المقالات

الحكومة تقيم دعوى ضد أغنية "حجيك مطر صيف"

949 20:02:00 2013-05-14

عباس المرياني

تمثل الأمطار مصدرا مهما من مصادر المياه وعنصرا اساسيا من عناصر تشكيل البحار والمحيطات والأنهار وتلعب دورا كبيرا في توفير السلة الغذائية لعدد من الدول التي لا توجد فيها انهار او بحيرات او مسطحات مائية ولولا نعمة الأمطار لأصبحت الارض صحراء جرداء ولنضبت البحار والمحيطات والأنهار ولانعدمت الحياة على الأرض.وتنتظر الكثير من دول العالم" خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد فيه العالم تصحرا وجفافا" الأمطار بلهفة وشوق من اجل إدامة حيوية الأرض وتبدل المناخ والتخلص من الغازات والأتربة والتلوث البيئي الذي يشكل معدلات عالية خاصة في المدن المزدحمة اضافة الى سقي المزروعات والاهم من كل هذا هو خزن الأمطار والاستفادة منها للاستخدامات البشرية والزراعية والحيوانية،خاصة في الدول التي تقدر قيمة المياه لانها تعتبر الأمطار قضية مفصلية وقضية حياة او موت لهذا فإنها تتهيأ لها بطريقة تجعلها لا تفرط بقطرة واحدة من الأمطار وكلما كانت كمية الامطار كبيرة كلما كانت منافع الدولة وتدابيرها بمستوى هذا الحدث بل ان زيادة الكميات المتوفرة من الأمطار يمثل عنصر اطمئنان وفرح لهذه الدول لانها تستطيع زيادة المشاريع والمساحات المزروعة دون اللجوء الى مصادر قد يصعب الحصول عليها.ويعتبر العراق حالة استثنائية في مسالة الاستفادة من مياه الأمطار فهي نقمة في كل زمان ومكان سواء في المناطق الحضرية او الريفية في الصيف او في الشتاء لانه لم يضع في حساباته الاستفادة من هذه النعمة الربانية بسبب غياب الرؤية والمنهج وبسبب غياب التخطيط والدراسات الواقعية وعدم وجود الخزانات والسدود الخاصة لهذا الغرض وكذلك بسبب حالة اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية التي تغلف شعور المسؤولين في المفاصل المعنية.الشيء الأدهى والأمر ان العراق بحاجة فعلية لمثل هذه الأمطار لان الكثير من أراضية تجردت من خضرتها وهجرها الفلاح والطير ولم يعد العراق ارض السواد بل أصبح ارض التراب ،كما انه في حالة من الخصام والصراع مع دول الجوار التي تمسك بعصمة منابع الأنهار خاصة تركيا العثمانية وسوريا وكذلك إيران.ان ما جرى في العراق وعلى مدار الأسابيع الماضية من حالة استثنائية لسقوط كميات كبيرة من الأمطار كان سيجنب العراق الكثير من المشاكل وسيجنبه الدخول في صراعات مع الدول المتشاطئة" ولو لفترة محدودة "لو أحسن خزن هذه المياه واستثمرها بصورة صحيحة الا ان ما حدث مثل كارثة بكل معنى الكلمة لان ما جادت به السماء من غيث تسبب بكارثة إنسانية وهجرة جماعية إجبارية وأدى الى خسائر بشرية خلفت قتلى وجرحى وتسبب بخسائر مادية" زراعية وحيوانية " .يبدوا ان الحكومة العراقية والحكومات المحلية وعلى مر العصور كانت تتعامل مع امطار الصيف على اساس نظرية"حجيك مطر صيف ..ما بلل اليمشون" لذلك لم تقم بما هو واجب عليها من استعدادات وتحصينات لمثل هذه الحالات الطارئة وربا ستقوم الحكومة ووزارة الموارد المائية برفع دعوى غش وكذب على كاتب وملحن ومطرب الاغنية لانهما ضللا الحكومة ومنعاها من اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لمواجهة الامطار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك