تسلح معظم ساستنا بسلاح النعامة الشهير في مواجهة العواصف، فدفنوا رؤوسهم بالرمال..!
واقع الحال يفضح منهجهم في مواجهة المشكلات التي يعيشها العراق على وقع ارتدادات نوعية جراء المشروع الأميركي في المنطقة، هذه الأرتدادات الحافلة بمواضيع بالغة الخطورة والحيوية والتي تقتضي تعاملا مسؤولا وجادا باساليب حيوية قادرة على التعاطي مع النتائج مهما كان حجمها..
حزب العمال الكوردستاني ينسحب من جنوب تركيا التي كان يخوض فيها حربا منذ أكثر من 20 سنة بهدف الأعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الكوردي في تركيا، وهو شعب كبير يتراوح تعداده ما بين 14 – 15 مليون نسمة...إنسحاب مقاتلي الحزب المذكور بدأ فعلا بأتجاه العراق الكوردي..الى منطقة جبل قنديل، التي لهم وجود مسبق وقوي فيها، إذ أن قواعدهم الرئيسة هناك، قنديل التي قال مختصون بالشأن الكوردي، أنها منطقة وعرة غير خاضعة منذ سنوات للسلطة العراقية المركزية او الى سلطة حكومة الأقليم..اي أنها منذ أمد ليس بقصير خارج السيادة العراقية مع أنها أرض عراقية، أو لنقل أرضاً عراقية كوردية أو كوردية عراقية.. نشير الى أن "كل" منطقة أقليم كوردستان قد مضى عليها قرابة ربع قرن، وهي غير خاضعة عمليا للسيادة العراقية إلا اسماُ..
ماذا يعني هذا..!؟
ببساطة شديدة يعني أن المفهوم المتعارف عليه للسيادة الوطنية قد تم إلغاؤه وتجاوزه، وأن مفهوما جديدا للسيادة هو الذي يتم التعاطي معه وتثبيته على الأرض. هذا المفهوم يقوم على أن الدولة التي لم تستطع بسط سلطتها على منطقة ما من خارطتها الجغرافية، غير جديرة بأن تدعي سيادتها على أي بقعة ليس لها وجود عليها، وأن السيادة للموجودين هناك.. وبمعنى أصح فإن الأتفاق الذي أبرم بين حكومة أردوغان وحزب العمال الكوردستاني(التركي).. سيكون مقدمة لإخراج تلك المنطقة من السيادة العراقية رسميا، وسيكون ذلك توطئة لإنشاء وطن قومي لحزب العمال الكوردستاني على أرض عراقية ، تماما مثلما جرى غب وعد بلفور، وعلى قاعدة أن كوردستان العراق أرض الميعاد لكل كورد العالم، وأن أي وجود لهم ينبغي التعامل معه على أنه وجود شرعي، وأن ليس للحكومة العراقية رأي في هذا..!
الأيام ستمضي سراعا، وسيتعمق وجود حزب العمال الكوردستاني أو الـ bkk كما يحبون أن يطلق عليهم، وسيبنون منشآت ومرافق تخدم وجودهم وتيسر عيشهم، وهو حق إنساني طبيعي، إذ لا يمكن قبول أن يعيش إنسان بين الصخور فقط (..!)، وسيشقون طرقات، ويبنون مستشفيات ومدارس وربما بعد حين جامعات، وسيكون لديهم جهاز شرطة خاص بهم، وأمن واستخبارات، وسيزرعون ليأكلوا وسيربون مواشي، وستكون لديهم مدينة كبيرة ومدن أصغر تستوعبهم، وسيكون جيشهم جزءا أو على الأقل ظهيرا للجيش الكوردي الحالي "البيشمركة" وسيمدون أعينهم الى أشقائهم في المناطق الكوردية في سوريا وربما في ايران..وستكتمل الصورة التي لا يرغب الساسة العراقيون بمشاهدتها مكتفين بدس رؤوسهم في الرمال...
والموضوع مثلما تعرفون أكبر من ذلك، والحال القائم في كوردستان العراق الذي هو أقل من الإنفصال وأكثر من الفيدرالية لن يدوم.. دولة الأمر الواقع يجري إنشاؤها بثبات..
كلام قبل السلام: ثمة مثل عراقي قديم يقول؛ إذا تكاثرت عليك الهموم أخلد الى النوم..!
سلام...
https://telegram.me/buratha