المقالات

كيفية تعيين الحكام والمحافظين والمدراء في الدولة العادلة...!

589 19:46:00 2013-05-20

لا مراء من أن الإنسان تراكمي في معرفته، وأن المعارف التي بين أيدينا هي نتاج الذين سبقونا الى اللحظة التي نحن فيها..ولا مراء من أن هذا التراكم آلت ملكيته الينا بقصد الإنتفاع من ما يناسبنا منه، وبقصد رفض ما يضرنا منه ، وترك عن ما لا يفيدنا..

إذن نحن أمام ثلاثة مواقف مع المعرفة السابقة للحظتنا، هي مواقف الأخذ والرفض والترك، مما يعني أن علاقتنا مع الماضي نسبية إستنادا الى نسبية المنفعة..

علاقتنا مع الماضي في أساسها مبنية على هذا الأساس، أساس المنفعة، لكن المنفعة تتحول الى شأن عقيدي أذا وجدنا أنها تتجاوز إطارها لتبني منظومة قيم متكاملة..

التراكم المعرفي الذي أتحدث عنه هو الذي يقود حركتنا الى أمام، إذ لا يمكن الإنطلاق الى أمام من نقطة غير معلومة، ولا يمكن أن نتحرك بغير هدى، ومن المؤكد أن إتجاهات حركتنا إذا لم تستند الى تراكم معرفي،  ستكون غير مضمونة النتائج، بل ستؤدي بنا الى نتائج كارثية في أكثر الأحتمالات..

هذه المقدمة أجدها ضرورية كي أدلف منها الى موضوع مأسسة الدولة..

مأسسة الدولة موضوع جوهري في بناء مستقبلنا، وثمة مفهوم غاب عن أذهان الساسة في معنى السلطة، فالسلطة عند معظمهم مشروع للحكم ووسيلة للنفوذ والسلطان، وهذا مفهوم تغالبي لا  يبني دولة..

في المفهوم الأسلامي للدولة يمكن أعتبار السلطة أو الحكم، مشروع عام تتملك الأمة منافعه بالتساوي، الحاكم والمحكوم على قدم وساق، مشروع لا يتاح فيه للحاكم فرصة تحويله الى ملك عضوض، كما حصل بعد وقبل أول تجربة للحكم العادل في الكون قادها أمير المؤمنين علي (ع)، بعد أن أسس الرسول الأكرم(ص) مؤسسة الدولة العادلة الأولى للبشرية..

في مشروع الدولة العادلة يفر الصالحين من تولي الحكم، لأنهم يدركون أن مهمة العدل من أعقد المهام، فهم على بينة من أنهم سيولون أمرا يفترض بهم أن يسيروا فيه بطريق ينطبق والمعايير التي وضعها الخالق سبحانه وتعالى، كما أنهم يعون أنهم ملزمون أن يراجعوا دوما ما يفعلونه مع تراث ضخم من الوصايا والتعليمات التي تركها فيهم رسولنا الأكرم(ص) ومن بعده منفذ أول نموذج في الحكم الصالح بعده، وأعني به الإمام علي (ع)

وحسبنا دعوة الأمم المتحد المتحدة في تقريرها السنوي لعام 2002، والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، الدول العربية إلى اتخاذ الإمام علي بن أبي طالب(ع) مثالاً لتشجيع المعرفة وتأسيس الدولة على مبادئ العدالة. وقد احتوى التقرير المذكور الذي اشتمل على اكثر من مائة وستون صفحة، على ست نقاط رئيسية أوصى بها الإمام أمير المؤمنين قبل أكثر من (1000) عام مثلت العدالة والمعرفة وحقوق الإنسان.

أهم ما جاء في التقرير هو كيفية تعيين الحكام والمحافظين والمدراء في الدولة!!! وكيفية ان يكونوا عدولاً مع الشعب بل وتحمل المعارضة، فيذكر التقرير إرشادات الإمام لرئيس الدولة نموذجاً في الطريقة المثلى حيث ذكر التقرير: « اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادى في الزلة, ولا يحصر من المضيء إلى الحق إذا عرفه. ولا تشرف نفسه على طمع. ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه وأوقفهم في الثبوت وأقلهم تبرماً بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشف الأمور، واحرمهم عند اتضاح الحكم. ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستمليه إغراء وأولئك قليل».

كلام قبل السلام: سلام عليك أبا حسن، عرفوك وتركناك..

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك