خميس البدر
لكسر الجمود السياسي والركود الحاصل في اجواء الساحة العراقية جاءت زيارة السيد عمار الحكيم الى اربيل وفي توقيت اكثر من مناسب للقاء رئيس الاقليم (مسعود برزاني ) ويمكن ان تؤشر هذه الزيارة ومن خلال ما اعلن بين الطرفين وما نوقش فيها من مواضيع لعدة امور ايجابية اولها اعادة الثقة بين الاقليم والمركز بعد ان شابها البرود والتازيم ولفترة ليست بالقليلة وصل الامر الى تعليق وزراء الكرد ونوابها لاعمالهم وعدم حضورهم ...كما لايمكن ابعاد الزيارة عن اجواء انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ونتائجها وما اشرته من صعود لافت للمجلس الاعلى وامكانية تشكيله للحكومات المحلية يضاف الى ذلك الاحداث التي يمر بها البلاد وما رافق احداث الحويجة وانفلات الاعتصامات في المنطقة الغربية عن سلميتها المعلنة وعودة القاعدة وخطاب الطائفية والفتنة واخيرا ما احدثته تحركات تركيا وخرقها للقوانين والاعراف الدولية باتفاقها مع حزب العمال الكردستاني وانسحاب الاخير الى الاراضي العراقية مما سيحرج الاقليم والحكومة العراقية لتاتي زيارة الحكيم كخطوة استباقية لاية احتمالات او تشكيك او اتهامات من الممكن ان تزج البلاد في ازمة جديدة سواء بين الاقليم والمركز او العراق وتركيا فكان كلام السيد الحكيم واضحا بان العراق بلد له سيادة وعلى تركيا اولا احترام حسن الجوار والعودة الى النظم والاعراف الدولية وثانيا على العالم الدولي ومجلس الامن ان يضمن هذه السيادة وان يتعامل بجدية مع هذا الخرق الصارخ والخطوة الاستفزازية من قبل تركيا .....فعلى تركيا ان تحل مشاكلها بعيدا عن العراق وان لايكون استقرارها على حساب خراب وتدمير البلاد الاخرى كما يحدث في سوريا والان العراق ....ولا يمكن ان نقرا زيارة الحكيم بعيدا عن التحالف الاستراتيجي بين الاكراد والشيعة (المجلس الاعلى تحديدا )وما مثله الاكراد من توازن في العملية السياسية رغم كل الملاحظات والنقاط التي تؤشر على تعاملهم مع الحكومة المركزية والتي ينبع من تغليب واضح لمصلحة الاقليم كما لايخفى ما ساهم به الشيعة من مرجعيات دينية او سياسيين من دور ايجابي في دعم القضية الكردية وحقهم المشروع في ان يعيشوا باستحقاقاتهم الوطنية في العراق وعلى طول الخط سواء اكان ذلك في زمن الطاغية وحكم العفالقة ونضال الاكراد للمطالبة بحقوقهم او في التعامل معهم كشركاء حقيقيين في العملية السياسية بعد عام 2003 وان شابها مؤخرا كما قدمنا الفتور والتشويش والاستفزاز والمتاجرة بمستقبل البلاد والعملية السياسية برمتها .....بعد كل هذه المقدمات بات من الواضح ان زيارة الحكيم كان لها اكثر من بعد وحققت اكثر من هدف خاصة اذا قرانا الجولة التي قام بها في اربيل والاماكن المختلفة والشرائح المتعددة ...ولم يكن ما عبر عنه الكرد من ارتياح وترحيب ومقبولية والنظر بايجابية للطروحات التي قدمها الحكيم من باب المجاملة بقدر ما هو حقيقي ومبني على اسس واقعية وقاعدة رصينة ...اذا هي زيارة ترميم ورسم رؤى مشتركة للمرحلة القادمة لمواجهة التحديات التي من الممكن ان يمر بها العراق وسط الاوضاع الاقليمية المضطربة فلم تغب احداث سوريا ولا اخراج العراق من البند السابع ولا تحركات تركيا ولا العلاقات العراقية الدولية عن اجواء الزيارة ......فلا يمكن ان نقول ان العراق كان محتاجا لهذه الزيارة بقدر ما نتمنى ان تكون هذه الزيارة عودة مباركة لمحور( الشيعة الاكراد)او (الحكيم طالباني )ولما لا فالاغلبية التي يشكلها الطرفان تجعل من العراق بلدا مستقرا خاصة اذا بنيت على شراكة حقيقية ومساواة كما استثمرت طوال الفترة الماضية لتثبيت العملية السياسية وجعلها امر واقع بعد ان كانت احلام فلماذا لاتتحول في الفترة المقبلة الى واقعيات وبحلحلة كل المشاكل المصطنعة والغير واقعية وازالة المخاوف من اجل ان يمضي العراق بازالة كل مخلفات المراحل السابقة وطي صفحات الماضي والى الابد ويبقى الحديث عن المستقبل عن الحياة عن البناء عن الاستقرار .....وهنا اكاد اجزم بان الحكيم وعندما وصل الى اربيل لم يبق شك (لدى الاكراد) فكل الامور والهواجس والخلافات قد طرحت جانبا وبدأ الكلام عن الثقة المتبادلة ويمكن ان تتوج باكثر من الارتياح وهنا لابد من طرح مثال بسيط وهو تحالف القوى الكردية وتحالف ديالى الوطني بمجرد ان انتهت الانتخابات لما للطرفين من تقارب وتوافق وتشابه وجهات النظر فلماذا تترك الايجابيات والتمسك بالسلبيات او بتعبير ادق لماذا نهمش الاصل والثابت والتاريخ والاصالة ويذهب للطارىء والحديث والغير مأمون العواقب هذا هو منطق الحكيم وهذه رؤاه دائما فالعراق يمكن ان تسوده الثقه ويمكن ان يحيا بالامل وممكن ان ينتهي من كل مخلفات الماضي ومن حق العراقيين ان ينظروا لمستقبلهم لبلادهم لعلاقاتهم بعيدا عن الاضطراب والتشكيك والتخويف والتخوين .....
https://telegram.me/buratha