عدنان السباهي
توالت المآثر الوطنية لهذا الجيش العظيم في درء الكوارث والمخاطر عن الشعب العراقي ولن ينسى العراقيون ما قام به الجيش العراقي في حماية بغداد من الغرق فكانت سدة بغداد شاهد على هذا العمل الرائع إضافة إلى شق قناة الجيش التي لايزال يردد اسمها في كل مكان من بغداد، ويعلم الجميع إن الجيش سور الوطن ودرعه الحصين ، لكن في فترة حكم البعث وخاصة فترة حكم صدام تحول إلى جيش يغزو الآخرين ليحقق نزوات النظام الغير مسئول، وتحمل دباباته وطائراته العلم العراقي وهي تضرب المدن والقرى العراقية بحجة أن أهلها طائفيين ومتمردين علما إن أغلبية الجيش من سكان تلك المدن والمحافظات ، ورغم تلك الانتهاكات والاهانات للجيش وأهلة ظل محترما ولم يستهدفه احد من المعارضين والمواطنين من المدن المدمرة بقذائف الدبابات وصواريخ الطائرات وإنما كان الاستهداف لمقرات الحزب فقط أما الجنود والضباط يتم احتضانهم وتقديم لهم الطعام والملابس المدنية وتسهيل عودتهم لمدنهم الغربية والشمالية حتى لاتستهدفهم القوات الأجنبية بأيام الانسحاب من حرب الكويت وسقوط النظام وانهيار المؤسسة العسكرية.إن الشعوب بكل أطيافها واثنياتها تحترم جيشها وتقدم كل ما يستحق بل والبعض يقدسه ويعتبره أهم مؤسسة في كيان الأمة ، وهو خارج الميول والاتجاهات، وميزانية الجيش ومخصصات إفراده تفوق أي وزارة أخرى، ولا عجب في ذلك فهو الذي يحمي الوطن ويقدم الدعم للمواطنين ويساعدهم ويساندهم في الكوارث الطبيعية والمحن، ففي الفيضانات ينقذهم من الغرق ، وما شاهدنا من جيشنا الباسل من بطولات إنسانية في إنقاذ الناس من الفيضانات وتقديم الدعم والمساعدات للشعب وبمختلف المحافظات، مما عززت الثقة بهذا الجيش ومحو الصورة السابقة عنه.نرى البعض ومع الأسف ونتيجة للخلافات السياسية يتم إدخال الجيش في الصراعات بحيث يحسب لجهة دون أخرى ، وهذا الأمر جعل العصابات والمجموعات المسلحة تستهدف الجيش وقتل جنوده وضباطه وبصورة بشعة بحجة انه طائفي، فالذي يقتل الجندي أما أن يكون ليس عراقيا مجندا من قبل القاعدة وغيرها أو عراقي بالاسم ولكنه لايمتلك ذرة من الوطنية والغيرة العراقية، فينبغي من الدولة إذا كانت تسمي نفسها دولة احترام من يضحي بنفسه من اجل أن ينعم الآخرون بما هم فيه من الأبهة والأمان أن يمنح كافة الامتيازات التي يتم منحها لأناس يخربون البلد بل البعض يشترك بالتخريب بيده من السياسيين وغيرهم كثير ، بينما لحد الآن لم يمنحوا قطع أراضي لسكن عوائلهم فان اغلبهم أجبرهم العوز المادي للتطوع في صفوف الجيش ، ورواتبهم التي يصرفون نصفها على النقل فلا يستطيعون ركوب السيارات العامة أو التجول في الأسواق لأنهم سيتعرضون للقتل ،و بالعودة إلى منازلهم وعوائلهم التي ربما تفقدهم بأي ساعة مواجهة ، مما دفع الكثير منهم وخاصة ممن تم نقلهم للمحافظات الساخنة كالا نبار والموصل وكركوك، بترك الخدمة أو بالأحرى هذه الوظيفة الوطنية لما فيها من مخاطر على حياتهم ولعدم وجود التقدير لهم ولجهودهم من المواطن الذي يضحون من اجله ولا من الحكومة التي أدخلتهم في دوامات الصراعات السياسية والطائفية، فعلى الجميع احترام الجيش وحفظ هيبته وعلى الساسة والمغرضين الكف عن إطلاق الخطابات الطائفية حين يتصدى للإرهاب ويجردهم من قناعهم، وحين يقدم الخدمات الإنسانية يوصف بالوطني فعندما يضعف الجيش يضعف الجميع .
https://telegram.me/buratha