المقالات

نكبة فلسطين جرح عميق في وعينا

649 15:20:00 2013-05-18

 

 

نسي كثيرون نكبة فلسطين.. والاخطار الكبيرة التي حملها المشروع الصهيوني ليس على ارض فلسطين وشعبها فقط بل على شعوبنا ومنطقتنا والعالم اجمالاً.. ففي تشرين الثاني 1947 صدر قرار التقسيم.. ووضعت القدس باشراف دولي.

كانت اعمال القتال والتهجير والاستيطان قد بدأت قبل ذلك بكثير من قبل جماعات الهاجاناه والارجون وغيرهما، ليسارع اعلان انهاء الانتداب في 15/5/1948 الاحداث.. فاعلنت الدولة العبرية وعين بن غورين رئيساً لحكومتها المؤقتة..فسارعت الدول العظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفياتي للاعتراف بها.

لم تكن المسألة اقتطاع قطعة ارض او تضامن مع اشقاء او مأساة مهجرين فحسب، او شأناً يتعلق بجغرافية او ارض فقط.. او مشاعر قومية او دينية مجردة، بل كانت وما زالت عملية تتعلق بوعينا التاريخي الذي اقتحمته احداث كبرى انقسمنا حولها بدون قيادات حقيقية.. ورؤى تاريخية تلم بظروف المنطقة وشعوبها، وعوامل نهضتها وقوتها، تجمع بين المبدئية والواقعية في آن واحد. فلسطين تكشف لنا اننا لم نزل شعوباً ودولاً بدون مشاريع جدية.. اسرى الواقع يسيرنا دون ان نتمكن من تسييره والسيطرة عليه.

ثار من ثار من المخلصين.. وقدم الملايين ارواحهم واموالهم وسنوات عمرهم -دون ندم- من اجل فلسطين.. واندلعت الحروب.. وهب من هب من الضباط والوطنيين.. لنؤسس في النهاية نظماً واحزاباً عسكرت دولنا ومجتمعاتنا، سرعان ما تحول معظمها لنظم استبدادية دكتاتورية جعلت عدوها الاول شعوبها قبل اي عدو اخر..فتقاتلت واستهلكت قواها فيما بينها، وقاتلت شعوبها اكثر مما قاتلت لنصرة فلسطين وقضيتها، وما عنته وتعنيه لنا.

فلسطين تستفز واقعنا وسياساتنا ودولنا واحزابنا ونظمنا كما استفزته طوال العقود الماضية. البعض يعتقد ان الخلاص هو الهرب من فلسطين.. واخرون يرون ان الخلاص هو نسيان كل شيء عدا فلسطين.. ولكن هل فلسطين شيئ خارجنا لنهرب منه.. او هي كل جغرافيتنا وشعوبنا لنحاصر انفسنا بها.. فلسطين تريد منا شعوباً قوية.. ونظماً ودولاً تحترم بعضها.. كما تحترم كرامة وحقوق مواطنيها.. تمتلك من القدرة والقوة اقليميا ودولياً ما يمكنها من ان تجعل من فلسطين عنوان وعيها الذي يجمع بين الواقعية والمبدئية، ويستثمر كل عوامل النكبة وما اعقبته من تجارب عظيمة ومؤلمة.. ليقدم وعياً توحيدياً ملماً بعوامل النجاح والنصر.. يستطيع ان ينهي العدوان ويحرر الارض والانسان.

2/5/13518

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
SAAD AL ZAIDY
2013-05-20
شكرا لك دكتور عادل نيابة عن كل مسلم لا يزال يعيش فلسطين كما تعيشها انت . هل تعلم بأن كلامك هذا لم يعد يفهمه جيل اليوم بل أجيال وقد لا ابلاغ أذا قلت بعض من بقايا جيل النكبة والسبب في ذلك الانظمة العربية التي تبنة بشكل أو أخر المشروع الصهيوني في اخراج القضية الفلسطينية من قاموس الثقافة الاسلامية كما اخرجتها من الاهتمام العربي لتبقى فقرة مكتوبة في جدول اعمال القمم العربية من اجل التغطية على مشاريع الاستسلام بقيادة السعودية وتلحقها قط وفي الختام ما ضاع حق وراءه مطالب وحفظكم الله من كل سوء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك