سليمان الخفاجي
لااريد ان اعيد تلك المشاهد المؤلمة او اقلب المواجع ولا اريد ان اتحدث بنفس يقال انه (طائفي ) ولا اريد ان اكون من المحرضين ولا الدافعين للفتنة (الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها ) لكن من بين الامور الاكثر خطورة هو ان يبقى الانسان بلا امل وبلا تحديد مصير ...كثير من ابناء الجنوب خاصة من منتسبي الجيش العراقي وطوال العشرة سنوات الماضية لم يحدد مصيرهم لحد الان فلم يعثر لهم على جثة كي يكونوا في عداد من فارق هذه الحياة ولا هنالك خبر او معلومة اكيدة على بقائهم احياء كي تقر عيون ذويهم وخاصة امهاتهم واباءهم شيئا فشيئا ترى هؤلاء يضمحلون يسلون يتيهون في عالم اخر من الهم والالم والحسرة بعد ان استنفذوا كل الطرق فملوا كثرة السؤال والحراك المستمر ولم يبق طريق او باب الا طرقوه لكن بلا جدوى حتى تحول الامر الى نسيان ومستقبل مجهول ينتظرون من يخبرهم بالحقيقة المرة لكن لا احد يخبرهم ...... فبين المقاومة الشريفة (جدا جدا جدا)وبين الامريكان و(دعاة حقوق الحيوان ) وبين الحكومة (القوية والصارمة بالقانون) وبين القدر (الاعمى والمنطق المقلوب ) والظروف المعاكسة فقدوا ابناءهم ولا يعرفون مصيرهم .....اما من ترك خلفه زوجة وابناء بعمر الورد فالمصيبة تكبر خاصة مع غياب المعين وفقدان المعيل لتتقاسمهم ضربات الدهر بين العوز واليتم والضياع و.......هذا هو حال الشعب العراقي ممن قدر لهم ان يمروا على الحدود العراقية الاردنية في سنوات ما قبل 2007 او ان يتطوع في صفوف الجيش العراقي لطلب الرزق اولا ولان الابواب قد سدت في وجهه فلم تتلوث يداه بالحرام والفرهود او ان يذهب بطرق مشبوهة او قطع الطريق ...نعم الجميع فرح بان انتهت هذه الفترة وولت لكن الم يان الاوان لتحديد مصير هؤلاء بمختلف اصنافهم (العامل والمسافر والجندي )وابن المنطقة (المقدور من الجيران ) لالشيء الا لأنهم شيعة او شروكيه او روافض او كفرة بمنطق عمائم الفتنة وشيوخ الغفلة ووطني الحروب وصيادي الجوائز وسماسرة القاعدة واذناب العربان ......وليس غريب ولاعجيب فمع كل هذا القتل والمصائب والكوارث لم يحدث حادث مماثل لابناء الغربية في مناطق الجنوب كانوا ولا زالوا يجوبون المحافظات بالطول والعرض من الميناء الى الدوائر الرسمية لم يعاملوا بالمثل(عوملوا بكل طيب ورحمة وخلق واداب) لاسباب كثيره .... الورع عن اخذ البريء بجريرة المذنب وتوصيات المراجع واخلاق ابناء الجنوب وتمسكهم العشائري والاخلاقي وقبلها الديني بان لاذنب لهؤلاء وعدم ثبوت انهم من تورط بدماء ابناءهم ولأن المظلوم يعرف معنى الظلم وقسوته ....فاذا كان كذلك فلماذا لايعامل شيوخ الغربية ومن يدعون الوطنية والحرص على الوطن والصحوة ونبذ التفرقة والتقسيم بالبحث عن هؤلاء الضحايا اقلها اولئك الذين كانوا يسكنون معهم وفي ديارهم في ابي غريب والضلوعية والفلوجة وتكريت ووووووو ولعشرات السنين واشتركوا معهم بمصاهرات وتزاوجوا وتبادلوا الزواج وكاد لايفرق احد بين الطرفين لتشابك العلاقات وقدمها ....كنا نحسب ان هذا الزمن ولى وانتهى لكن كنت شاهدا على( اب وام) بعد احداث وحماقة ساحات الاعتصام في الانبار والخطاب المتشنج من (حاتم السلمان وابو ريشه ومشايخ الفتنة وشيوخ الطواريء ....) فقدا. ابنهما بلا ذنب فالوحدة العسكرية تؤكد اعطاءه الاجازه ..زملاءه يؤكدون نزوله مجازا والابن قد اتصل بانه مجاز وانقطعت اخباره بعد ساعات ... لم يبق مكان الا قصداه اعمامه واخواله وكل من يهمه امره ...من الطب العدلي المستشفيات السجون الوحدة العسكرية لم يعثروا له على اثر لا هو ولامن كان برفقته .... فهل عاد الوضع السابق؟ وهل ستكرر التجربه السابقة ؟ مر على فقدان الابن وصديقه شهر تقريبا وبدا اليأس يدب في نفوس الوالدين فمن يطمئنهما على ابنيهما من يتحمل مسئولية كل هذا؟ ....اذا كنا عذرنا احد سابقا (ولا يحق لي ان اعذر احد فالمصيبة كبيرة ولاتحتمل المجاملات ) فكيف نلتمس العذر الان واذا كان السابقون قد انرسوا وضاعت ملامحهم وطوى النسيان امرهم بين (المصالحة الوطنية والصحوة والمقاومة وصولة الفرسان والقانون واللحمة الوطنية والتوازن ووأد الفتنة واخمادها .......) فما ذنب هؤلاء ولاجل من ولمصلحة من يقتل ابناءنا يقتلوا بذنب او بجريمة وحتى ان حدث خطأ او تعمد فتبقى جثثهم كدلاله او ما يهون على ذوي المفقود لكن ان يبقى معلقا بلا امل فهنا تكون المصيبة والكارثه والحسرة والالم وهنا يكون (الهضم )والاذلال....نريد ان نسال الى متى يستمر حال شعبنا بهذه الطريقة فحتى المقابر الجماعية هنالك دليل على حالهم او ضحايا الحروب او او او اما بهذه الطريقة ولا يوجد من يتحمل المسؤولية فهذا ما لايحتمل ولا يطاق ....لا اريد ان اكثر المواجع فمثلما كنت شاهدا على هذه الحالة فكنت شاهدا على حالات كثيرة (واعتقد ان لدى الجميع شهادات مماثله) لم تعوض ولم يهتم بها ولم يسأل عنها حتى سؤال من قبل الحكومة او أي جهة رسمية بينما يعوض الفدائي والمجرم والقاتل ويرتفع صوته ويعتصم ويشتم على المنصة ويسمع لمن تسبب بكل هذا ويفاوض ويريد ان يعيد تلك الاوضاع المؤلمة ....فهل من الانصاف او من العدالة او من المروءة او من الخلق او من المباديء او من أي مسمى اخر ؟؟؟!!!!!هل يراد لهؤلاء الضحايا الاذلال ؟هل هؤلاء بلا كرامة بلا قيمة ؟؟ام هم من صنف العبيد ؟وقتلتهم من صنف الاسياد واصحاب الدماء الزرقاء ؟الا يجدر بالحكومة ومجلس النواب وبكل مؤسسات الدولة والمجتمع الدولي والعالم الاسلامي (ان كان هنالك ذرة انسانية باقيه) ان تقف وقفة جادة بوجه هذا الوضع وتغيير هذا الحال وايقاف كل هذه المهزلة ؟؟؟الا يحق لأباء وذوي وعشائر هؤلاء بالوقوف والمطالبة ولا اريد ان اقول بحمل السلاح لطلب الثار واحقاق الحقوق ؟وان فعلوا ذلك من سيلومهم بربكم هل سيلومهم احد يربكم هل سيستنكر عليهم احد؟؟؟؟ بربكم اجيبوا من المسئول عن كل هذا ومن يتحمل كل هذا الالم والحرمان والحسرة والاذلال ........؟؟؟؟!!!!
https://telegram.me/buratha