ألكاتب : محمد ناظم ألغانمي
عانى ألعراق على مر ألسنين من أنقطاع ألتيار ألكهربائي ألمستمر , وذاق ألمواطن ألعراقي ألمر في فصل ألصيف بسبب درجات ألحرارة ألعالية , وعاش أليالي ألمضلمة لعدة سنوات , ولكن ألعراقي معروف بالصبر وألقوة وألشجاعة وألذكاء , فقد تعايش مع أزمة ألكهرباء بكل ألطرق وألوسائل , فقد أخترع ( ألمهفة ) وهي أحدى وسائل ألتبريد ألقديمة وألمعروفة لدى ألشعب ألعراقي , لما لها ألدور ألكبير في ألتقليل من شدة ألحرارة وبث نسمات شبه باردة إلى روح ألمواطن ألعراقي , ولكن هذه ألوسيلة تتطلب الجهد الكبير في بعض الاحيان لما يجعلك تستعين بأحد أفراد العائلة وغالبا" مايكون أصغرهم ليقوم بهذا الدور اي (يهفيلك ) , وهناك بعض ألعوائل في ألمناطق ألريفية يقومون بجمع ألحشائش ووضعها على شباك ألغرفة ومن ثم رش ألماء عليها لكي يمر من خلالها ألهواء ليكون باردا" وينعموا بهذا ألهواء , وغيرها من ألأساليب ألبدائية ألمتبعة في ألتبريد قديما", أما في ألأنارة في أليل فكانت عن طريق صديق ألعائلة ألعراقية وزوجته ( ألفانوس وأللالة ) , ألذين كان لهما ألدور ألكبير في أنارة ألكثير من ألبيوت ألعراقية .وبعد ألتطور ألذي حصل وأختراع أجهزة ألتبريد ألحديثة , وألثورة ألتكنولوجية وعصر ألأنترنيت , وألحاجة ألملحة للكهرباء لما تمثله من دور أساسي وفعال في حياة ألمواطن ألعراقي , ومع أرتفاع درجات ألحرارة ألعالية ووصولها إلى 50 درجة مئوية تقريبا" في شهر آب وتموز , فلابد من توفير ألكهرباء ألكافية , خصوصا" في فصل ألصيف , وبما أن ألكهرباء مصابة بداء ألتدهور في ألعراق فقد أستعان ألمواطن بوسيلة مساعدة وهي مولد ألسحب ألأهلية , وعليه أن يدفع 10,000 دينار عراقي لكل أمبير , وكل عائلة عراقية تقوم بسحب 3 أمبيرات على أقل تقدير , وهناك مميزات لخطوط ألسحب وعلى أنواع يوجد خط ذهبي وخط فضي وخط برونزي وكأنك في مونديال كرة قدم , وأيضا هناك معاناة من قبل ألمواطن حتى مع أصحاب ألمولدات وليس مع ألكهرباء ألوطنية فقط , هذا ونحن في بلد ألبترول وألخيرات وبلد ألميزانيات ألأنفجارية , ولا أحد أستطاع أن يحل مشكلة ألكهرباء ألمزمنة إالى ألآن , وفي ضل تخصيص ملايين ألدولارات لوزراة ألكهرباء ولكن دون جدوى , ولم نلاحظ أي تحسن للكهرباء .وفي يوم من ألأيام كنت أشاهد ألتلفاز وإذا بالسيد نائب رئيس ألوزراء ومسؤول لجنة ألطاقة في ألعراق يصرح ويقول أن أزمة ألكهرباء لن يكون لها ذكر في مطلع عام 2013 !! , وسيكون ألعراق في حالة ألأكتفاء ألذاتي , وسنقوم بتصدير ألكهرباء إلى دول ألجوار ! , وكنت مندهش وأنا أسمع هذا ألكلام وكأني في حلم هل يتكلم عن ألعراق فعلا" ! وكنت أنتضر بفارغ ألصبر مطلع ألعام ألحالي وأقول في نفسي سأستقبل ألصيف وأنا مرتاح وسأنعم بالتبريد وألكهرباء المستمرة وأقول وداعا" للحر فكلام ألحكومة لاشك فيه أبدا" فهم ( حكومة ) , ولكن بدأ ألعام ألحالي ومازال ألتيار ألكهربائي ينقطع ! ودخلنا في أيام ألصيف ألأولى وألمشكلة لم تحل أصلا" ! أذن كيف سنقوم بتصدير ألكهرباء وهي غير متوفرة ؟, ربما تم تجهيز ألكهرباء في (علب أو براميل) ؟! , وسيقومون بتصديرها لدول ألجوار , أو ربما تم أكتشاف كهرباء (سائلة) وسيتم توزيعها على ألمنازل كما ألغاز ألسائل في أسطوانات ! , أو أن ألسيد ألنائب كان غير متأكد من كلامه , أو ربما كانت وعود فقط كسابقاتها لتخدير ألشعب ألعراقي , أو هي كذبة نسيان !.ولكن ألمشكلة ألصيف قادم ونحن في أيامه ألأولى وأزمة ألكهرباء لم تحل , ماذا يكون مصيرنا أذا لم تقوم ألحكومة بتجهيز أصحاب ألمولدات بـ ( ألكاز ) أعتمادا" على كلام ألسيد ألنائب ؟ , لأنه حسب كلامه لن يحتاج ألمواطن إلى ألمولدات ولا أي وسيلة ثانوية للكهرباء , فهنا لايوجد حل ألا أن نعود إلى ( ألمهفة وألفانوس ).
https://telegram.me/buratha