان تعطي مساحة كبيرة من اهتمامها للداخل وتعمل على حل مشاكل الخدمات التي يعاني غيابها المواطن العراقي " ان ابناء شعبنا قدموا رسائل مهمة للطبقة السياسية في هذا البلد , من حيث نسبة المشاركة ومن حيث توجهات الراي العام والقوائم التي حازت على مستويات من ثقة الشارع العراقي وعلينا ان ندرس هذه الرسائل بشكل صحيح وان نترجمها الى واقع عملي واليوم وبعد انتهاء انتخابات مجالس المحافظات علينا ان نقف ونقيم ماجرى ونحدد مسؤولياتنا تجاه المستقبل , انها فرصة كبيرة وجديدة تقدم لكل اولئك المؤمنين بالعمل المشترك والراغبين بالتعامل وتظافر الجهود لخدمة الوطن والمواطن , ولابد ان نحول هذه الخطوة وهذه المحطة الى فرصة حقيقية لخدمة هذا الوطن ولمساعدة الناس وحل مشاكلهم وتقديم الرفاه والخدمات لهم ولابد من دراسة معطيات الانتخابات , ان علينا ان نغادر لغة الخطاب السياسي الى لغة الخطاب الخدمي والعملي والناس تريد ان ترى الطبقة السياسية منهمكة ومشغولة بخدمتها وليس بصراعات في مابينهم " وللتفاصيل مكانها ايضا ولها نصيب من الحديث باعتبارها هما يعيشه العراقي ولعل الحديث عن السيول والامطار جاء منسجما مع مشكلة طالت بعض محافظات البلاد لكنها تعتبر كوارث لابد من التخفيف منها ومواجهتها حيث يقول ان سبب الخلل يعود الى سوء الادارة , صحيح ان الكوارث خارجة عن اختيارنا لكن التعامل معها باختيارنا فان كنا نجهل ان المطر في يوم ما قد تمطر الدنيا فهذه مشكلتنا , اذا لم ندرس حجم الامطار المحتملة واليوم دراسات بيئية تحدد كل هذه التفاصيل فالمشكلة لدينا نحن اذن لانحمل المواطن تبعات هذه الامور ونقول كارثة طبيعية ماذا نعمل ؟ والارهاب ماذا نعمل ؟ ميزانيات لاتصرف في مكانها الصحيح ماذا نعمل ؟ المواطن يقول ماذا اعمل والمسؤول يقول ماذا اعمل حينئذ من يجيب على السؤال ؟ المسؤول في موقع عليه ان يحدد العلاج المطلوب ويذهب نحو العلاج واذا كان المواطن يشكو والمسؤول يشكو فالى اين المشتكى " اننا اذا نتابع هذه الذكرى وما يحيط بها من اجواء في كل عام فلا نملك الا ان نحيي من كان ولايزال وفيا لها ومرتبطا باصحابها ومن اقيمت لاجلهم ولو اننا توقفنا عند كل نقطة من النقاط اعلاه لوجدنا النفس ذاته والخطاب ذاته الذي ينسجم مع رؤية شهيد المحراب وعزيز العراق القادة والحريصين كل الحرص على الوطن واهله وربما اننا وبعد كل هذه الفترة ومع فقدان المواطن الثقة ببعض الاراء والافكار والتطبيقات التي تبناها البعض في المراحل السابقة نستطيع ان نقول ان خطاب هذه المرحلة لقيادة المجلس الاعلى متفق كليا مع رؤيته الشمولية للامور في ان يكون المواطن والوطن اولوية ترتفع وتتقدم كل الاولويات , اننا اليوم بحاجة لمن يلملم فرقتنا ويتقدم خطوات من الاخرين في سبيل تحقيق المهمة التي ضحى من اجلها الشهداء وفي مقدمتهم شهيدنا الغالي سيدنا ابا صادق الذي استذكره العراق كل العراق ورأه بامتداده عبرابنائه ورفاقه الذين كانوا خير مؤتمن على مشروعه السياسي والاجتماعي في العراق الجريح ..
https://telegram.me/buratha