خضير العواد
المقاومة الفلسطينية عانت الكثير من الأنظمة العربية من ناحية الدعم المادي والمعنوية بالإضافة الى المواقف السياسية ، وفي كثير من الأحيان تدخل هذه المقاومة في صراع مع هذه الأنظمة يؤدي الى قطع المساعدات ومن ثم وضع الشروط من قبل الأنظمة لكي تعود المساعدات وغيرها من أدوات الضغط التي تستعملها الأنظمة العربية من أجل تنفيذ مخططاتها ، وقد مرت القضية الفلسطينية نفسها في فترات عصيبة نتيجة سياسة الحكومات العربية التي لم تسند هذه القضية بصورة جدية بل في كثير من الأحيان نلاحظ هذه الحكومات تطعن القضية الفلسطينية بالظهر ، لهذا أصبحت هذه الحكومات من الأدوات الضغط الكبيرة لدفع منظمة التحرير الفلسطينية الى المفاوضات مع الإسرائيليين ، واصبحت المقاومة بعد التوجه الى المفاوضات في خبر كان نظراً لغياب الدعم العربي المادي والسياسي حتى ظهرت على الساحة القوة الجديدة الداعمة للمقاومة المتمثلة بالمثلث المقاوم إيران وسوريا وحزب الله ، هذا المثلث عندما ظهر على ساحة الأحداث غير المعادلة واصبحت المقاومة تتعافى يوماً بعد أخر حتى أصبحت تهدد العدو الإسرائيلي في عقر داره ، وأرتفعت معنويات الشباب العربي وأخذ يفتخر بهذه المقاومة التي أخذت تسطر الإنتصارات من جنوب لبنان حتى غزة ، وكل ما فعلته المقاومة يعود الفخر به الى إيران وسوريا لأنهما الدولتان الوحيدتان اللتان وقفتا وساندتا بالمال والسلاح والإعلام والمواقف السياسة ، حتى أصبحت هذه الدول تواجه الغرب بأكمله نتيجة مواقفها الداعمة للمقاومة ، وقد تغيرت الخريطة العربية حيث الحكومات العربية جميعها رفعت يديها بالإستسلام للكيان الصهيوني إلا الدولة السورية التي وقفت صامدة أمام كل الضغوط وأخذت تساعد جميع الفصائل الفلسطينية وخصوصاً حماس التي أوصلت إليها مختلف الأسلحة بالرغم الحصار الذي تقوم به الدول العربية وإسرائيل على قطاع غزة ولكن الإصرار السوري كان أكبر من الحصار والتخاذل العربي ، حتى دفعت سوريا الضريبة غالية عندما هجم عليها جميع الأشرار في العالم لكي يدمروا أخر قلعة للمقاومة ، فأخذ القتلة والمجرمون يأتون من جميع الدول والغرب يسهل لهم الطريق لكي يدمروا سوريا وشعبها الآبي نتيجة مواقفهم الساندة للمقاومة والمقاومين، كل هذا الهجوم لا عجب فيه لأنه متوقع فألغرب يريد تدمير كل من يقف ضده ، ولكن أعجب شيء في أحداث سوريا هو دعم حماس لهذه الهجمة الشرسة بل دخلت حماس بقوة من أجل قتل الشعب السوري الذي دعمها بكل ما يملك وعرّضَ نفسه للخطر بسبب دعمها وبقية تنظيمات المقاومة ، بل أصبح أعضاء حماس المهندسون لحفر الخنادق حول دمشق لكي يسهلوا دخول المجرمين الى داخل دمشق وقاموا بتدريب هؤلاء المجرمون على الخطط القتالية وأستعمال السلاح ، وفي كثير من الأحيان قاد أعضاء حماس القتال بأنفسهم ضد القوات السورية التي ساندتهم في أصعب الظروف ، وهكذا أصبحت حماس أحد أعضاء الجبهة القطرية التي قادت هذه الهجمة الشرسة على سوريا وشعبها وفي كثير من الأحيان هاجم خالد مشعل الحكومة السورية التي ترفع العلم الفلسطيني بجنب العلم السوري في كل مكان وتنادي بحقوق الشعب الفلسطيني قبل السوري بل يعيش اللاجئ الفلسطيني في سوريا كأنه أحد السوريين بل هو سوري بكل ما للكلمة من معنى فالحقوق متساوية من تعليم وصحة وتمليك وعمل وغيرها ، وقد أظهر اسماعيل هنية بعض الذي أخفاه قادة حماس عندما أستقبل شيخ المتخاذلين قرضاوي وقبّل يده التي صافحت من قبل أيدي اليهود التي تقطر من دماء الفلسطينين ، بل زرع هذا الشيخ المتخاذل الفتنة الطائفية في كل مدينة عربية ودعم التحركات القطرية الغربية التي تدعم إسرائيل في كل شيء بل طلب من أمريكا والغرب تدمير سوريا لكي تصبح في أضعف ما يمكن ، ولم يكتفي إسماعيل هنية بتقبيل اليد الخائنة بل تطاول على سوريا وأتهمها بأنها تقتل الفلسطينين ، علماً إن الشعب الفلسطيني يعيش معزز مكرم في الأرض السورية والكثير منهم يدعم الشعب السوري وحكومته في هذه المحنة إلا القليل منهم من أعضاء حماس ، ولكن نقول يا إسماعيل هنية إذا كان الدكتور محمود الزهار قد رفض زيارة هذا الشيخ المتخاذل قرضاوي فضربتموه أشر ضربة وأدخلتومه المستشفى وهو من كبار قياداتكم ولم يفعل شيء سوى رفض تحركاتكم المناقضة لكل الأعراف والأخلاق ، وما بالك يا إسماعيل هنية وأعضاء تنظيمك وهم لاجئون في سوريا يريدون تدميرها وتحطيمها بالرغم من الكرم الذي قدمته لهم ، أتريد من الحكومة السورية أن تعطيهم الورود وهم الذين قتلوا ما قتلوا من الشعب السوري المسالم ودمروا حضارتها وأثارها العريقة ، كان أولى بك يا هنية أن تقدم الأعتذار على خيانتكم لمن وقف معكم وقدم لكم كل المساعدة والقرضاوي وقطر يطعنون بكم دائماً من الخلف ، ولكن هيهات ثم هيهات من تعلم على الخذلان لا يمكن له يا هنية أن يصيب الحق ، ولكن مواقفكم يا قادة حماس قد قصمت ظهركم والى الأبد لأنكم متخاذلون ووصوليون فلايمكن للشعوب أن تعتمد على الخونة والمتخاذلين الذين يفتقدون للمبادئ والأخلاق الحميدة , فإذا كانت الحكومة السورية يا هنية وقفت معكم في محنتكم على الحق فلماذا خنتوها في محنتها وشدتها وهي تواجه الباطل .
https://telegram.me/buratha