نور الحربي
ترى هل سيستطيع المطبلون ومن يدفع لهم السكوت وتقبل الامر الواقع بعد فشلهم الذريع في انتخابات مجالس المحافظات ,فمن خدعوا المالكي وصوروا له الامور على انها تحت السيطرة وانه سيكتسح الساحة ويعلن نفسه (انا ربكم الاعلى ) وسيتقبل العراقيون فكرة ولايته الثالثة بكل رحابة صدر بل انهم سيتوسلونه للبقاء في منصبه لانه حامي الحمى وقائد المسيرة وفلتة زمانه وغير ذلك من القاب تملقية اضفاها عليه ظهوره البائس في كل مرة على شاشة العراقية ا, المشكلة ان هولاء ونهجهم الذين ركلوا على مؤخرتهم واخرجوا من الباب من قبل الناخب العراقي يريدون العودة من الشباك بالتشويش على نجاحات المجلس وخطابه ومصداقيته فهم يرددون ان فوزه وانتصاره الذي هو انتصار لارادة الشعب الحرة ومشروع بناء الاوطان والانسان كان محض مصادفة وانه جاء بسبب عوامل عدة ليس من بينها قدرته على صناعة مستقبل للبلاد فهم وحتى قبل أي شيء على الارض يريدون تضييق مساحة تحالفاته ويدفعون باتجاه ارغامه على قبول تبعيته للمالكي التي رفضوها مبكرا واعلنوا انهم لن يكونوا شاهد زور على نهج التفرد ومحاولات الاستحواذ وذلك لان قيادة المجلس الاعلى ترى انها منحازة لمشروع دفعت ثمنه غاليا من دماء وتضحيات الشعب العراقي الصابر المستباح الذي لم يحرك غيرهم ساكنا لتأمين حياته بل انه يذبح اليوم بصورة ممنهجة بينما القائد متمسك بشلة قياداته البائسة التي تثبت يوما بعد اخر فشلها كما اثبتت حزمة الاجراءات الاستحواذية وصول اذناب البعث للسلطة وتحكمهم بملف الامن الذي طالما تفاخر به فأين المشروع واين اصبحت الشعارات النارية وخطب النواب الموقرين التي انطلقت قبل وبعد تشكيل حكومة العاجزين المعطلة لكل شيء والتي انتهى بها المطاف لتدار وزاراتها وهيئاتها بالوكالة ؟؟ وهنا لابد لي ان ارد على بعض المتمنطقين وكتاب (اللنكه) من ادوات التهجم وبث السموم المشوشين بطبيعتهم وصانعي الاكاذيب لاقول ردا على ما اورده المدعو (محمد عبد الله) بتاريخ 19 /5/2013 المنشور في موقع صوت العراق تحت عنوان (المجلس الاعلى خارج حكومات المحافظات) والذي يرى ان على قيادة المجلس الكف عن رفع شعار باننا لسنا طلاب مناصب ؟ وهنا اقول اني تحدثت عن هذا الشعار تفصيلا في رؤية شهيد المحراب للمنصب والتي تقول ان المنصب مهم وضروري فبالمنصب نقر القوانين التي تخدم الناس وبالمنصب ندافع عن وجودنا وبتواجدنا بالمناصب وادارة شؤون البلاد نؤسس لامور كثيرة ليس اخرها التعبير عن ارائنا بحرية وتحديد مصيرنا بايدينا وهلم جرا فلولا المناصب لما كان هناك معنى للخروج على عصابة البعث وخوض حرب ضروس معه لانه حينها يكون الامر عبثيا فانت تضحي وتقاتل من اجل ان تزيح نظاما جائرا وتترك للاخرين ان يديروا الامور بدلا عنك فاين هي رؤيتك ولماذا تحارب اصلا هل لاجل الحرية فقط وما معناها ان كانت بيد اخر لايتبنى ما تتبنى وهذا تصور خاطىء لانقف معه ولسنا ممن ينظرون له ويدعمونه ثم اذا كانت المسألة كما وصف محمد عبد الله فلماذا يشارك المجلس بانتخابات وينفق هذه الاموال ويستنفر كل امكاناته الاعلامية والتعبوية هل لاجل ان يفوز ليعطيها للاخرين الذين فعلوا ما فعلوا وهم اليوم بعيدين عن المواطن وهمه ,اذن في الشعار ذاته او فهمه لدى البعض مشكلة لان السلطة والوصول اليها مطلب حق يتمثل في انها الوسيلة لخدمة الناس ومن يسعى لها لمجرد انها سلطة تحقق طموحاته وتشبع شهوته في الحكم فليس منا في شيء فالمناصب التي نريد ومن نريدهم لها ينبغي ان يضعوا هذا التصور وهذه الحقيقة نصب اعينهم وقد اثبتوا ذلك في اكثر من تجربة ولذلك فالمالكي بنفسه اليوم يضع فيتوات ويحاول منع اشخاص من الوصول الى المناصب التنفيذية في محافظات عدة منها النجف والناصرية وغيرها والسبب برأيي واضح اولا لانهم اثبتوا نجاحا كبيرا وتكرار نجاحهم سيسهم في تناقص وانعدام حظوظه بالحصول على مقاعد داعمة له في مجلس النواب المقبل وثانيا لانه يريد حكومات محلية ضعيفة او لاتمتلك التجربة لانها ستنسجم مع خططه ومقترحات مستشاريه التي تذهب الى ضرورة عدم فسح المجال امام القوى الاخرى بالتمدد عبر الحكومات المحلية ومستقبلا الى البرلمان وهو ما يقلقه ويجعله امام خيارات صعبة , الذي اريد قوله ايضا ان خطوة المجلس في البصرة بمنع خلف عبد الصمد المحافظ المنهية ولايته من تسنم منصب المحافظ لدورة ثانية امر في غاية الاهمية لان الفيتوات تقابلها اخرى فان كان لابد من منع اسماء في البصرة والنجف من الوصول للمحافظة فهناك رغبة في ان تعمم وتوضع فيتوات بوجه عبد الصمد خصوصا بعد ان ثبت فساده وصفقاته مع بعض التجار والمقاولين الذين يقومون بتقديم الرشى للاعضاء الفائزين بالبصرة للتصويت له و باختصار شديد ان شن الحملات ومحاولات التشويش ليست بجديدة ومن يعجز عن وضع الرؤى والتصورات والمشاريع يهاجمها وهذا ما يحدث مع المجلس الاعلى الاسلامي الذي شخص بدقة طبيعة المرحلة وسيسعى عبر برامجه الانتخابية لكل محافظة ان يقدم نموذجا للاخرين الذين سيسعون لحربه وتعطيله بكل تأكيد لانهم يرون فيه خطرا يتهدد مصالحهم وقد قالوا قبلا سنحول المجلس الى مؤسسة مجتمع مدني لكنهم فشلو في ذلك فشلا ذريعا لاسباب ترتبط بطبيعة بنائه ومصداقية مشروعه وسيفشلون في هذا التحدي ايضا لذات الاسباب (فما كان لله ينمو) وما كان للقائد الضرورة فانه سيتبخر وينتهي غير مأسوف عليه لانه لايمثل هم الجماهير التي تدفع ضريبة التعنت والعنتريات وغياب المخلصين والحريصين والصادقين في ما عاهدوا الله عليه وفي مقدمتهم شهيد المحراب ورفاقه ممن رحلوا وتركوا لنا المشروع لندافع عنه وسنقف بكل حزم بوجه من يريدون حرفه والذهاب به بعيدا عن اهدافه الحقيقية التي في مقدمتها بناء عراق الانسان باعتباره القيمة العليا التي يجب ان نفكر فيها قبل التفكير بأي شيء اخر لذلك نحن نقول اليوم اننا مع دولة المواطن لا مع دولة الزعيم وزبانيته والمقربين منه !!
https://telegram.me/buratha