المقالات

هل أنتهت لعبة لي الأذرع..؟..بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

646 16:53:00 2013-05-13

 

سألت نفسي مثلما سأل كثير غيري أنفسهم، ما الذي دفع العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة أقليم كوردستان الى حافة الأنهيار؟.. وما الذي حدث، بحيث أن زيارة اليوم الواحد التي قام بها رئيس حكومة الأقليم الى بغداد أوقفت تدهور هذه العلاقة..؟

وسأكون صريحا جدا كعادتي، وهي صراحة تزعج كثيرين، وسيقول لي ساسة يحسبون أني قريب منهم، أو أنهم قريبين مني: شعليك..!

لا يا سادتي ليس "شعلينا"، فقد كنا "نشتعل"..ووصلنا بسبب هذا الوضع الى جرف هار ربما كان سيلقينا الى هوة بلا قرار، وخسرنا الكثير من الوقت أمضيناه في حرق الأعصاب وحرق فرص البناء، ناهيك عن أن دماءا غزيرة سالت بسبب ذلك الحال..

وللأجابة، لابد أولا من تقرير حقيقة أن إنشاء أي تحالف يقتضي أن يوجد قبالته ما يعارضه..وهكذا فإنه وفي بداية ألأزمة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، تساءلت أذا كان تحالف أربيل الذي ضم الذين بدوا لأول وهلة أصدقاءا للكورد، فمن هم الذين يقفون قبالة هذا التحالف؟

وتتذكرون أيضا أن الصراع كان منذ تشكيل الحكومة منحصرا بين إئتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، أو على صعيد الشخوص بين المالكي وعلاوي، وحينها أمضينا قرابة الثمانية أشهر نترقب لعبة لي الأذرع التي أفضت في نهاية المطاف الى تشكيل حكومة برئاسة المالكي...

العراقية لم تستسلم، ولم تذهب الى الشراكة السياسية مثلما قضى بذلك إتفاق تشكيل الحكومة، نعم شاركت في الحكومة بعدد من الوزراء لكنه "إشتراك" وليست "مشاركة"، وليس الذنب ذنبها وحدها، إذ يتحمل الطرف الآخر قدرا كبيرا من مسؤولية عدم بناء جسور الثقة، وكان أجدر ولمصلحة الوطن أن ينزل البعض عن بغالهم، ويتقدمون بعضهم نحو بعض خطوات ليلتقوا عند منطقة وسطى، ليست بين الجنة والنار، لكنها مساحة صالحة يقف فوقها من يسعون لخدمة الشعب..

تحالف أربيل كانت نتيجته أن تحولت وجهة الصراع، الى صراع بين دولة القانون والقوى الكوردستانية، أو بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، أو بصورة شخصانية بين السيدين البارزاني والمالكي..

ولما طال أمد الصراع تفتت القائمة العراقية، وفقد السيد علاوي موقعه كزعيم للقائمة العراقية، ونزعت القائمة العراقية ثوبها الوطني الذي ارتدته على عجل قبيل الأنتخابات البرلمانية السابقة، وبدى هذا الثوب غير مناسب لها، فخلعته، وحينها ظهرت ثياب بقية ساستها على حقيقتها، بعد أن باكرهم الهاشمي بخلع ثياب المسؤول وإرتداء ثياب القاتل..

الحقيقة التي لا يحجبها أرتداء نظارات سوداء مثل تلك التي يرتديها الصبية في أجهزة الحمايات، أن مخيمات ألاعتصام والاحتجاجات، هي التي دفعت الأمور باتجاهات لم يحسبها المتحالفون والمخالفون..! بل حتى لم يحسبها المعتصمون ومن عصمهم..!

القيادة الكوردية أدركت ولو متأخرة أن ما يجري على الأرض أكبر من الأعتصامات بكثير، وهو مرتبط بشكل صارخ بما يجري حولنا، إن لم يكن جزءا رئيسيا منه، ومنه ما يجري في سوريا، وأدركت أو تأكدت بالأحرى، أن ليس من أساس لصراع بين الشيعة والكورد، وأن الذين يدفعون الأمور نحو التأزيم في الاحتجاجات والأعتصامات هم من سنخ القوى العنصرية التي خبر الكورد قواعد الصراع معها، وبنوا فيدراليتهم على أساسه..

وقد بدت ألأمور واضحة للقيادة الكوردية، أن القيادات التي أعادت رسم صورة القائمة العراقية على أساس طائفي وعنصري، هي التي تعيق عملية بناء شراكة حقيقية.أما قيادات القوى الشيعية فهي جميعا وبلا أستثناء قد بحت أصواتها من التأكيد على التحالف الإستراتيجي بين الكورد والشيعة..

كلام قبل السلام: ليس ثمة وسيلة أفضل من الفشل لتحقيق النجاح..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك