المقالات

هل تسير المنطقة نحو الحرب؟

1523 01:02:00 2013-05-13

بقلم: د. عادل عبدالمهدي* نائب رئيس الجمهورية المستقيل

نشارك الجميع هذا الخوف والقلق خصوصاً بلحاظ ما يجري في سوريا والعراق وغيرهما.. فالاجواء تحمل الكثير من عوامل التفجر.. التي تدفع عوامل التهدئة للوراء.

ففي السياسة طالما ارتكبت حماقات قاتلة بسبب الاراء المطلقة والحتمية.. مما ادى اما لتهاون يسمح بالتجاوز والعدوان، او المبالغة والانزلاق لحروب، كان يمكن تلافيها.لهذا اهمية حسن تقدير الموقف، الذي يمنع الضعف او التطرف، كلاهما.

نلحظ كسياق تاريخي عام تراجع حروب المواجهة المباشرة للدول الكبرى كالحربين العالميتين، لمصلحة حروب مناطق نفوذ وتطويق وضرب الخاصرة، كما في فيتنام وافغانستان.. ولعلنا شهوداً على تراجع هذه ايضاً لمصلحة صراع بين الدول الاقليمية ذاتها كالحرب العراقية الايرانية، والتي قد نكون شهوداً ايضاً لتراجعها لمصلحة صراعات شعوب ومكونات الدول.. لتصبح الاخيرة الشكل الاهم لحروب نهايات القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين.. ونعتقد ان تراجع منطق الحروب هو تراجع تاريخي يشبه تراجع العبودية والاستعمار والنظم الدكتاتورية.والسبب ليس اخلاقيا وحضاريا فقط، بل لاختلال مفهوم النصر وسرعة تحوله لهزيمة، ولحجم الخسائر والكلف التي يتعذر تحملها ويصعب منع انتشارها، وارتدادها على القوى التي اطلقتها. فالحروب بالسيوف والنبال والحجارة، غيرها بالبنادق والمدافع والدبابات والطائرات.. والاخيرة غير الحروب بالصواريخ العابرة القارات واسلحة الدمار الشامل.. لذلك بقيت الحروب المحدودة في اسلحتها او مساحتها، كدليل على ان اسلوب الحرب يتراجع كوسيلة اساسية لحسم النزاعات بين الدول.. وانه سائر للتراجع بين الشعوب ايضاً، لانهيار ركيزته الاساسية وهي نظم الظلم والاستبداد التي تتهاوى الواحدة بعد الاخرى.. بعد ان انهارت او تراجعت نظم الغزو والاستعمار، عدا اسرائيل.

