المقالات

مسلحو الpkk في كردستان العراق ...

551 12:20:00 2013-05-16

سعيد البدري

في ظل حالة الصراع التي تشهدها المنطقة وما يحدث في سوريا وجزء منه ما يحدث على الحدود السورية التركية بفعل تصاعد الدعم التركي لما يسمى بالجيش الحر وحلفائه ومنهم جبهة النصرة التكفيرية وما يعنيه ذلك من ان هولاء ومعهم الغرباء والعابثين يرون ان الرفض المتزايد لهم بفعل اعمالهم الارهابية وعمليات القتل الممنهج والتخريب والتدمير لابد من ايقافه وتخفيفه لادنى مستوى وهذا ما سعت اليه تركيا المتواجدة في الساحة السورية المناوئة للنظام هناك خصوصا مع دخول جهات كثيرة على خط الازمة لنصرة الحكومة السورية من هنا شكل تواجد عدد من قياديي حزب العمال الكردستاني المعارضين لتركيا عبئا ثقيلا عليها وقوض مساعيها في التخفيف عن مرتزقتها واعطائهم دفعات معنوية في ظل تراجعهم على الارض وتهديد الكرد بقيادة عمل مسلح ضدهم مع تكثيف عملياتهم واستهدافهم للجيش التركي سيما وان بعض هولاء الكرد ينتمون للطائفة العلوية مما يجعلهم اقرب لحكومة سوريا وابعد ما يكونون عن الوهابيين الانجاس , ناهيك عن حدوث صدامات مباشرة مع جبهة النصرة الارهابية قادها كرد سوريا ومن يستهدف الكرد فهو بطبيعته يستهدف حزب العمال الكردستاني وعناصره وهذا ما يقولونه ويتحدثون عنه على الدوام فعدو اخي عدوي وصديق عدوي هو عدوي مع كل ذلك وما عناه الحديث والتصريحات التركية عن امكانية ان ينعم الكرد السوريين بنظام لامركزي بعد مرحلة سقوط الاسد لم يكن يمثل شيئا لهم لان تركيا لم تثبت ذلك على الارض بل عمد مرتزقتها لفعل العكس مرات ومرات وفي شأن متصل لم يكن كردستان العراق بعيدا عن دائرة التهديد التركي فاستمرار عمليات قصف القرى الكردية في شمال العراق استمر وتهديدات الساسة الترك بتحجيم دور الاقليم الكردي في العراق استمرت حتى بروز قضية طارق الهاشمي على الساحة العراقية وما تلاها من مواقف وتشنجات شابت علاقة حكومة بغداد مع انقرة وهو ما عزز الدور الكردي وسمح بتقارب الاعداء التاريخيين قوميا ليقوم رئيس اقليم كردستان بادوار وساطة فشل جميعها وحتى مع فشلها فقد تعززت علاقة الاقليم مع تركيا على حساب المركز في بغداد وهو ما جعل تركيا تعيد قراءة المشهد من جديد وتسمح بفتح باب التفاوض مع الكرد المسلحين (p.k.k ) وزعيمهم المعتقل عبد اوجلان والكرد المسالمين الساعيين لانشاء دولة بطريقة الضغط واستغلال الفرص (كردستان العرق) وزعيمهم مسعود البارزاني بينما ستشمل المفاوضات التي ستتحول الى الصفقة ربما تحديد وضع مستقبلي لكرد سوريا ان اتفق قادتهم مع انقرة في رسم دور لهم باسقاط حكومة الاسد ونيل حصتهم في تقرير مصيرهم وهو ما سيجرنا للحديث عن كرد ايران ان لعبت انقرة بورقة الحق الكردي وتعاملت مع الحقوق الكردية الايرانية على اساس انه سيشغل ايران عن ممارسة ضغوطها على جارتها العلمانية الحليفة للغرب وربما ايضا ان تقديم التنازلات قليلا سيسهم في ان يكون لانقرة دور محوري اوسع وسيمنحها تعويضات كبيرة عن تنازلها هذا بالانضمام للاتحاد الاوربي وستكون يد الناتو الطويلة في المنطقة ان سوت خلافاتها وتقدمت بشكل اسرع في هذا الملف الذي يعتبر جزءا مهما من مشروع الشرق الاوسط الكبير مع الاحتفاظ بحقوق الابوة والوصاية على الكرد في المراحل