المقالات

عطب محركات قطار..!

517 08:26:00 2013-05-23

 

العملية السياسية قطار يتحرك بمحركات، محركاته هم القادة السياسيين، هذه المحركات كي تدور تحتاج الى وقود، وقودها نحن..!

هذا ما توصل الى تشخيصه كل متابعي الشأن السياسي هنا في العراق..

وما دام القادة السياسيين هم المحركات ، فلا بد من إفتراض أن عليهم التعاطي مع تفاصيل الرحلة بكل محطاتها وتوقفاتها ومنعرجاتها بواقعية، بعيدا عن الرغائبية التي سادت المشهد السياسي منذ التغيير النيساني الكبير في 2003 ولغاية اليوم..

الواقعية السياسية تفرض أيضا أن يتعلم  الساسة من الآخرين كيفية بناء فلسفة لدولتهم، بعد أن عجزوا عن إبتكار فلسفة خاصة بهم تستند الى الخصوصية العراقية، كما تفترض بالساسة تفهم ووعي طبيعة التشكل التاريخي والسياسي والاجتماعي للعراق، بعد أن يدققون في المحددات والتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأن يكون لديهم من الثقة ببلدهم وبأنفسهم، ما يعينهم على تلمس مواقع أقدامهم في عالم متغير مضطرب تسوده تداعيات الفكر الرأسمالي المتوحش وفوضاه الخلاقة!..

لكن هذه الإفتراضات لا تجد لها مصاديق على أرض الواقع، لأن بعضا من الذين يعدّون أنفسهم نخبا سياسية وثقافية، ينظرون للشؤون العراقية بعيون ذئاب، وبعضهم الآخر ينظر استشراقية وكأنهم لا يعرفون العراق !

وهكذا تكون لدى العراقيين موقف من الساسة بناءا على سقوط تلك الأفتراضات، هذا الموقف يتمثل  بأن العراقيين ليس لديهم ثقة راسخة بقدرة القادة السياسيين على صناعة معجزة تنموية، في ظل شبكة معقدة من التحديات والتعقيدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى سقوط الإفتراضات الآنفة..

إن بلدنا يعيش جملة تحديات مركبة، بعضها ناجم عن عوامل داخلية، متعلقة بقدراتنا ومواردنا وسياساتنا وثقافتنا ومنهجنا في التفكير والسلوك والإدارة، وبعضها خارجي ليس لنا يد في صناعته، لكن علينا واجب التعاطي معه والتقليل من سلبياته...غير أن الملمح الأبرز بين ملامح مرحلتنا السياسية الراهنة، هو أن معظم القوى السياسية تتحدث عن اشياء لا تؤمن بها، أو على الأقل لا تتفاعل معها ..!

إن المازق الأكبر الذي وجدت القوى السياسية نفسها فيه ـ ونقصد كل القوى السياسية بضمنها غير المشاركة بالعملية السياسية، هو أن عطبا كبيرا أصاب محركاتها، بسبب أن حدا أدنى من المشتركات مفقود، وإذا وجد هذا المشترك بيين قوتين، فإنه لا يتوقع أن يكون موجودا بين ثلاثة قوى.. كما أن وجود المشترك بين قوتين مثلا لا يتوقع ديمومته، إذ سرعان ما يجري هدمه أو نقضه بسبب إنعدام ثقافة تطوير المشتركات وحمايتها..وهي ظاهرة علامتها الأبرز تحلل التحالفات السياسية وغياب الإنسجام داخلها..وهو مرض تعاني منه كل التحالفات ولا يقتصر على تحالف بعينه..إن السبب الحقيقي وراء ذلك، هو أن المشترك الوطني لم يرقى لدى القوى السياسية الى مستوى أن يتحول الى ثابت مقدس لا يمكن المساس به..فبقي في داخل عقول بعض المخلصين من الساسة يتحدثون عنه وبه بين الفينة والأخرى على إستحياء..!

كلام قبل السلام: غياب الثقة بين الساسة والشعب، يعني أن ثمة إنسداد في مجرى الوقود الى المحركات..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك