بقلم هيثم الحسني
إدارة التغيير هي عملية الانتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مستهدف لتحقيق أهداف محددة في إطار رؤية واضحة مشتركة بين القيادة والجماهير تيم من خلالها عمل تغييرات في نظام معين، حيث يتم تنفيذ هذه التغييرات بطريقة يمكن التحكم بها عن طريق اتباع إطار ونموذج محددين ، ويتم إجراء ذلك بأسلوب منظم وبأقل مضايقة أو إزعاج والتغيير ببساطة هو الانتقال مما نحن فيه الآن إلى ما نريد أن نكون عليه. وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) - سورة الرعد ولكن هناك وجهان للتغير الوجه الاول هو: التغـــيير من اجل اقحام المواطن والوطن للمجهــــول ، او ان يكون خروج عن دائرة الاتزان والاستقرار ، او مخاطرة غير مأمونة ، وقد يكون التغــيير .. يحمل في طياته ضحايا من ابناء الشعب العراقي ، او قد يثير القلق والشك والتخوف من النتيجة ، اذن من سيتحمل مسؤولية الفشل .. اذا لم ينجح التغــيير من سيتحمل النتيجة ؟؟ كلا وكلا و كلا للوجه الاول في التغيير، كلا لبعض المنادين له، كلا لبعض الاصوات داخل ساحات الاعتصام التي تنادي بالطائفية وتنادي بالجهل والتخلف، كلا لأصوات تنادي بأسقاط الدستور والعملية السياسية في العراق الجديد ، كلا لرجال دين يرتدون الملابس العسكرية ويفتون في جهاد ضد انفسهم وضد ابنائهم او اخوانهم وابناء عمومتهم في هذا الوطن، كلا لعودة الزيتوني والخاكي ، كلا لصرخات الله واكبر في وجه العراقيين من افواه المعتصمين ، كلا لرهاب ،كلا للبعث، كلا للطائفية ،كلا للحزبية ،كلا للقومية ، كلا اهانة الجيش العراقي ، كلا لشراك الجيش في مشاكل الداخلية ، كلا للتشدد بكل انواعه ، كلا للتغيير الذي ظاهرة مدني وباطنه بدوي ، كلا لطرق واساليب التغيير السلبي التي تعني تشكيل الجيوش من جيش المختار الى جيش الانبار وكلا لعصابات والارهاب كلا للخارجين على القانون. وهنا قد تثار أسئلة كثيرة حول عجز المواطن العراقي عن اعطاء عبقرتيه في التغيير المنشود ، اما ان عبقرية المواطن العراقي محكوما بالدكتاتورية او محكوما بصيغة الحرية . هل تساوى المواطن العراقي في عجزة تحت الدكتاتورية والحرية ، ولم يكن تحت احداهما أكثر من نفسة تحت الاخرى . ان المواطن العراقي كان عادلا في توزيع نفسه كيفما كانت اساليب الحكم حواله كيفما كانت صيغة النظام الذي يحكمه ، ومذهب الحاكم الذي يهتف له وأخلاقه وأفكاره . لقد جاء المواطن العراقي تحت كل حكامه ومذاهبه ونظمه و قومياته وشعاراته صيغة واحدة في المواجه للازمات ( الخارجية و الداخلية بين المذاهب والقوميات والاطياف الشعب العراقي ).بل ان المراحل التاريخية المختلفة لهذه الازمات لم تصنع منه مواطن مختلفا وليس لديه مواقف مختلفة او متفاوتة . كأنه عاجز أن يتخطى طورة الواحد . كأنه غير قابل ان تكون له اكثر من صيغة ضعف واحدة . كأن ضعفة لا يقبل التغيير او التعدد . ولعله ضعيف لا يقبل التغير والتعدد لأنه لا يقبل الحركة . ولعله لا يقبل الحركة لشدة ضعفة . لعل الحركة نوع من القوة التي لا يستطيعها ضعف المواطن العراقي. ان تصدى المواطن العراقي في كل أزيائه وتحت كل شعاراته بصيغة واحدة ومستوى واحد في التصدي للازمات الداخلية والخارجية . كانه شيء لا يتغير ، لا يتفاوت ، لا يتعدد . جاء كذلك لأنه جاء نموذج ذاته ، نموذج موهبته ، نموذج عبقرتيه . انه لم يجيء نموذج الازمان المختلفة أو المتباعدة او المتغيرة التي تقتحمه . لم يجيء نموذج الامل الذي يحمله أو الامكانات التي يعيشها او العدو الذي يواجهه او الازمة التي تتصدى لها . لم يكن نموذج اي شيء اخر . لقد كان نموذج ذاته وحسب نموذج الانسان العراقي . حتى رؤيته لنفسه ، لخصمه ، للأشياء حوله للأشياء بعيدة عنه ، بعيدا عنها ، لم تتغير ، لم تختلف ، لم تتفاوت . المواطن العراقي لا يتغير. عار ان يتغير . ذنب ان يتغير . عقوق للأرباب و الاباء والاوطان ان يتغير ان يتغير لهذا لم يتغير . يقول افلاطون ( عندما يتغير شخص تجاهك اكد انه يريدك ان تخرج من حياته) .ان التغيير السلبي يعني الابقاء على ما نحن فيه وايقاف عجلة التغيير في بناء الدولة العصرية العادلة ، فكلنا يتذكر احداث الفلوجة واحداث النجف واحداث مدينة الصدر مع الامريكان، وكذلك الاحداث الطائفية ، فاين التغيير بل ((اين حقوق الشهداء ، اين حقوق الضحايا ،اين حقوق الايتام حقوق الارامل اين حقوق المتضررين من الارهاب ومن العمليات العسكرية واين المكتسبات من التغيير السلبي ، لا شيء لا مكتسبات ))، ولعلل المكتسب الوحيد هو الخسارة للوطن والمواطن، وهي نتيجة مستمرة مع الوطن المواطن منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا ، ان الاستمرار بالنموذج السابق في التصدي لللازمات الداخلية والخارجية وبكل انواعها تعني الحصول على المكتسبات السابقة ، اي ستؤول الامور الى ما الت عليه في المرة السابقة ((قتال وموت بالجملة وجوع وفساد وايتام والارمل وعنوسه وتخلف))، وبعد فترة يتعب الجميع من هذا الوضع، ويسعى الجميع للخروج من هذا الوضع ، وتتدخل الاجندة الخارجية وتعقد المؤتمرات وتوقع الاتفاقيات ويتفقون على تغليب مصالحة الوطن تحت عنوان ابناء وطن واحدة . فيضيع الحق بالباطل وتكون النتيجة هي كوكبه من القادة والقيادات والمرتزقة السياسيين المفروضين على الشعب العراقي وغيرهم لتقاسموا الغنيمة ويأكلون لحوم اخوانهم ويشربون دمائهم . ويستمر الموت والخراب . بأسماء وعناوين كثير مرة باسم الاحتلال ومرة بأسمى المذهب ومرة باسم القومية و و و و . وبذلك يكون هذا الوجه مرفوض رفضا قاطعا. الوجــه الثاني للتغيــير ، أهـلا بالتغـــيير .. ، التغـــيير اذا يحدى لسلبيات الموقف الراهن ، التغــيير الذي يحسس العراقيين بإيجابيه للمستقبل و بمسؤولية المستقبل ، التغــيير الذي يكون انطلاقا من منطقة ( الراحة ) الى منطقة ( التحدي) ، التغــيير الذي يطلق الطاقات الخلاقة للعقل البشرى العراقي ، التغــيير الذي يوفر ايجابية للتحرر من الجمود والنمطية لكافة اطياف الشعب العراقي ، التغــيير .. هو تعبير إيجابي عن حافز التفوق لدى الانسان المتفائل ، ان العراق بحاجة الى نوع واحد وهو تغيير تدريجي متوازن الذي يعتمد على هدف واضح محدد يستحق من أجله التغيير، ينسجم مع رؤية واضحة محفزة ومشجعة التي تثير الحماس وتحتوي على تمهيد وإعداد جيد ( شحذ إرادة التغيير )، مبنيه على دراسة جيدة للإمكانيات و القدرة على الاستيعاب ويكون تغيير تدريجيا طبقا لخطة زمنية موضوعة تشمل الاهداف والتخصيصات المالية و كيفية المتابعة وأسلوب التعامل مع المعوقات والمقاومة ( إدارة التغيير )، يعتمد على مراحل من تقييم مستمر لتشجيع ودعم لعملية التغيير من حال الى افضل فتكون النتيجة هي التعليم المستمر والحياة المستقرة للجميع اطياف الشعب، نعم التغيير الايجابي يعني تغيير تدرجي واضحه يشمل جميع جوانب الحياة المواطن العراقي ، الحياة الاجتماعية ، او السياسية او الاقتصادية ، تغيير يثبت اركان العائلة العراقية تغيير يدعم بناء دولة عصرية عادلة ، تمحي من ذاكرة المواطن العراقي الفساد والطائفية والحزبية ، وتأسس للمواطنة الصحية خاليه من الازمات وبكل انواعها . ان التغيير الايجابي يبدا من انفسنا اولا ,ونحن بحاجة الى مراقبة لأفكارنا وتغيير لسلوكنا نحو الراقي الحضاري والانساني ، لنكون قادرين على التصرف عمليا بكل تهذيب، فنجذب المستمعين إلينا ونحظى باحترامهم وينال إعجاب الاخرين، وتكون قيمة المواطنة في العراق مرتبطة بقيمة كل إنسان ومعتمده على قيمة درجة تهذيب سلوكه وأدائه الاجتماعي ، ولا شك أن السلوك يبدأ بتهذيب العقل والقلب فهما موطن الإحساس الأول، ولا شك أن النجاح لا يتعلق بسوء الحظ أو اتجاهات الريح في حياتنا أو الظروف التي نحياها بل يتعلق بشكل أساسي بنظرتنا للحياة والناس، وطرق استجابتنا لما يحدث من حولنا، فإذا كنت تملك النظرة السليمة للأمور فسوف تتمكن من أن تحيا حياة مليئة بالرضى والسعادة.1. أن نقلع عن عادة السيئة الراسخة في عقولنا وبكافة جوانب الحياة ( الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية ) و نتقبل نفسنا كما نحن، نقبل مظهرك وأسلوبك ولكن نحاول دائما تطويره، بما لا يتعارض مع دين او الاعراف الاجتماعية. 2. أن نحب جميع الناس ونتعامل مع الناس بقاعدة (ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).3. أن نفكر بطريقة منطقية، لا تخلو من العاطفية . 4. أن نعترف بجهلنا وعلينا أن نتقبل دروس الحياة، وأن نكون أكثر وعيا لما يدور حولنا.5. أن نتريث في إصدار أحكامنا على جميع الامور. 6. أن ننتظر دون أن ينفذ صبرنا، في بناء دولة عصرية عادلة.7. أن نعاني دون شكوى او تذمر . 8. أن نصمت في الوقت المناسب.9. أن نركز في ذروة المعمعة، على تحقيق المواطنة.10. أن نخدم دون أن ينتظر مقابلا أو مديحا أو اعترافا بالجميل و نترك ( ما عليك ). ويقول شكسبير ( حين يتجاهلك شخص ما اعرف انك الاهم لديه ). ان العراق بحاجة الى تغيير لا تخسر الام ابنها، ولا يكون سببا في ارملة امرأة عراقية واحدة ، لا يكون هو المسؤول عن جيش من الايتام ، ولا يكون مسبب للفساد. وان يكون هو الحافظ لحقوق القائمين عليه. قد تظن عزيزي القارئ اني تكلم عن خيال وعن وهم وعن عدم دراية وعن عواطف . كلا عزيزي القارئ الكريم ان كل اسس واركان هذا التغيير موجد وقد مارسه المواطن العراقي الكريم من خلال عملية السياسية الحضارية المتمثلة بالانتخابات. واني عزيزي القارئ الكريم ارى ان او خطوة في عملية التغيير هي المطالبة اولا بالتمسك بالدستور ، وثانيا هو التطبيق العادل للقانون وثالثا حيادية القضاء ورابعا محاسبة الحكومة المحلية والمركزية على الفشل والفساد ، ضمن اليات هذا الدستور والقوانين النافذة . ان التغيير المتوازن على الابواب وانت ايها المواطن قادر على هذا التغيير بأبسط قوة تملكها هو اصبعك البنفسجي .
https://telegram.me/buratha