المقالات

(وحدة العراق خط احمر) شعار لمعركة التقسيم /

450 11:28:00 2013-05-20

حافظ آل بشارة

المذبحة العراقية مستمرة ، الجميع يعيش مرحلة (تطبيع المذبحة) تطبيع طوعي وتطبيع اجباري ، اصبحت أخبار التفجيرات والخطف والقتل ، لا تهز مشاعر الناس ، السيناريو متكرر : تشييع ، دفن ، اقامة مجالس الفاتحة ، استهداف مجالس الفاتحة نفسها وتفجيرها لاضافة ضحايا جدد وفواتح جديدة ، وهكذا ، متعهدو الفواتح حاضرون ينصبون الخيم ويطبخون الطعام ويعدون الشاي للمعزين ، مهنتهم مربحة ، وان سألت احدهم عن رزقه اجاب هامسا : الحمد لله خير من الله ، اصبحت العواجل التلفزيونية لا تثير فضول المشاهد ، اهل الشهداء يبكون يوما واحدا ثم يعودون الى حياتهم الطبيعية ، الارهاب اصبح السلطة الاقوى في البلد ، يختار لعملياته الزمان والمكان بحرية تامة ، تصعيد منتظم هدفه ايصال البلد الى الحرب الاهلية ، أو ما يسمى البلقنة او اللبننة ، وما عجز عنه سنة 2006 قد ينجح فيه الآن ، يعتقد بعض المراقبين ان هذه المعركة هي معركة تقسيم العراق ، بعض الساسة يرى التقسيم قدرا لا مفر منه فيقابله بتخاذل واستسلام كامل ، وربما هناك اطراف تشارك في المشروع سرا وتستنكره علنا ، ثم يسأل البعض الا يمكن تقسيم العراق بدون مذابح ؟ فالدم اهم من الوحدة ! وللانسان ثلاث حرمات الدم والعرض والمال يهون امامها كل شيء ، اصحاب المشروع يعتقدون ان تقسيم بلد موحد ليس سهلا ، يتطلب الأمر اراقة انهار من الدماء وزرع الثارات بين مكوناته ، وجعل المواطنين العاديين يتقاتلون من بيت الى بيت ، يصبح العراقي مستعدا لشرب دم العراقي الآخر من مكون طائفي مختلف ، الى أن يشعر الجميع بأن استمرار الوحدة الوطنية اهانة له وتهديد لوجوده ! وفي النهاية سيبدو التقسيم وكأنه يجري تلبية لطلب المواطنين ، لانه الحل الوحيد ، لكن اصحاب المشروع المنافقين سيقولون : لا ، هذه خيانة ، ان وحدة العراق خط احمر ، يقولونها وهم ضاحكون ، مشروع التقسيم هو ليس مشروع الشعب بل مشروع نخبة سياسية مكلفة ومدعومة ، الشعب يحلم بوطن موحد قوي غني مستقل وذي سيادة ، دول في المنطقة تنفق المليارات لتنفيذ هذا المشروع ، كان الهدف القديم ازاحة (الشيعة) من السلطة ، لكن اتضح لاحقا ان هذا المشروع لاقيمة له مقابل مشروع دولي اكبر هدفه تقسيم دول المنطقة ، مصر وسورية والعراق ، اهم ثلاث دول في الشرق الاوسط ، منع التقسيم ممكن اذا قرر الساسة الشرفاء افشاله ، ولكن ما هو تعريف السياسي الشريف ؟ هو ذلك السياسي الذي يمثل مصلحة شعبه ولا يقبل ان يكون عميلا للقوى الاجنبية ، هذا النوع من الساسة هو الذي يجب ان يتصدر المشهد لمنع الكارثة المتعددة الوجوه ، اذكر لي دويلة واحدة ناتجة من تقسيم بلد كبير استطاعت ان تعيش بعافية وتتطور ، يوغسلافيا قسمت فغابت هي واجزاؤها الجديدة ، الاتحاد السوفيتي قسموه ولم يحرز اي جزء منه اي تقدم او نجاح ، اول درس اجتماعي في الابتدائية (الاتحاد قوة) ، من صوبهم في لحظة تمزيق الاتحاد السوفيتي اعلنوا توحيد الالمانيتين ، والمعنى واضح .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك