المقالات

هدوء يسبق العاصفة

476 18:29:00 2013-05-14

حيدر حسين الاسدي

أسبوع هادئ بكل تفاصيله وأحداثه مر علينا ، بعد أشهر من أزمات وتعقيدات وسيل من الدماء عاشها العراق مثلت في تصوري لعبة اصدق ما يقال عنها انها انتخابية استعراضية لفن المماطلة وكسب الأصوات بين الشركاء السياسيين من هذا الطرف او ذاك.علينا ان لا نكون متفائلين ومستبشرين خيراً ، في الهدوء الذي قد يسبق العاصفة ، برجالات سياسة يعتمدون في أدارتهم لبلدهم على صنع الأزمة وتداولها وابتداع طرق للتسويف ، متناسين الوضع الخاص والمعقد والمتداخل للعراق ومقدمين مصالحهم ومكاسبهم السياسية عليه ، لذا وخلال تعايشنا للواقع السياسي منذ عشرة سنوات وحتى اليوم نقتنع ان من يريد إعادة الاستقرار والهدوء والأمن لبلدنا عليه ان يمسك عصا القيادة من الوسط وبقوة مشفوعة بمهارة المناورة السياسية ، لكن واقع الحال يظهر إن هذه الصفات نفتقدها في الكثير من رجالات الدولة الذين يعتمدون على الارتجالية في القرارات ويسلكون طرق التسرع مفتقدين للرؤية البعيدة ذات التحليل الاستراتيجي .ولكي لا أكون متجني واضع اللوم والعتب على جهة دون أخرى ، أقول ان الجميع واقعون تحت المسؤولية التضامنية في إدارة البلدة وليس من حق احد القول انه خارج المسؤولية ، وهو ما زال لاعب مؤثر وقادر على وضع لمسه فاعلة في الوسط السياسي ، لان التهديد الحاضر لوحدة العراق وسيادته واستقرار شعبه قائماً ولم يبتعد عنه ، يضاف لها المؤامرات التي ترسم في غرف الظلام ضد نسيجه الاجتماعي وتريد بها تفكيك التعايش السلمي لمجتمعه من خلال زرع بذور شيطانية بين أوساطه ، وحتى لا ننسى ونحن ننعم بالهدوء الوقتي أولئك الذين اعتلوا منصات التظاهرات ونادوا بخطاباتهم لقتل الجيش وإعلان الإقليم والعصيان المدني وحمل السلاح بأنهم ما زالوا على ارض العراق يتحركون كخفافيش الظلام يهيئون لخطط بديلة وتحركات جديدة تعيد الوضع الى التوتر وعدم الاستقرار كون مخططهم مستمر وله مدى زمني بعيد ، لذا علينا ان لا نتوقع منهم تركه وخصوصاً ان العمل عليه يدر بالأموال والامتيازات بما يفوق الخيال خصوصاً اذا عرفنا انهم حققوا الشيء الكثير بعد وصولهم الى نقطة التذمر الشعبي وتحشيد الناس لأفكارهم .أن الاستفادة من الدروس والتجارب القاسية التي مرت سمه من سمات الحكماء والاستفادة من المواقف والظروف حنكة سياسية بشرط عدم تهميش الاخر او محاولة ضربة لتحقيق نصر آني ، بل شرط النجاح هو اشراك الجميع وتطبيق الدستور وفرض هيبة القانون واستعادة دورة الذي فقده بعد ان حاولت السياسة تلويثه والبدء بتطبيق الأحكام والقرارات الصادرة بحق الجميع دون استثناء مما يكفل احترام هيبة الدولة .كما ان إعادة الحقوق وإنصاف المظلومين واجب ديني واخلاقي وقانوني على الجميع الالتزام به والعمل على تطبيقه وأن لا يكون شعارات تردد على وسائل الإعلام وتفتقد التطبيق على ارض الواقع ، وان يحترم الشريك المؤمن بالعملية السياسية ولا يهمش او يركن وتحقق مبادئ الشراكة الوطنية والتعاون المشترك لتقديم الافضل للمواطن الذي اصبح الجزء المنسي في عملية التفاوض السياسي واصبح اخر من يدافع عنه في زمن اعتقدنا انه زمننا وان الخير مقبل علينا واننا مسكنا الإنصاف بيدينا وسنجد العدالة في حقوقنا .....دعوتي لكل من يهمه الأمر ان ترجع بذاكرتك ما قبل 2003 وتتذكر كيف كنت وكنا وما تحلم بتحقيقه لبلدك وتتمنى عليه شعبك وهل انت راضٍ عن ما حققته ، سلاماً لشعب الصبر وبلد الحضارة والأنبياء وأمنياته ان نراه أمن مستقر ينعم بخيره .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك