المقالات

لن اقطع يدي الفاسدة...!

596 22:50:00 2013-05-18

 

يقال دائما ان ما نتعلمه في الصغر يبقى عالقا في اذهاننا ابد الدهر ورغم كل الاراء العلمية والنفسية حول هذا القول الا انني ومن خلال تجربة واقعية مؤمن بشكل كبير بهذه المقولة والى اليوم لا تزال عالقة في ذهني الكثير من الافعال التي نهيت عن ممارستها من قبل والدي او اساتذتي في مرحلة الطفولة وبالفعل فاني لا زلت مبتعد عنها نتيجة ذلك النهي.

ولا زلت الى اليوم اتذكر العديد من الاحاديث والشعارات التي كنا نتعلمها خلال مرحلة الدراسة الابتدائية ومن تلك الاحاديث التي كنا ندرسها هو الحديث النبوي "لو اني فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" والتي يؤكد فيه رسول الله "ص" على ان تطبيق القانون لا يوجد فيه مجاملة او محاباة او تمييز ان كان المجرم من اشراف القوم او من فقراءه او من القريبين من السلطة او من اعداءها أي ان الجميع سواسية امام القانون وبقى هذا الحديث وهذا المبدأ ملاصقا لي في حياتي منذ يوم قراءتي وتعلمي له.

لكن الذي يبدو ان الحكومة العراقية الحالية وللاسف لم تدرس هذا الحديث النبوي ولم تتعلمه خلال مرحلة طفولتها فنجدها تتعامل مع ملف الفساد في البلاد بازدواجية غريبة جدا تعتمد على مدى قرب الفاسد من السلطة من عدمه فان كان الفاسد قريب من السلطة نجد الحكومة تحاول جاهده لطمر كافة تداعيات ملف الفساد الخاص به وتمارس تعديم كبير ضده وضد ابطاله.

في حين نجد السلطة عندما تريد ان تخرج لنا دراما لقضية فساد تعيش فيها احدى المؤسسات او الدوائر التي قد لا تطيعها بالشكل الصحيح بصورة تضخيمية حتى لو كانت ملفات الفساد في تلك الدائرة او المؤسسة بسيط، وفي مثال على ما اتناوله ها هنا هو ما حصل مع ملفات الفساد المتعلقة بصفقة الطائرات الكندية التي تم شرائها من قبل مكتب رئيس الوزراء وقضايا الفساد المتعلقة بصفقة الاسلحة الروسية حيث وجدنا السلطة تعمل جاهده على عدم اظهار هذه الملفات للعلن وللرأي العام ووضع العديد من الحواجز والعقبات للوصول الى المعلومات الحقيقية لتلك القضايا والسبب في هذا كله لان الاسماء المتورطة بقضايا الفساد تلك اسماء مرتبطة بالسلطة وقريبة منها.

في حين اننا عشنا تصعيد غريب في قضية الفساد الخاصة برئيس مفوضية الانتخابات السابق فرج الحيدري واخذ سيل هائل من المعلومات يتدفق على وسائل الاعلام بخصوص ما كان يوصف بقضايا الفساد داخل المفوضية وكان الغريب في الامر ان القضاء عندما قال كلمته اتضحت الحقيقة ان الحيدري كان يحاكم بسبب هدر مال يقدر بـ200 دولار فقط لاغير وهو ما حصل ايضا مع قضية البنك المركزي العراقي والتعامل مع قضايا الفساد التي اثيرت حوله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك