جواد العطار
شهد الاول من رجب هذا العام لحظتين تاريخيتين كانت مناسِبة جدا لاستذكار واحياء يوم الشهيد العراقي ، هما :
• اصدار لجنة الشهداء والسجناء السياسيين النيابية بيانا اعتبر اعتقال واستشهاد كوكبة من اسرة السادة آل الحكيم من اكبر جرائم النظام البائد لانها استهدفت العلم والعلماء، فكل واحد من هؤلاء العلماء مدرسة جامعة لمختلف العلوم والفضائل، وبقتلهم حرم الشعب العراقي من عطاءاتهم الكبيرة .. وفي هذا البيان انصاف مقبول لتضحيات هذه العائلة الكريمة .. وإن كان قد تأخر في توقيته كثيرا.
• استمرار الاحتفال التأبيني بالمناسبة وتحوله الى لقاء سنوي يتناول مختلف القضايا السياسية بحضور كبار الساسة في العراق.
وما ميز هذا العام، امران محيران :
الاول- اتفاق كافة المتحدثين على خطورة المرحلة الحالية وضرورة رص الصفوف وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد وحفظ سد الوحدة الوطنية، والسمو فوق المشاكل والازمات باللجوء الى الحوار.
الثاني- غياب كبار الشخصيات عن حضور الاحتفال والقاء الكلمات بالنيابة عنهم خلافا للسنوات الماضية والاحتفالات المماثلة، مما يدل على مدى الازمة السياسية التي نعيشها وعظمها، وان كان إلتماس العذر للاخ واجب، فان الامر لا يورد بهذا الشكل، لأن المناسبة كانت فرصة تأريخية للقاء الفرقاء بعد تعسر قارب اكثر من ثلاثة اعوام، خصوصا وأن اصحاب المناسبة من بيت الحكيم، وبالذات جدهم السيد محسن الحكيم رحمه الله؛ كان لهم الاثر الايجابي الكبير على الجميع، بالامس وقبل عقود؛ في منع فتنة الاقتتال بين العرب والكرد وتمتين العلاقة بين الطرفين للشروع في اقامة التحالف الذي أنهى دكتاتورية البعث البائد.
وفي الوقت الذي تنتظر ارواح شهداء آل الحكيم؛ وآخرهم السيد محمد باقر الحكيم الذي طالته يد الغدر والارهاب في محراب جده أمير المؤمنين علي (ع) في مدينة النجف الاشرف؛ صور التسامح وقبول الآخر واللقاء على المشتركات ونبذ الخلافات بلقاء السياسيين الصريح والمباشر على طاولة الحوار الجاد والبناء، فان ضرورة إحياء تحالف سياسي جديد يتمكن من استيعاب كافة المكونات ويشكل جبهة لقاء؛ لا افتراق؛ في مواجهة الازمات وتحديات الارهاب؛ اصبح مطلبا لحفظ وحدة العراق .. اكثر من أي وقت مضى.
https://telegram.me/buratha