لا يعني تقدير الموقف هذا انتهاء الحرب كاداة سياسية.. فالنقلات التاريخية ونظم العلاقات الجديدة لا تأتي دفعة واحدة.. بل بموجات..بهذا السياق نرى ترتيبات الحل السلمي للقضية الكردية في تركيا.. فتراجع نظريات الحروب الشعبية والكفاح المسلح،لمصلحة نظم اكثر استقراراً وتوازناً لا تتم بخطوة واحدة.. مما يمنع الاستنتاج باننا لن نشهد اشتباكات وتصادمات.. لكنه يسمح بالتفاؤل باننا قد لا نكون امام حروب "مفتوحة"قادرة على الانتشار وتغذية نفسها بنفسها، والتي لا تتوقف الا بانتصار طرف وتدمير اخر.. بقدر ما نواجه اشتباكات "محدودة"-في مساحتها وقدراتها وليس بالضرورة بقسوتها وكلفها البشرية والمادية-نمتلك غالباً امكانيات محاصرتها وايجاد الحلول لها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السيد مهدي
2013-05-17
رغم محاولات الخيرين من مرجعية دينية وسياسين خيرين وعلى راسمهم رجال المجلس الاعلى وغيرهم ولكن المال الذي يدفع والدول الداعمة له وبعض السياسين العراقين نرى ان الحرب قادمة
علي السيد مهدي
2013-05-17
رغم محاولات الخيرين من مرجعية دينية وسياسين خيرين وعلى راسمهم رجال المجلس الاعلى وغيرهم ولكن المال الذي يدفع والدول الداعمة له وبعض السياسين العراقين نرى ان الحرب قادمة
جواد جابر
2013-05-17
تحية طيبة دكتور سلمت يداك وقلمك ... لكن اقولها بصراحة ان المنطقة سوف لن تندفع الى اية حروب كارثية اقليمية مادام اوباما في السلطة انا لا امتدحه لكن هذا مارصدته خلال المعارك في ليبيا وسوريا فلو كان دوره حاسما لانهيت القضية السورية في اسابيع ولسمح لاسرائيل بضرب ايران انه رجل غير مبرمج للحروب ولاننسى ان اول ما ابلغ العراقيين قبل فوزه الاول انه سينسب من العراق ليتدبروا امرهم مستقبلا في غياب امريكا من ساحة العراق القتالية مع الارهاب ..مع ان هناك من يدعي البطولة باخراج امريكا من العراق
SAAD AL-ZAIDY
2013-05-14
الدول الاستعمارية بعد ان اكتوت بنيران الحرب الكونية الثانية اتجهت الى تهدئت روع شعوبها بالترويج الى سياسة الا حرب والتثقيف على حل النزاعات بالطرق السلمية ، فعندما وجدوا أن بعض هذه الطرق مسدود وجدوا في نفس الوقت صعوبة في تجيش المجتمع ولذلك كانت التعبئة بعد الحرب الفيتنامية اصعب ما يواجة الدول الكبرى جميعها ، فهي تدفع غيرها من الصغار بالحرب نيابة عنها وهنلك مساعدات عسكرية مختلفة
وطن
2013-05-14
انت مظلوم مثل اجدادك لكن اجدادك وين واعدائهم وين
ام زين الدين
2013-05-13
تحية طيبة د.عبدالمهدي ..الحرب آتية ودون الرجوع عنه حيث هناك تحركات جرت قبل يوميين ونحن نراقب..... ونعتقد تجرى قبل البدأ به ..الحرب هذه المرة تختلف عن الحروب السابقة حيث سفك الدم تجرى بيد المسلمين انفسهم الاشراف خارجي لكن سفك الدم من الداخل وهذا مرعب جدا ..حيث لايحتاجون الى من يدلهم..بأختصار كل هذه الاموروالحروب لسبب واحد(.............؟) والبيب يفهم
علي حسن جاسم
2013-05-13
كم كنا نتمنى ان تكون رئيس وزراء العراق لما حدث مايحدث الان من تشرذم وانقسام هل تعلم مايحدث في الموصل من قطع الارزاق والاغتيالات وقطع الوقود بحيث وانا متاكد ان 90% من الايدي العاملة عاطلة وان تعلم الى ماذا يودي ذلك وممثلي نينوى المنتخبين همهم الظهور في القنوات الفضائية واطلاق التصريحات النارية مع الاسف واللة لم ينتخبهم احد مستقبلا
ميسم عبد الحميد
2013-05-13
الاستاذ الفاضل عادل عبد المهدي المحترم, افضتم واجدتم ولكن الا تعتقدون ان الحرب الدينيه او العقديه هي النمط الوحيد الباقي كمغذي فعال للحروب المستقبليه في ضوء تراجع درجة الوعي الانساني وصعود المنظرين المتشددين بحرية ومساحة احياناً تكون دستوريه؟ اضف الى ذلك ان المنطقة تشهد تجييشاً لصالح كل فكر على حده بمعنى ان النظريه الدينيه التي قالها بوش عقب هجمات سبتمبر (من لم يكن معنا فهو ضدنا) اصبحت رائجة رغم تخلفها ورفضها للاخر ان لم يطابقنا المنهج؟ تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك