ابو هاني الشمري
يوم الخميس الماضي حدثت عدة تفجيرات في مناطق (شيعية) راح ضحيتها اكثر من مئة انسان برئ بين شهيد وجريح واليوم لم يتم احصاء عدد الشهداء والجرحى الابرياء (من الشيعة) العراقيين وغير العراقيين في مختلف مناطق بغداد و العراق ولم يظهر لنا كل الاعلام الرسمي وغير الرسمي اي صورة حتى ولو من داخل المستشفى لهؤلاء الضحايا الذين وقعوا مضرجين بدمائهم وممزقة اجسادهم ومن كلا الجنسين ومن مختلف الاعمار ... ما اظهرته وسائل الاعلام فقط اماكن التفجير والسيارات والمحلات المدمرة وآثار الدماء التي تملأ الارض ليس اكثر!!.
اين الضحايا ومن هم وما هي اعمارهم؟ ... لا يوجد شئ يشير الى ذلك؟ !!. بل ان جميع التفجيرات التي تحدث في محافظات الوسط والجنوب لا يعيرها الاعلام اي اهتمام سوى ان بعض التافهين يخرج من خلال وسائل الاعلام ويرمي اللوم على هذه الجهة اوتلك ثم ينتهي كل شئ وكأن الذين قتلوا ليسوا سوى مجموعة من الدجاج الذي ينفق من حقل دواجن بسبب دخول خنزير هائج يقتل ما يستطيع قتله بين الحين والآخر وكفى !!
حادث اقتحام ساحة اعتصام الحويجة وحادث تفجير جامع سارية في ديالى وطريقة عرض الحادث على وسائل الاعلام والتصريحات المسعورة لكلاب البعث التي ملأت قبة البرلمان ودوائر الدولة تختلف بزاوية مقدارها 180 درجة عن تلك التي حدثت وتحدث كل يوم (على بسطاء الشيعة في مناطق العراق كلها).
اخرجت وسائل الاعلام جميعها (الشيعية وغير الشيعية) جثث ضحايا مسجد سارية وهي ممزقة وتملأ ساحة الانفجار مما ولد ردة فعل كبرى لدي الجميع واظهر بشاعة الجريمة التي اقترفت, كما اظهرت حادث اقتحام ساحة اعتصام (مجموعة الارهابيين) في الحويجة وكأن الجيش هو المعتدي وأن المعتصمين ماهم الا حملان وديعة لم تفعل شيئا وإنما جائتهم مجموعة من وحوش الجيش والشرطة ليقتلوهم (بدمٍ بارد) !! إن من كان متابعا للاعلام في تلك الفترة يعرف ما ارمي اليه ... ولكن لو كانت هنالك وسيلة اعلامية مؤثرة وأظهرت بداية الجريمة التي اقترفت ضد منتسبي نقطة التفتيش في الحويجة وبشكل يثير حفيظة ابناء الشعب على هؤلاء المعتصمين ويجعل كل العراقيون الشرفاء متعاطفة مع اهالي ضحية الاهابيون في ساحة الاعتصام لما حدث ذلك. هذان النموذجان من عرض الاحداث يجب ان يتم النظر اليها بشكل تأملي من قبل المسؤولين المعنيين بالموضوع.
لو راجعنا التأثير الذي اظهره شريط مقتل الجنود المختطفين بالقرب من ساحة اعتصام الرمادي على الرأي العام حينما عرضته بعض وسائل الاعلام التي لم تتجاوز واحدة او اثنان لعلمنا قيمة تأثير اظهار الجرائم البشعة للعصابات الاجرامية عبر وسائل الاعلام ومدى قيامها بتلاحم الناس ضد هؤلاء المارقين. ان الاعلام وسيلة مهمة من الوسائل الكبرى والمؤثرة على الرأي العام ...• لماذا لا يتم عرض جرائم اليوم كما هي ليشاهد العالم كله حجم الجريمة التي ارتكبت ولينظروا بأم اعينهم اشلاء النساء والاطفال والرجال الابرياء وهي مقطعة ومنتشرة في كل مكان بلا ذنب اقترفوه سوى الفكر الشيطاني الاجرامي الذي يملأ ادمغة البعض من الاشرار الموجودين في هذا البلد كما تم نشر جريمة مسجد سارية في يوم الجمعة الماضي. لكي يعلم العالم كله نوعية هذه العصبة المتشبعة بالشر وكيفية استهدافها للابرياء لكي نتمكن من تحريك الرأي العام والذي قد يساندها اليوم من خلال اظهار حقيقة الجريمة كما هي لا كما يريد ان يخرجها المجرم على الناس وكأنه يقاوم الجيش الصفوي العميل الذي يضطهده كما يدعي؟
• لماذا لا يتم افتتاح قناة خاصة متخصصة في عرض المحاكم التي تجرى لهؤلاء المجرمين بعد القاء القبض عليهم وعرض جرائمهم التي تسجلها وسائل الاعلام خلال الجلسات لكي يعرف العالم حجم جرائمهم ويطلع كل الناس (حتى الذين يدافعون عنهم اليوم) على حجم جرائم هؤلاء الشياطين ومن يدافع عنهم مع اعطاء اشرطة عن جرائمهم الى جميع المنظمات التي تطالب بحقوق الانسان مثل (هيومان رايتس وغيرها) وبذلك لا تُعطى فرصة لكل شخص او جهة او دولة تدافع عن اي ارهابي ومجرم ما دامت محاكمتهم علنية وجرائمهم تعرض من خلال وسائل الاعلام؟
• لماذا لا تكون هنالك قناة خاصة تتابع ذوي الضحايا ومنذ اليوم الذي ينصب للضحية مجلس عزاء, الى حال العائلة ومصيرها بعد فقدانها لمعيلها او فقيدها وجميع تفاصيل حياتها بعد خسارتها فرد من العائلة كان اساسا في تلاحمها واستمرارها بشكل طبيعي لتعيش كما تعيش العوائل الاخرى؟
الاعلام يا أخوتي هو مفتاح النصر على هذه العصابات الاجرامية الشرسة ومن يقف خلفها لدحرهم من خلال اطلاع كل الشعب على تلك الجرائم اولاً بأول وعدم طمسها بهذا الشكل المهين .... فلا يوجد في العراق نوعين من الناس نوع لهم دم ازرق والآخر دمه ارخص من الماء.
كفاكم تعكزا على تفاهات ممنوع عرض المجرمين والتشهير بهم ... ان العالم كله يشهر بالمجرمين ويعرض اعترافاتهم وجرائمهم الا في العراق الذي صار اكثر حرصا على حياة وارواح المجرمين من المجرمين انفسهم.اخرجوا قتلى (الشيعة) كما اظهرتم قتلى (السنة) يوم الخميس فكلهم ضحايا ابرياء وكلهم قتلوا على يد جهة واحدة اسمها (خنازير البعث) مهما تستروا بمسميات جديدة (النقشبندية, القاعدة, دولة العراق الاسلامية, حماس العراق, الحزب الاسلامي, كتائب ثورة العشرين, جيش العراق الحر, جيش العزة .... الخ) لكي يتعاطف كل الشعب مع هؤلاء الضحايا ويسحب البساط من تحث هؤلاء القتلة والدول والشخصيات وسائل الاعلام التي تدعمهم ..... فهل ذلك صعب عليكم ياحكومة, يا قناة العراقية, يا قنوات الشعب, يا مسؤولين, يا من تريدون ان يهنأ العراق وأهله بالامن والسلام؟.
https://telegram.me/buratha