حيدر حسين الاسدي
كان يا ما كان بلد اسمه العراق يتفاخر على كل بلاد الدنيا انه موطن للامان وشعبه ينعم بالخير والسلام ، به يرقد الأنبياء والأئمة والأخيار من سلالة محمد المصطفى خير الأنام ، على أرضه تتزاحم الخيرات وفي باطنها كنوز تموج كالبحار .الا ان ذلك لم يرق لأعداء الحياة والإسلام من عصابات الكفر والعصيان الذين بدماء الأبرياء يتاجرون ليتكالبوا عليه ويسلبوا منه حياة الاستقرار وعبق الحرية ليحولوا مسيرة يومه ما بين صوت انفجار ورائحة البارود ومشاهد الموتى الذين نودع قوافلها كل يوم ليصبح لنا الموت عادة وكرامتنا في هذا الوطن الشهادة.فالسنوات العشرة لم تغيير الواقع الامني المتردي ولم تصلح هشاشة المنظومة الامنية التي باتت خاوية بعفل منظومة الفسادة الاداري والمالي الذي تصاعدة رائحته وبدأت تزكم انوف القاصي والداني وبدأنا نشهد بوادر انهيار للقوات الامنية بعد كل الجهد والمال الذي بذل من اجل تطويرها لتتحول الصورة اليوم لمقدرة عالية للارهاب ليكون هو المبادر في الفعل الاجرامي متحدياً المؤسسات الامنية الكبيرة التي يصرف عليها الملايين من الدولارات .فالعراق وخلال الأيام الماضية يعيش حالة توتر وأزمة أمنية كبيرة سبقتها فترة هدوء أسميتها في حديث سابق بأنها تسبق العاصفة ، كون العدو والقوى الظلامية ليس من السهل ان تستسلم وتتوقف عن التخطيط والقتل وقادة الإرهاب يحصدون الأموال الطائلة من عملياتهم القذرة ، وقد طالبنا ان يكون للحكومة والأجهزة الأمنية تحرك فاعل ومدروس على الصعيدين العشائري والأمني في محاولة لكسر شوكتهم وتضيع فرصة لملمة أوراقهم وترتيب صفوفهم ومسك زمام المبادرة بيد من حديد.ان ما يثير التساؤل لدى المواطن البسيط وهو يجد نفسه في مواجهة سلسلة من الانفجارات المميتة التي تجتاح شوارع مدننا وتحصد أرواح شعبنا ... لماذا هذا الصمت المطبق والاستهانة الكبيرة للقيادات الأمنية والجهات السياسية وكأن على رؤوسهم الطير ولا صله لهم بهذا البلد مكتفين ببيانات التنديد والشجب ، كما لم نشهد في ظل هذه الجرائم إجراءات عقابية صارمة بحق من قصر وأهمل وتهاون في أداء الواجب ، وكيف استطاعت هذه الجماعات اختراق مدن محصنه مأمنه؟ أن الوضع السياسي المتخبط والمواقف المتبدلة والمتذبذبة في التعامل مع الشركاء هو جزء مهم وأساسي في تصاعد الوضع الأمني كونه يعطي منفذ للإرهاب يستغله ويخلق به الفتنة التي يرجوها ولعل الاخطاء الاستراتيجية التي حدثت في السابق بدأت نتاجاتها السلبية تظهر وتتفاقم ، ولو راجعنا شريط الأحداث وتوقفنا عند بعض محطاته وتمعنا في قرأت تحليلية لتوضح لدينا موطن الأزمة ومنبت الإرهاب ، الذي يقوده ويتحرك به رجال يرفعون راية الطائفية لكن هدفهم الاساس تحقيق مكسب سياسي آني ، الأشهر الخمسة الماضية وفي خضم التظاهرات الاحتجاجية في المحافظات الغربية عمل الكثير من قياداتها على إشاعة وترويج فكرة إضعاف الحكومة وتراجع شعبيتها وتفتيت التحالفات مع شركاءها ، واستطاعوا من تحقيق نجاحات في إثارة الغضب الشعبي وجر الشارع للتوتر من خلال خطابات طائفية .وبعد ان خرجت هذه الاحتجاجات عن سلميتها وظهرت الوجوه القبيح على حقيقتها وتحولت الاعتصامات السلمية الى عسكرية ، فقدت زخمها الشعبي ودعمها الجماهيري ومع تزامن عودة مياه العلاقات بين التحالف الشيعي - الكردي وتصريحات القيادات السنية المعتدلة ان ما يحدث هو جزء من مؤامرة لتقسيم العراق ، دخلت العملية التآمرية على العراق مرحلتها الثالثة ، مرحلة تكسير العظام والضرب تحت الحزام في هذه المنطقة وتارة في تلك المنطقة ، لإشعال ردت فعل تجاه الأخر ، لعلها تكون اخر محاولاتهم وبعدها ستتغير المعادلة ويتحول الوضع الى مسار جديد خصوصاً اذا ما علمنا ان المعادلة السورية والتي لا يمكن إغفال تأثيرها على العراق بدأت تتجه نحو الحل وسيطرة القوات السورية على الأرض واندحار الجماعات السلفية والتي كانت تعول عليها القوة الطائفية في العراق كثيراً لتأسيس الإقليم السلفي .مرحلة صعبة ووقت حساس ولعبة تحتاج من لاعبيها مهارة القوة والسياسة لاقتناص الفرصة وخلق الحل للعبور لشاطئ الأمان الذي انتظرنا كثيراً للوصول ونتشوق لنراه قريباً .
https://telegram.me/buratha