ربما يتساءل البعض عن الاسباب التي تقف وراء الموقف القطري السلبي والمؤذي لمعظم الدول العربية والاسلامية وسيأتي الدور على البقية الباقية لاحقاً..
من المعروف ان الديقراطيات الغربية لا تسمح لأجهزة مخابراتها بالصرف والبذخ على مشاريع استهداف الدول الاخرى التي تقف في طريق فرض هيمنتها على مقدرات الشعوب ولو قليلاً.. لذلك تلجأ هذه الاجهزة المخابراتية الى توفير مصدر تمويل ثابت ومستقر لعملياتها حول العالم من دون رقابة حكومية او برلمانية في بلدانها .. فتقوم ابتداءً بمهمة ايصال بعض الشخصيات في الانظمة التي تعتمد نظام الحكم العائلي والتي حباها الله سبحانه بثروات نفطية او غازية فتقوم اما بالايحاء للحاكم بوجود اعداء داخل العائلة يطمعون بالحكم او خارجيين يهددون امن الدولة التي تعاني من قلة عدد السكان وكثرة الموارد وهذا ماثير طمع بقية الدول فيها ..
واذا فقدوا الامل من امكانية اقناع الحاكم بهذه المخاوف يقومون بعزله بطرق مختلفة وايصال احد الامعات الى رأس الحكم وهذا ماحدث مع فيصل السعودية ووالد حاكم قطر الحالي وشيخ البحرين السابق .. فيصبح هذا الحاكم وبلده بقرة حلوباً لهذه الاجهزة الغربية ومنفذاً لجميعلجميع رغباتها وطلباتها رداً للجميل وخوفاً من سطوتها التي خبرها ..
وقد رأينا مصداق ذلك في جميع الحروب الاهلية والخارجية في عقود الستينات والسبعينات وما تلاها في افريقيا بالذات والجيوش والعصابات التي كانت تسلح لتحارب وعشرات الانقلابات التي حصلت وكذلك ماحدث في امريكا اللاتينية وسلسلة الانقلابات والمعارك في اليمن ولبنان وما يحدث منذ سنوات في العراق وقبلها الجزائر وفي مصر وليبيا وتونس وسوريا ولبنان ..
ثم حدث ان جميع الانظمة التي وصلت الى الحكم في تونس وليبيا ومصر تمثل الاخوان المسلمين الذين تنفق عليهم قطر مما ادى الى إستفحال دور القزم القطري ولو الى حين على حساب السلفية السعودية التي أحست بعد تغير هذه الانظمة بسطوة الفكر والحكم الاخواني على رأس السلطة في هذه البلدان وبمباركة تركيا ذات الفكر الاخواني ايضاً .. فأحس السلفيون بالخطر وادركوا ان الشعوب العربية قد سكتت عن التشدد الاخواني المدعوم بالدولار القطري درءاً للتطرف السلفي ومايترتب عليه .. فبدأ السلفيون في جميع دول الخراب العربي يتلقون دعماً مادياً كبيراً وإعلامياً هائلاً على رأسه قناة العربية التي يشعر المتابع لأخبار مصر فيها انهاقناة معارضة لحكم الاخوان بامتياز والكثير من القنوات الاخرى التي تسير في الفلك السلفي ..
هذه اسباب المواقف القطرية والخليجية التي تدفع باتجاه اضعاف الدول الاسلامية والخشية من اي تطور او تقدم تحرزه ..
والامر لاينتهي عند هذا الحد فعلى هؤلاء الحكام ان يقوموا بواجب دعم البلدان الغربية التي ربما تواجه او لاتواجه على حد سواء ضيقاً اقتصادياً .. ويبدأ هذا الدعم ابتداءً بشراء الشركات والمصانع المفلسة وليس إنتهاءً بشراء مدن الملاهي والنوادي الرياضية ومشاريع بناء المدن .. وعلى سبيل المثال اشترت مدينة والت ديزني المتعثر الفرع الفرنسي منها الامارات واشترت قطر نادي باريس سانت جيرمان الرياضي الفرنسي وتقوم اليوم باستثمار مايزيد عن 100 مليار يورو في مرافق عمرانية بضواحي باريس والامثلة اكثر من ان تحصى والاموال الاسلامية تنفق في العالم الغربي بغير وجهها الصحيح عدا عن عمليات الغش والخداع التي تتعرض لها هذه الاموال مما يؤدي الى ضياع عشرات المليارات .. ويقال ان الاموال الخليجية في امريكا وحدها تزيد عن 2 تريليون دولار .
https://telegram.me/buratha