المقالات

الحاجة الى سلطة من الـمهندسين...! ...بقلم: قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

578 07:03:00 2013-05-16

 

لا شك أن الأداء الحكومي ضعيف ومتخبط، وهذا ما تقره "المجموعة" الحاكمة نفسها، ولكن ووفقا لمعايير العمل السياسي التي تلقي ظلالها دوما  على الأداء الحكومي، فإن الأمر يبدو طبيعيا لأننا نعيش ما يصح أن نطلق عليه حمى تغوّل الشعب على السلطة، بعد سنوات طويلة من تغوّل السلطة على الشعب..!

 ولا يبدو هذا الطرح مخرجا مناسبا، تعفى بموجبه السلطة الحاكمة من مسؤوليتها في تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية التي نعيشها..لأن المشكل يكمن بنيويا في جسد السلطة، وأعني بالسلطة هنا الدولة بكل عناصرها التنفيذية والتشريعية والقضائية، أقول أن هذا المشكل يمكن تفكيكه والخروج من المآزق العديدة التي سببها بإعادة النظر بالأسس التي قام عليه بنائنا السياسي وهيكلية الدولة منذ نيسان 2003..

والحقيقة أن معظم عناصر البنية الحاكمة غير صالحة، ليس لأنها غير صالحة بذاتها، لكنها تبدو غير صالحة بسبب عدم وجود "تصميم" لنظام حكم خادم ..

فالنظام الذي تسير به الدولة ـ السلطة، غير النظام الذي تسير به الدولة الخادمة، وهدف "السلطة" غير هدف "الخدمة".. ومكونات دولة الخدمة تختلف إختلافا جذريا عن مكونات "دولة السلطة".. وتجربتنا السياسية في الحكم منذ نيسان 2003 قدمت لنا نموذج "دولة السلطة"، التي وللأسف لم يجمع بين مكوناتها أي شكل من أشكال الفكر أو البرامج، بل ما جمع بينها هو اقتسام كعكة السلطة لا غير، والدليل أن ما يحصل اليوم وقبله من أزمات متتالية في العديد من القضايا لم يكن قد تسبب به إختلاف على عقيدة أو فكر أو برامج ، بل أن معظم الأسباب تكمن في تجاوزات مكونات "دولة السلطة" على بعضها البعض..

ونستطيع القول أن "دولة السلطة" ليست هي "الدولة الهدف" التي يبغيها شعبنا، كما أن "هدف السلطة" غير "سلطة الهدف" ..هدفنا أن نبني "دولة" تكون "السلطة" فيها للبرامج والأهداف، وأن تكون لدينا برامج وخطط وتصاميم تماما مثل تلك التي يهندسها المهندسون المعماريون..!

 إذ وبعد أن يدرسوا متطلبات المنشأ ورغبات رب العمل، يقرأون أفكاره والمؤثرات المحيطة والمحددات الاجتماعية والبيئية، والاستجابة للتعقيدات التي تحيط بهم، فيضعون"وثائق" المشروع بدءا برؤية متكاملة للمشروع وجدواه، ومن ثم يشرعون بوضع المخطط العام مرورا بتفاصيل الواجهات والمقاطع، ويتركون التفاصيل المدنية والميكانيكية والكهربائية والاتصالات لغيرهم من المهندسين وكل حسب تخصصه، فيما يبقون هم ممسكين بالرؤية والمخطط العام، يحرصون على تنفيذهما وفقا لتلك الرؤية، مع سماح بتغييرات لا تتعدى 5% من المخططات الأصلية ووفقا لمتطلبات سير المشروع...

 كلام قبل السلام: فيما معظم ما قدمته السياسة للبشرية كان شيئا ضارا، لم يحصل أن قدمت لنا الهندسة شيئا غير مفيد منذ أول لبنة في التاريخ...!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-05-18
الأخ الكريم ابوسجاد المحترم: حياكم الله وشكرا لمرورك الكريم أنا لم أطالب بسلطة من المهندسين قط، وأرجوا أن تقرأ المقال مرة أخرى، أنا طالبت بسلطة "أن تكون لدينا برامج وخطط وتصاميم تماما مثل تلك التي يهندسها المهندسون المعماريون..!".زأكرر قلت "مثل"..هذا من جهة، ومن جهة أخرى المهندسون عملة البلد النادرة ولا يصح أن نعدهم بالأطنان إستهانة بهم..على أية حال أحترم رأيك وشكرا لك مرة أخرى
ابو سجاد
2013-05-18
الاستاذ صاحب المقال المحترم.... لا تنسى ان اطنان من المهندسين موجودين في مؤسسات الدولة ذات القرار...ما الذي جنيناه منهم...واقرب مثال وزارة الكهرباء...والكلام يطول...سيدي الكريم صححيح ان المنهج العلمي والتخطيط له دور مهم في البناء ولا يغيب عن بالنا ان الأنسان المالك للظمير اهم تلك المقومات..أزمتنا في العراق حاليا أزمة ضمائر وليست أزمة تخطيط او ازمة امكانيات علمية ولا ايدي عاملة ولا اجور...شكرا لك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك