محمد حسن الساعدي
قال الله في القرآن الكريم:" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" (الاحزاب 72)القارئ المنصف للتاريخ للثورات في العراق بصورة خاصة والأمة العربية بصورة عامة لوجدنا صفحاته الخالدة مواقف لرجال تركوا بصماتهم على هذا التاريخ، أولئك الرجال الذين ضحوا من اجل الوطن وشعوبهم والتي يجب ان تنحني لها الرؤوس إجلالا وتقديرا لكل قطرة دم سالت وروت ترابه الطاهر التي شهدت على مواقف الرجال الذين ثاروا ضد الطغيان والتكبر وعنجهية كل حاكم طاغي حكم شعبه بالحديد والنار.فنجد من كل ما تقدم أن هناك علاقة تبادلية بين تربة الوطن ومواطنه الذي أكتسى منها عظمه ولحمه ومنبته وهو يعطيها محبة واخلاصا و شعورا بالوفاء لتلك الارض وهذا الارتباط الروحي الوثيق بينهما ويعيش في كنف هذه الارض بعزة وأباء وهذا هو الانسان العراقي الذي يعتبر مفخرة وقدوة لاحرار العالم في تدوين التاريخ القديم والحديث لتصبح الشخصية العراقية ذات طابع( وطني وعقائدي) وهي درجة ثبات عتيدة ومخلصة من اجل الوصول الى قمة الاخلاص والتضحية وهذا الدم العراقي مسجل في اروقة التاريخ لمن اراد التمعن والتزود بالشموخ والسؤدد والمباهاة بين الامم والشعوب لقد غربل التاريخ تلك الشخصيات الذي يستحق كلمة وفعلا (وطني ومخلص) وذكر بان( المرجعية الدينية ) كانت هي القوة والذراع في انتصار ثورة العشرين المظفرة وهذا مدون في خزائن التاريخ ومنه فالوطنية وحب السيادة والغيرة على تراب الاجداد وهي صفات موروثة عند العراقي(هي خط احمر وهي خط الكرامة والشرف ) فلا يستطيع العراقي الحر العيش خلاف ذلك والدراسة التحليلية والتاريخية تثبت ذلك وخير مصداق هم شهداء العقيدة والوطنية المخلصة من حملة العلم ومزكيه بركة البلد العلماء الاعلام فما السادة الاعلام من( بيت الصدر وبيت الحكيم رض وبيوت العلماء )هم كانوا( جنودا للمرجعية) ويشهد لهم الجميع بوطنيتهم واخلاصهم لله والوطنوبعد هذه المقدمة التاريخية ، يعيش العراق اليوم بإحنك ظروفه ، ويمر بمفترق طرق ، ومنزلقات خطيرة قد تؤدي لاسامح الله الى حرب طائفية يطيع فيها الاخضر واليابس .اليوم ونحن نتابع تحركات القوى الظلامية في مدننا العزيزة ، الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك ، وهي تفرض سلطاتها على الناس يقودهم عمائم الظلام والتضليل ، اصحب الاجندات الذين يريدون اعادة المعادلة التي كانت سائدة في حكم الشخص الواحد والطائفة الواحدة .إن العراق اليوم اكبر من أي شخص، واكبر من حاكم، واكبر من شيخ عشيرة،.. جرب الاحتلال تحطيمه ففشلوا، وجرب الطغاة من حكام الجور حظهم في تطويعه وفشلوا، انه العراق.. ،فلا يمكن لحاقد ان يطعنه، ولا يمكن لموتور او منفعل او احمق ان يشعل النار فيه، واذا كان للعراق بهذه المواصفات اعداء محيطون به او بعيدون، فالخطر الاكبر هو اعداؤه في الداخل، فأعداء الخارج معلومون ، والتخبط في ادارة الازمات، والفساد، والارهاب، والطائفية، ومؤامرات تقسيمه الى اقاليم، عدو العراق ليس شعبه، بل عدوه الفشل والمكاسب الحزبية والشخصية، عدوه الارهاب، والتواطؤ مع الخارج، وأول عدو في الداخل من بين هؤلاء هو الاحتراب الداخلي، والسلاح المنفلت في الشوارع، ولذلك على الجميع حفظ العراق من أعداءه من اية جهة جاؤا، اول المباديء هو تحريم الاحتراب، تحريم رفع السلاح ضد الجيش وضد المدنيين، والتركيز في الضغط على المسؤولين اصحاب القرار، الجيش ليس صاحب قرار، والذي يصطدم به انما يعقد الموضوع ويعطي الذرائع لاستخدام القوة في غير محلها، العراق امانة باعناق اهله، امانة في اعناق العقلاء، والمراجع، والشيوخ، وائمة المساجد، والخطباء، قبل ان يكون باعناق الحكام والمسؤولين، هؤلاء فشلوا في ادارة الازمات، وعلى الشعب تحمل مسؤوليته، لا أن يحول الخطأ الى اخطاء والتجاوز الى جريمة ويفسح المجال للعابثين ودعاة الفتن ان يقودوا الناس الى المهالك، لا ترموا العراق الى التهلكة، فهو مسؤوليتكم ومستقبل ابنائكم،
https://telegram.me/buratha