في كل امم الارض يوجد هناك عظماء وابطال تقدسهم شعوبهم ولايجوز المساس بتلك المقدسات من قبل اي شخص حتى وان كان لايعتقد بهم لأنهم فعلوا ما عجز عنه غيرهم في خدمة بلادهم فشيدوا نصباً تذكارية عملاقة بل واطلقوا تسمية اسمائهم على بعض المدن,تخليداً لذكراهم وحتى يستمد ابناء الجيل الجديد قوتهم ومبادئهم من هؤلاء العظماء.
فنجد مثلاً مدينة واشنطن انما سميت بهذا الاسم تخليداً لرئيس الولايات المتحدة الامريكية (جورج واشنطن) وكذلك الحال الى مدينة الاسكندرية التي استوحت اسمها من محتلها الاسكندر المقدوني!,بل ان فرنسا شيدت مقبرة خاصة للعظماء تضم ماوتسي تونغ وغاندي ومانديلا وغيرهم تخليداً لهم وأثراء الجانب المعرفي لمواطنيهم.
ولنأخذ مثالاً من العراق نظير الامثلة التي تم اخذها في العالم الغربي,فنجد تمثالاً لرئيس الوزراء العراقي الاسبق المسمى (عبدالمحسن السعدون),ولا ادري لماذا تم تشييد تمثالاً له وتسمية احد شوارع بغداد الرئيسية بأسمه رغم انه لم يكن يجيد التكلم باللغة العربية, حيث ان لغته الام هي التركية,علاوةً على انه كان ضابطاً في الجيش العثماني فلماذا تم تكريمه؟ , والجواب يكون واضحاً وصريحاً كي يتم قطع العراق من جذوره وتزوير ابطاله بقادة لاينتمون لهذا الوطن لامن قريب ولامن بعيد,كما فعلوا مع ثورة العشرين حينما دلسوا بأسماء من قام بها ونسبوها لشيخ فلان وعلان حتى لايذكر احد بطولات رجال الدين من مذهب اهل البيت عليهم السلام ويكون التمجيد فقط لأصحاب مذهب معاوية ويزيد في المنطقة الغربية,ونفس الشيء ينطبق على عشيرة الاورفلي والتي سمي بأسمها احد احياء بغداد وهي من العشائر التركية والتي تعتبر من اكثر العشائر عداءاً لمذهب اهل البيت عليهم السلام وامثلة لاتعد ولاتحصى لاشخاص تم تخليدهم لكونهم من النواصب الذين يضمرون العداء لأهل البيت عليهم السلام.
أقول أليس من الأجدر بحكومتنا الالتفات الى هذه النقاط التي تم سردها وتسمية الاشياء بمسمياتها التي تستحقها, الم يكن بالامكان تسمية احدى محافظات العراق بأسم شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قدس سره الشريف وفاءاً له ولجهاده ولما قاتل من اجله لسنيين طوال,ونحن اليوم نمر بذكرى استشهاده في رجب الاصب.
الم يكن السيد الحكيم رضوان الله عليه لكل العراق حتى يصبح رمزاً لجميع العراقيين,الم يكن السيد الحكيم قائد الجماعة الصالحة ضد اشرار الارض,الم يكن من واجب حكومتنا الموقرة وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء الوفاء للحكيم خصوصاً وانه كان استاذهم في كلية اصول الدين وبالخصوص الاستاذ نوري المالكي.
والحقيقة انه ليس من الصعوبة تسمية محافظة او شارع بأسماء من بذلوا اعمارهم في سبيل هذا الوطن او حتى ادخال سيره هؤلاء الشهداء في المناهج ليكونوا نبراساً يعلم الجيل الجديد بما فعله هؤلاء الابطال في سبيل انقاذ العراق من براثن الدكتاتورية,ليبدأ الجيل الجديد مما انتهى اليه هؤلاء الشهداء, ويشعر العراقي بهويته الوطنية الحقة وتاريخه الحقيقي الخالي من التدليس.
ان التذكير بشهيد المحراب وبقية الشهداء الذين سقطوا في ميادين الجهاد ضد الاستبداد والدكتاتورية هو ليس وفاءاً للشهداء فقط وانما هو وفاء للشعب وللوطن,فكيف بأمة تنهض بدون رموزها وابطالها, وكيف بأمة تحيى وهي منسلخة من تأريخها,واخيراً اقول ان الامة التي تتنكر لعظمائها وتنحني تمجيداً لمن قام بخيانتها لاتستحق الحياة.
https://telegram.me/buratha