علي الكاتب
البكاء على الدستور, وزرع القطيعة والتقاطع في طريق اربيل _بغداد ,ووضع حكومة المركز في حانة الهذيان والنسيان للعهود المبرمة بين المالكي والبارزان ,جمعيها تراجيديا كردستنانية تعرض بين الفينة والأخرى على شاشات الإعلام ومنابر الساسة ,مع الاختلاف في شكل وفترة العرض وقدرة التأثير في تأزيم ماتبقى من العملية السياسية في عراق التضاد والاختلاف والتصارع ,حتى أمسى الفرد العراقي متصارع ومتنافر في طبيعة ذاته وهي حالة طبيعية أذا أصبحت الأرقام خارج نطاق المنطق والإحصاء .الاختلال في التوازن السياسي والإفلات من ورقة المنهج المؤسساتي بطريقة المعترض وليس المعارض يضيف لمسار الحركة السياسية في العراق, عراقيل أخرى ,فالتعامل الانتقائي في ألأخذ والتعاطي لموضوعة الاشتراك والشريك الوطني في بناء أطار يضمن حركة توافقية تستطيع من خلالها العناصر والرموز التفاعل بشكل كيميو سياسي للوصول إلى معادلة أنتاج وطن بطريقة الدمقرطة والحقوق المدنية ,مازال يخضع للتبويب الفئوي والمصالح الحزبية والجيوسياسية ونحن اليوم لانفترض معالجة لبناء ثقافة المكان والزمان بل نحتاج أن نقفز فوق عقارب الساعة حتى نجتاز تلك المهاترات السلوكية لبعض الجهات السياسية لأننا قد استهلكنا وأهلكنا وأهلكنا في مستنقع الوقت ,وليست مثالية في الطرح او سفسطائية سياسية ,فطريق العودة مازال سالك أذا ما تعاملنا بعقلنة الرغبات والمصالح وجعلنا الدستور محلول لأذابة المشاكل فيه وليس التعامل بطريقة التعطيل والتفعيل ,وهذا ما أريد أن أضعه في موضع الشاهد لفلسفة الكرد في الحاضر السياسي لها ,فبعد أن رأب الصدع وتقلصت المسافة بين كردستان وبغداد بعد جفاء دام أكثر من أربعة أشهر ,وتأملنا في ذلك صلاحا وإصلاحا, في زيارة نيجرفان بارزاني على أمل أن تكون بدايات طيبة تعود بواقع سياسي أكثر وعيا ونضجا, يغلب فيه المصلحة العامة والاستسلام إلى إنصاف الحلول ,وبعيدا عن الخوض في تفاصيل الطرف ألمأزوم والطرف المتأزم في تلك الإحداث , غير انها قد تبدو إجهاض قبل الولادة في ظل التداعيات الخطيرة التي لا يمكن إعرابها إلا تحت عنوان التمرد على الجذر والعصيان المؤسساتي .حزب العمال الكردستاني ربما سيكون مقصلة الرقبة الكردستانية بالجسد العراقي ,فما جرى في كواليس أنقرة من اتفاقات وضمانات بين حكومة كردستان وتركيا وحزب البككا ,بعيدا عن أرادة بغداد ودرايتها يؤشر لمعالم دولة كردية تضع رداء الإقليم تحت الدستور وترتدي لباس الدولة التي لا ترتبط مع العراق إلا في خارطة المكان , بل أنها تذهب أكثر من ذلك فهي لا تلتفت إلى مراعاة العلاقة بين جمهورية العراق ومملكة كردستان في طبيعة العلاقات الدولية لتضع جبها في أرض اردوغان التي تقف بالضد من المشروع العراقي وتدخلها السافر والعلني في التصعيد والدفع باتجاه طوئفة العراق .
السلوك السياسي للساسة الكرد في ضوء انسحاب العمال الكردستاني من الأراضي التركية إلى صومعة جبال قنديل داخل الأراضي العراقية ,ينم على أرادة دولية تتجاوز الارادت والأجندات المحلية تسعى إلى تقوية الكرد عسكريا وتسمين دولتهم الواعدة لكي تكون قوة ضاغطة باتجاه بغداد,وفي الوقت ذاته أثارة المخاوف والهواجس الايرانية في ضم اكراد إيران لها باعتبار إن جبل قنديل يقع في المثلث التركي الإيراني العراقي , وأخيرا إن تلك الإستراتيجيات, هي الضالة التي يبحث عنها أحفاد أتاتورك في ضرب المشروع العراقي بغية إعادة إنتاجه بطريقة تنسجم مع المصالح القومية والمذهبية التركية . فضلا عن أعادة ترتيب القوى في منطقة الخليج العربي برعاية أبوية من الدول الغربية . .
https://telegram.me/buratha