المقالات

تراجع الدينار.. وسعران للصرف.. عودة للوراء

857 18:53:00 2013-05-20

 

 

يزداد التزاحم والطلب على الورقة الخضراء. فالفجوة بين العرض والطلب تتسع ـ منذ أشهر ـ بمعدل 60 ـ 70 مليون دولار يومياً.. فتولدت سوق سوداء وسعران للصرف بفارق 8 ـ 10%.

وهذا امر مقلق يعيدنا لسياسات التضخم واسعار الصرف المتعددة. فخلاف دينار "الرانك زيروكس" الذي تحول لورقة لا تساوي قيمتها.. ولضريبة غير منظورة يدفعها المواطن نتيجة "الاصدار التضخمي"، فان الدينار الجديد تحول لعملة "صعبة" ارتفعت قيمتها (20%) واكثر امام الدولار (2004 ـ 2012).. فما دام الدولار يُشترى بالدينار القوي و"الصعب"، فان هذا من شأنه ان يبدد ـ كسياسة ـ شكوك الهدر والتهريب، من دون ان يلغي دور الرقابة والمتابعة لمنع تلاعب المتلاعبين.

مشكلتنا ان لدينا دينارا قويا مصدره الواردات النفطية ينتمي لاقتصاد ضعيف احادي السلعة يعتمد على الخارج.. ليس للاستيراد والسياحة فقط.. بل ايضاً للتعلم والطبابة والهجرة والاقامة والاستثمار والمضاربة والادخار، الخ. وبدل ان نحسن اداء الاقتصاد ليصبح قوياً، ونعزز شروط انفتاحنا لمصلحة المجتمع والاقتصاد الوطني.. وليصبح للدينار مركز اقليمي ودولي يزيد من قوته والطلب عليه، هربنا للامام وبدأنا بتحميل السياسة النقدية الناجحة عموماً تبعات السياسة الاقتصادية الفاشلة عموماً. وذهبنا لملاحقة الفلس وخسارة الدينار، واتهام واعتقال الناس اولاً لنوفر الدلائل والقرائن لاحقاً.

ما لم تتغير المفاهيم والاجراءات مع تغير الانظمة فانها ستتصادم، كما يحصل الان.. فعندما نتخلى عن سعر الصرف الرسمي لمصلحة العرض والطلب.. وعن تقييد التحويل الا باستثناءات، الى اطلاقه بعد توفير مستلزماته.. وعندما نسعى للانتقال للاقتصاد الاهلي واقتصاد السوق، عندما تحصل هذه التحولات، ويحرم الدينار القوي من اشباع حاجته من الدولار، فان ذلك سيضعف الاقتصاد، ويدفع رؤوس الاموال للهرب ويمنع غيرها من المجيء.. وسيقلل ثقة العالم بالدينار ويضعفه.. فلا يؤسس لنفسه استقراراً محلياً واسواقاً خارجية.. وسيزيد من عوامل التبعية للخارج.. ويشجع التضخم والفساد والغش.. وشواهدنا كثيرة، كالشركات المؤسسة بسرعة في عواصم مختلفة، والمستعدة لتزويد الراغبين "بفواتير" تحمل تصديق السفارات والشركات، لتسهيل التحويل لغرض الاستيراد.. وكالحصول على الدولارات عبر تجميع الجوازات، للاستفادة من فارق السعر، وليس للسفر حقيقة.. كل ذلك بكلف اضافية سيدفع ثمنها الاقتصاد والمواطن.

الاقتصاد كالطبيعة يمكن استثمار قوانينها ودرء بعض مخاطرها.. لكن لا يمكن اللعب بتوازناتها وتجاوز حدودها.. والا سترتد علينا كانحباس حراري و"تسونامي" وتصحر وتقلبات لا نفهمها.

31/5/13520

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العم سلام
2013-05-21
وكالتنا الحبيبه تحية لفخامة نائب الرئيس المشكله الكبرى هي تخبط الاداء الحكومي وفشل كل سياساة الحكومه والبنك واللجوء لبيع الدولار يجب ان لايكون سياسه دائمه للبنك لآن نتائجه ستكون سلبيه والبنك عندما يبيع الدولار للشركات بأسلوب تجميع الجوازات انما يساهم بتهريب العمله الى الخارج وخاصة عبر اقليم كردستان لم نجد بنكا اهليا واحدا يشتغل من اجل تحريك عجلة الاقتصاد واعمالهم لاتتعدى شراء وبيع الدولار ثم من يقول ان التحويلات الجاريه هي لتغطيه بضاعة مستورده ؟ العكس صحيح مافيات الملحقيات تساهم الان بالتهريب؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك