علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
ان الاحداث السياسية والامنية التي تعيشها المنطقة العربية أصابت الادراك والحس السليم بالسقم, ولم يسلم منها حتى الطبقات التي تدعي العلم والثقافة و بدأ يظهر في انماط من السلوك المتطرف نتيجة الشعور بالاضطهاد الذي هو نتاج متولد من الدور السيء الذي يقوم به الاعلام في تضخيم القضايا, ودور البروباغندا في تغيير الوقائع باستخدام الكذب وغسل العقول ان حالة العزلة و الانطواء الذي تعيشه بعض الاطراف الطائفية او القومية انما هي نتاج السياسة القذرة التي رسمتها قوى دولية و اقليمية واستجابة بعض اصحاب الانفس الضعيفة في الوطن الواحد لتلك الدعوات حتى خلقوا خوفا متطرفا في اوساط ابناء الامة, فوجدوا الارضية الخصبة في المنطقة التي تعيش على ركام من التاريخ الاسود المليء بالحق والباطل على مدى قرون.ان القيم والمبادئ تصبح شئ عرضيا كما يقول علماء المنطق وهذا العرض سرعان ما يزول امام الاستعداد الدائم لظهور النزوات المكبوتة, فتبرز نزوة الهدم وفرض الارادة على الخصم بكل الوسائل المتاحة. ذكر احد علماء النفس ان الشخص يتعصب كي يحارب الشعور بانعدام الامان، والخوف من الآخر والشعور بالعجز الذي لا يعترف به او يتحمله...من خلال ما تقدم نأتي لنطبق تلك المفاهيم على المصاديق في الخارج نجد ان الفتنة التي اوقد نارها الساسة وتجار السلطة في المنطقة والتي كانت بإرشاد مخابراتي دولي كبير جعل ادواته بعض الاعراب حتى جعلوا تلك النزوات المكبوتة تبرز في اوساط البسطاء من الناس من خلال الاعلام المسموم والموجه, حيث استطاعة ان تجعل السنة في العالم يشعرون بعدم الامان والخوف من الشيعة, وعندما وقعت الواقعة في بعض الدول التي يتواجد فيها اتباع اهل البيت ( ع ) اخذ هذا الاعلام بتعظيم التضحية من اجل القضية التي بنيت على مقدمات باطلة وفي نفس الوقت كان التشريط والانقطاع عن العالم الخارجي يأخذ مأخذه من هذه الجماعة و بدأوا بتمجيد المثال من خلال ما يحرفونه من الكلم و اعتبروا ان الشيعة يسبون ام المؤمنين والصحابة في قت يقوم من هو محسوب عليهم بنبش قبور الصحابة. ان هذه الازدواجية المسكوت عنها من قبل الطرف السني انما كان على اساس اسكات الحس النقدي بسبب ما تقدم وبذلك يستقطبون الانتحاريين الذين يريدون ان يدفعوا الشك عن عقيدتهم.ان التقسيم الموضوعي من خلال استقراء للواقع السياسي و الطائفي يمكن ان نقسمه كالتالي:1- الساسة: هم مجموعة من المنتفعين سواء كانوا احزابا او ملوك او امراء حروب, سنة وشيعة عربا وغير عرب مسلمين و غير مسلمين شرقيين او غربيين, فهم من شرعة واحدة.2- رجال الدين: وهنا اتحدث عن القاعدة العامة لا الشواذ, فالسنة تم الغاء المعتدلين وسلط الاعلام اضوائه على المتعصبين من اجل التعبئة للهدف, فيمكننا القول ان القاعدة هي التعصب وهذا ما شهدناه في اكثر البلدان الاسلامية, اما الشيعة فالقاعدة العامة هي الاعتدال وهذا يبدو بشكل واضح من خلال المواقف العظيمة في ضبط الشارع الشيعي من قبل مراجع الدين الشيعة و الحركات السياسية المرتبطة بهذه المرجعيات, فقد مثلوا القمة في ضبط النفس لمنع وقوع الفتنة الطائفية, وهنا يمكننا ان نقطع بان هذه الفئة بعيدة كل البعد عن العصبية التي تحدثنا عنها.3- الجماعات المسلحة: منها التكفيرية ( السلفية الجهادية ), فهي العصبية العمياء بعينها واداة لضرب الاسلام كدين من حيث لا يشعرون, بل هم بهائم ذات دمار شامل, فلا يميزون بين انسان او حجر, مسلم او غيره, وعصمة الدم والمال والعرض للإسلام الاموي فقط. وكذلك بعض الحركات التي انزلقت الى التكفير واسبابها كثيرة.4- حركات التغيير: سنية و شيعية وهي سلمية بطبعها ولم يتمكن الاخرون من ان ينحدروا بها الى التعصب. فتم محاربتها بأبشع الوسائل.نحن بحاجة الى جرعات مكثفة من اجل اثارة الحس النقدي لدى الاخر كي نجعله يضع يقينياته موضع تساؤل ومن بعدها يمكن ان نحاوره على اساس ظنياته وبخلاف ذلك فان التحجر سينتشر وعندها لا تجد مكانا مرنا للتعاطي معه الا بتحجر اخر.
https://telegram.me/buratha