كامل محمد الاحمد
نسمع باستمرار ملاحظات وانتقادات لناس كثيرين عن الواقع المزري لعاصمتنا الحبيبة بغداد من حيث الخدمات والنظافة والاعمار، والشيء المؤسف ان عدد كبير من الذين عاصروا الحقبة الماضية وعاصروا هذه الحقبة يؤكدون ان حال العاصمة في السابق كان افضل من الان بكثير.. وهم بذلك يقولون ضمنا وفي بعض الاحيان صراحة ان العهد البائد افضل من العهد الحالي، وهذه والله كارثة الكوارث حينما نصف عهد الظلم والاستبداد والسجون الحروب بأنه افضل من عهد الديمقراطية والحرية والدستور .. لماذا لم ينصلح حال العاصمة بغداد ولو بمقدار معين، واذا كان قد انصلح نوعا ففي مناطق هي من الاصل تتمتع بخدمات لابأس بها.. الكارثة او الكوارث في اطراف بغداد مثل الحسينية والنهروان وابو غريب والتاجي والمعالف والمعامل.. هذه المناطق التي تنعدم فيها ابسط الخدمات حتى ان من يتجول فيها يتصور لاول وهلة انه يتجول في مناطق تعود الى عشرات السنين السابقة، فلا وجود للطرق المبلطة ولا للمياه الصالحة للشرب ولا شبكات الصرف الصحي ولا للكهرباء المنتظمة ولا للمدارس والمراكز الصحية المناسبة نوعا وكما.ومعروف ان مناطق اطراف بغداد هي ضمن رقعة مسؤولية محافظة بغداد، ومركز بغداد ووسطها يقع تحت مسؤولية الامانة.ومن حق اي انسان ان يسأل المحافظ عما ماذا فعله لهذه المناطق البائسة طيلة اربع سنوات، ولعله قدم لمنطقته الراقية -الشالجية اكثر مما قدمه لهذه المناطق. نعتقد ان الحل يكمن في اختيار محافظ لبغداد من ابناء واحدة من مناطق الاطراف، وان يكون له معاونين اثنين او ثلاثة من مناطق الاطراف الاخرى، لان هؤلاء سيشعرون بحجم المعاناة، وسيعملون بجد واخلاص اكبر ويكون لديهم فهم وادراك كبير للاحتياجات وللاولويات التي يجب ان يعملوا عليها.. اذا بقيت الاطراف على حالها من البؤس والحرمان فأن من الظلم ان نعتبر بغداد عاصمة للعراق.
https://telegram.me/buratha