وسام الجابري
لم يكن لأي من ينتمي الى النظام السابق , ان يتجرأ على رفع رأسه تلمحياً بوجوده في الخارطة العراقية , ولم يتجرأ الفارون من اتباع صدام والبعث ان يقولوا كلمتهم الا بزعيق الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة , كما لم ينعق الضواري قبل ان يرّخي دولة رئيس الوزراء الحبل , الا بتكفير كل من حمل بندقيته دفاعا عن العراقيين ,ولعل سجل التاريخ الذي يسجّل كل ما تشرد وتورد في الذاكرة , لا يغفل ما آل اليه العراق بعد العام 2003 سيما وانه مر الى الان بمرحلتين مهمتين تتمثلان باجتثاث البعث من باب وعودتهم من الباب الاخر وخصوصا بعد ان فاز السيد نوري المالكي بأغلبية تؤهله ليكون رئيسا لدورات متتالية كرئيس للوزراء , فهو والحق يقال استطاع ان يستخدم ورقة النظام السابق افضل استخدام مستثمرا اجتثاثهم واعادتهم , وكلا الحالتين وهو ما افرزته الوقائع , تملئ صناديقه الانتخابية بأوراق تؤشر لحسابه ,وبرغم استقرار الكابينة الحكومية لأربع سنين مضت واخرى ستمضي , يقابلها استقرار كبير لتحالف نيابي يقف خلف الحكومة مؤازراً , الا ان الملاحظ من اداء رئيس الحكومة السابق واللاحق انه كان اداءاً سلبيا فلم يقدم سوى ازمات ونقص واضح في الخدمات واستهتارا صريحا بالأرواح , بعد ان وصلت الامور لمن كان خائفا من التحولات والتغيير بان يقض مضاجعه واذا بالمسؤول التنفيذي الاول يقترح ويوافق على قوانين تهيأ وتعد العدة لعودة اغلبهم ,سوء التخطيط وضعف الادارة وتيهان الامور التي اخذ مستشارين مرتشين يتلاعبون بها ادى لعودة الامور الى نقطة الصفر وهو ما حمل الهاربون من دعاة الحرب وسماسرة القتل ان يدعو لتقسيم العراق وما زاد من جدية مطلبهم وجود قائد لا يشعر الا بالمؤامرة وهو كمن عبر الماء من تحت قدميه فغطس ببحر الازمات ,قد لا تنفع التهديدات التي يطلقها زعماء العناصر المسلحة بثني البعثيين من ممارسة دورهم بالعودة الى 8 شباط آخر قد نندم عليه طويلاً
https://telegram.me/buratha