المقالات

أين الشنة!!!

676 21:27:00 2013-05-22

 

في مقال جميل لعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية المستقيل,يتحدث فيه عن علاقته بالرئيس الطالباني عافاه الله,وصفه  ضمن سياق كلامه بأنه كان شنيا,أي سني المذهب محب للشيعة...

بداية ضحكت ,ثم تحسرت, وختامها تأمل طويل أو كما كان يقول والدي رحمه الله (دخت),هل يوجد الآن شنة في العراق!!

عدت بذاكرتي إلى أيام دراستي في هندسة بغداد,ورغم قساوة الظروف حينها من رعب الامن والخوف من البعث وأزلامه والصعوبات المالية بسبب الحصار الاقتصادي ومعاناة أهلنا بل وجهادهم  لأجل تمكيننا من إكمال تعليمنا ,إلا أن كل ذلك لم يمنع من وجود أوقات جميلة ورائعة رغم التعب وصعوبة وتعقيد الدراسة بحكم الاختصاص وارتفاع مستوى الأساتذة.

من ذكرياتي الجميلة  مع أصدقاء أحبة بعضهم لازال متواصلا معي وبعضهم تربطنا علاقات عائلية وبعضهم نقتنص أخبارهم من هنا وهناك,وكنا مجموعة فيها المسيحي والمسلم الشيعي والسني ,ولكن أقربهم إلي كانا اثنان من الأصدقاء ,كنا معروفين ثلاثتنا بأننا لانفترق أبدا,ومن أطرف المواقف (واراه أجملها الآن) ,وكنت أتكلم عن كرم الدليم المشهور والطريفة المشهورة عن رفض احدهم إطفاء رجال الدفاع المدني داره المحترقة إلا بعد تناولهم الغداء,وكان أكثر الأصدقاء ضحكا هو صديقي علي,فعلق احد الأصدقاء الآخرين قائلا بلهجة بغدادية محببة (عاد فشلة من علي مو دليمي!!),حقيقة تفاجأت قليلا ولكني تداركت الموضوع وقلت إني ذكرتها خصيصا لعلي كون بخيلا جدا ولا يبدو انه دليمي..وضحكنا أكثر من قبل,وقتها عرفت( وكان قد مرة على صداقتنا حوالي سنة ونصف) أن علي هو دليمي وسني المذهب!!!

وبقيت العلاقة على طيبتها وقربها وكان يزورني في النجف الأشرف تكرارا ونذهب معا لزيارة مرقد الإمام علي ع وفي أول زيارة له للمرقد سألني أن كان يجب أن يصلي في البيت كون يتكتف,ضحكت من كل قلبي وقلت له أن كنت تحب ساتكتف معك حتى تصلي براحتك,ولكن صل كما تحب,فصلينا معا أنا مسبل اليدين وهو متكتفهما ولكن لنفس القبلة والرب.

كل هذا مر بخاطري في لحظات سريعة  وكأنه فلم سينمائي مسرع وانا أتابع صور الدماء والأشلاء مبعثرة هنا وهناك في مدن العراق الجريح,والحق يقال أن الإرهاب كان عادلا نسبيا فلم يستثني من حقده أحدا,فنال السنة مثلما نال من الشيعة والشيعة ربما أكثر لأنهم أكثر.

ومن الواضح أن هناك من يدفع بالشني لان يكون سنيا فقط وموتورا,يقابله جهد وحقد ومال  لإخراج الشيعة من تعقلهم وحكمتهم بالضغط على جراحهم وتعميقها لتحويلهم إلى شيعة غاضبون وتقودهم أقلية حمقاء وردود فعل لاحكمة ولاتعقل فيها وإنما انفعالات هوجاء غير محسوبة ولاعلاقة للمنطق بها.

يكملها فشل حكومي على المستوى الأمني يكاد يكون كارثيا وشاملا,وعلى المستوى الخدمي والاقتصادي والاجتماعي وعلى كل المستويات,ويدعمه ويؤججه ظلم فردي وقع على الشيعة قبل السنة,ويغذيه استجابة متكاسلة أو مترددة لمطالب المظلومين من الشيعة قبل السنة ولكن هناك من سيسه ليجعله وكأنه تجاهل لمطالب متظاهرين لأنهم من السنة,وتلحق بها أفعال قذرة تحاول أن تشعل النار بعمليات خطف وقتل طائفي وقطع طرق تذكرنا بأيام جاهلية ماقبل الإسلام ويمكن أن تحسها منظمة ومدعومة دوليا, حتى يكاد الوضع يتفجر من الغليان,فالناس تتملكهم العواطف والغضب الأهوج,فان انفلت الوضع لاسامح الله لن يسلم طرف من الأذى الشديد..فأين نحن الآن! والى أين ذاهبون؟

وأين الحكومة ودورها في بسط الامن!لما أبعدت الشعب رجل الامن الأول عن التواصل معها!ولما هذا الفشل المتكرر حتى لم يعد من عذر!ولم يعد يجرؤ احد من شخوصها ليقول الحقيقة لنا!

وأين عقلا القوم وأين الحكماء! وأين شيوخ العشائر! وأين سطوتهم وجاهتهم! وهل من المنطقي التغاضي عن كل هذا الإجرام والخطف والقتل الطائفي!

أين الشنة!!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2013-05-23
اختلف معك فقط في هذه الجملة "والحق يقال أن الإرهاب كان عادلا نسبيا فلم يستثني من حقده أحدا,فنال السنة مثلما نال من الشيعة والشيعة ربما أكثر لأنهم أكثر." ليس لانهم اكثر بل لانهم مقصودون صفة العدل ابعد ما تكون للارهاب وان كان وصفا للنسب فحتى امر النسب لاتوجد نسبة مطلقا ولست هنا لتأجيج فتنة فانا كما انتم لي اصدقاء من السنة في الجامعة ولكن عندما افكر جيدا كنا اصدقاء لاننا لم نكن في محنة ومحك وعندما بانت هناك من تنكر للصداقة ومن جانبهم اكثر من جهتنا على الرغم ان سكينهم في بطوننا وايدنا ممتلئة دما !!
سعد علي
2013-05-23
ذكرتني في نهاية السبعينات كنا مجموعة نسكن منطقة الاعظميه وكنا نصلي صلاة الجمعه في جامع ابو حنيفه النعمان في الاعظميه وكان بعضنا يتكتف والاخر يسبل يديه وكان هذا يتكرر دائما وفي احدى المرات جاءنا احد خدمة الجامع عارضا علينا التربه الحسينيه الطاهره ان كنا نريد ان نصلي عليها لانها موجوده لديهم لمن يطلبها .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك