خضير العواد
الأحداث في سوريا تشغل العالم لأكثر من عامين وهي مستمرة في مأسيها ودمارها وتجاربها المآساوية التي هزت ضمير الإنسانية لما حوته من مجازر وصور أرعبت العالم من بشاعتها وقبحها ، هذه الأحداث التي جمعت المتناقضات في كل شيء فأصبح المدّعين للجهاد والمنادين بتطبيق تعاليم الإسلام عبارة عن مجرمين وقتلة يتفنون بطرق الجريمة من قطع الرؤوس بمختلف الأدوات والمواضع أو الرمي من المرتفاعات أو المثلة بالجثث بعد قتلها أو الحرق وغيرها من الصور البشعة التي تخرج لنا في كل يوم من أحداث سوريا ، وهؤلاء المدعين للإسلام قد مارسوا الزنا وأعطوه عنوان جهاد المناكحة وشجعوا الجرحى من المقاتلين بأن يوفروا الراحة والسعادة للمقاتلين عن طريق اللواطة وبهذا يصبح الجريح في قمة الجهاد ، قاموا بنبش القبور حيث نبشوا قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي وتدمير الأضرحة حيث دمروا ضريح الصحابي الجليل عمار بن ياسر ودمروا المساجد وفجروها وقتلوا المصلين الذي كانوا يتواجدون فيها كما حدث مع جامع الإيمان وقتل الشيخ البوطي والكثير من المصلين معه ، كفروا المسلمين وجعلوا قتلهم من الواجبات وما يمتلكون من الغنائم ونسائهم إمات هكذا جعل الإسلاميون سوريا ساحة لكل المتناقضات التي يرفضها بل يحاربها الإسلام بدون هوادة بل جميع الأديان إن كانت وضعية أم سماوية وحتى قوانين الغاب، ولم يقف هؤلاء عند هذه الموبقات بل رفعوا الحياء وأظهروا حقيقتهم وطلبوا المساعدة من كل الأعداء حتى الكيان الصهيوني قدموا له كل الولاء وأظهروا له المحبة والإخلاص وتلاقي الغايات والأهداف فقط أرادوا منه مساعدتهم في ضرب سوريا وشعبها المقاوم ، فنسوا القدس ومسجدها الثالث في الإسلام وشعبها المضطهد وفلسطين المحتلة والمجازر التي قام بها اليهود وبين ليلة وضحاها أصبح الحليف الأول والصديق الذي لا يطعن بوفاءه اليهود ، أرادوا تحرير سوريا من حكم البعث فأحتلوها بمجموعة من القتلة والمجرمين الذي قدموا من الشيشان والباكستان والسعودية وليبيا وتونس واليمن وجميع دول أوربا والقوقاز ، فاصبح قائد القوات الجولاني وهو من فلوجة العراق وهكذا أصبحت سوريا أسيرة الإجرام والقتل والإرهاب ، وبدل المحافظة على البنى التحتية أو الأثار أو البناء قام الدخلاء بتدمير كل قديم فلم يبقى سوق أو زقاق أو بيت أو مسجد إلا ووصلته ايدي الإجرام بالتدمير والتفجير واصبحت سوريا الحضارة عبارة عن مجموعة أنقاض يتخللها الموت بكل الأنواع ، هكذا أظهرورها ثورة ولكن حقيقتها كانت مجازر ودمار وتنفيذ مخططات الأعداء فألحلم اليهودي قد تحقق في تدمير بلاد الشام والتخلص من أخر الجيوش الذي ينصب بندقيته بإتجاه إسرائيل ، فأرادوا سوريا ضعيفة لا تقدر على فعل شيء حتى تضعف المقاومة ويسهل تدميرها والتخلص منها الى الأبد ، ولكن سوريا أنتفضت وقاومت كل دخيل وفرضت ظروف جديدة على واقع الحال عندما فتحت جبهة الجولان وإعطاء السلاح الفتاك لحزب الله ، وأخذت تلاحق الدخلاء وتقتلهم بكل قسوة وترفض أعطاءهم أي فرصة لأنهم قتلوا الابرياء ودمروا كل بناء و مكان مقدس في الشام ، واصبح المجرمون محاصرون من كل الجهات والدول التي تساعدهم خذلتهم ووقفت كل المساعدات وهي الأن تتهرب من العلاقة بهذه الأحداث ، وجميع الدول التي صرفت المليارات قد خسرت كل شيء ولم تحصل إلا على الذلة والهوان ، وهي الأن في ورطة ولا تستطيع الخروج منها لضخامة المصاب فأحداث سوريا قد أذهلت كل إنسان حليم ، ولكن سيكون الخاسر الأكبر فيها تركيا ومن ثم قطر الهوان فلم يحصلوا على أي مكسب بل الخسائر أكبر من المتوقعات ، فتركيا قد خسرت مرور أنبوب الغاز الروسي من أراضيها وبذلك خسرت الغاز المخفض الأجور ، وأما تجارتها مع دول الخليج فقد أنتهت لأن سوريا طريقها وبذلك خسرت هذه الأسواق والى الأبد ، أما قطر فقد صرفت المليارات من أجل مد أنبوب الغاز الى أوربا والسيطرة على مصادر الطاقة السورية التي أكتشفت حديثاً بالإضافة الى تدمير اخر قلعة من قلاع المقاومة خدمةً لإسرائيل ، فبألرغم من كل هذا الفشل ولكن الملاحقات القانونية ستطارد قطر وتركيا لكي تعوض سوريا كل ما خسرته وتحاكم حكامهما على الإجرام ، وبهذا خسرت قطر وتركيا كل شيء فلا أهداف حققوا و لا التخلص من بشار قد تم ، وهكذا فشل المخطط الغربي الوهابي في تدمير سوريا المقاومة وأظهرت أحداث سوريا كل عورات قادة جهاد القاعدة وحقارات قادة مثلث الشر الطائفي تركيا والسعودية وقطر .
https://telegram.me/buratha