الاولى من عمر المشروع الذي يعتقد معارضون له في انقرة نفسها انه لعب بالنار ولن يتحقق مطلقا بفعل التوازنات الدولية وعدم قدرة تركيا على المضي قدما في تقديم نفسها بهذا الشكل على حساب ثوابتها وامنها واستقرارها , ما يهمنا حقا من صفقة الانسحاب الكردي لعناصر حزب العمال الى العراق وما هي الرؤية الحقيقية بعد بدء عمليات الانسحاب وكيف ستتعامل حكومة بغداد مع الوضع القائم بعد مصادرة دورها ولجوء انقرة للعبة تضعيف المالكي الشيعي وعدم استشارتها لحكومته في شأن يتعلق بسيادة البلاد وهل ان الوجود المسلح لحزب العمال الكردستاني في العراق سيكون مرحبا به ام ان الضعف الكبير للحكومة العراقية سينتهي بقبولها الامر الواقع المفروض عليها سيما وانها تفتح جبهات متعددة في الداخل ولاتريد ان تخوض حربا مع الكرد في العراق الذي كانوا جزءا مهما من الاتفاق او الصفقة ولاشك ان من يرى ان اتفاقاً تركيا مع اكرادها هو لمصلحة المنطقة وسيخدم الاستقرار فيها واهم ولن يكون هناك استقرار على المدى المنظور على الاقل لان ذلك سيحرك الاخرين ويدفعهم للعصيان ربما او المطالبة بان يحظوا بما يحظون به اشقائهم ، وقد يكون في هذا مصلحة لاكراد العراق على حساب بلدهم الذي يشكلون جزءا منه ونقول هنا نعم لان في ذلك حسب اعتقادهم قوة لهم ولايفهم من هذا ان تركيا ستعطي اكرادها استقلالا واقليما لكن على حساب النتائج ذلك سيسمح لهم بالتواصل مع كردستان العراق بشكل افضل وسيجعلهم جميعا متحدين وقوة في وجه من يعتقدون انه يتهددهم حتى لوكانت هذه التهديدات غير حقيقية ولعل المشكلة الاكبر التي تواجهنا اليوم هو كيفية التعامل مع عملية ترحيل جزء من المشكلة التركية الى العراق بالسماح لعناصر العمال الكردستاني في الانتقال اليه مع وضع هذا الشرط اساسا للقبول بتسوية كشرط لبدء سريان اطلاق النار بين الطرفين، وهو الاستهانة بعينها ولها من الابعاد الخطيرة ما لها بوصفها انتهاكاً لسيادة البلد وأمنه واستقراره . ان الحل الامثل لهذه المشكلة بمناقشتها على نطاق واسع ومع كل الاطراف المعنية ولاشك ان عقد العزم على حلها والقفز على بعض الاستحقاقات من جميع الاطراف هو الحل وليس اللعب بمقدرات البلدان واثارة المشاكل فيها وهذا ما يعاب على الترك ويجعل اقليم كردستان العراق وقياداته في قمة الحرج فهم من جانب يؤكدون مضيهم قدما في العراق ومعه كونهم جزء مهم منه ومن تأريخه ومن جانب اخر فهم لاينكرون تعاطفهم ودفاعهم عن حقوق اخوانهم في القومية كرد تركيا ودول المنطقة وتواجد اخوانهم المسلحين هذه المرة ستكون له انعكاساته عليهم وربما يدفعهم لان يشتركوا بلعبة اقليمية هم لايحبذونها لكن التعاطف له ضريبته وهم موقنون انه لن ينتهي باعلان دولتهم فلماذا يغامرون يا ترى وللجميع نقول ان أي تجاهل لبغداد لن تكون له نتائج ايجابية وسينتهي بفشل الصفقة وربما ايجاد وضع جديد للاقليم ان غيرت تركيا موقفها من هذا الاتفاق وهو ما يراه الكثيرون ممكنا في ظل تصاعد نبرة القوميين الترك ورفضهم لابرام اتفاق غير مجبرين على الخوض في تفاصيله مطلقا في الوقت الراهن على الاقل لان سوريا ومستقبلها لايهمهم بقدر ما يهمهم مستقبلهم كبلد مستقر وهو ما افتقده بعضهم في زمن حكم اردوغان العثماني.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك