سليم الرميثي
اقبل الليل وسكونه..وبدأ الظلام يفرض وجوده..كل الاشياء ستكون في حالة سكون الاّ افكاري..لن تستسلم رغم سطوة الظلام وستبقى في فوضى عارمة حتى الصباح.. ارق وكوابيس واحلام..لاأنيس ولازائر..اتلمس اشيائي تحت ضوءالقمر..صمت مطبق ولا كلام..انتظر اشراقة الفجر ..لعلي اظفر بكسير خبز او سابقى في صيام..لن استسلم وسانهض كعادتي..سينقضي نهاري وانا في قيام..اصارع العيش وسط الزحام.. أخرج حاملٌ عدتي والامل يحملني ..احدث نفسي ليس بكلمات تخرج..انما بانين واهات وحسرات تكاد تقلع قلبي المعتصر من بين اضلعي وترمي به بعيدا عن جسدي المتعب..لاشيء ينسيني همومي.. لا احد يسمعني ..سوى الصفيح ..الامل بين جدرانه يتلاشى..ويزداد انيني ..اسمع صداه..وكأنه يواسيني.. في مكان موحش..هو مقري ومستقري.. حدوده طين وصفيح هو كل ما املكه..فهو يأويني ويلم شتاتي المبعثر..شتائي فيه طويل ببرده الذي ينام بين اضلعي..وصيفي اطول بحره الذي يذيب عظامي ولحمي.. ويحترق جسدي بلهيب الشمس الحارق..وكدت لا اميز بين انيني وهزيز الريح حين يصبح ويغدو.. واحدث نفسي وأسألها هل الريح تأن مثلي ام انها في حال اخر افضل من حالي؟..ومن يسمع انيني؟ وانا بين مطرقة حاكم فاسد وسنادين اللصوص؟..ومن يشعر بانين الجوع والحرمان؟ لا اريد قصرا ولا زخرفا ولا خدما ولا حشما..تركت كل ذلك لكم ..يامن تتحكموا بالبلاد والعباد..وكل ما احلم به هو بيت صغير يستر عورتي وياويني..لانني انسان ..لكنكم لا تشعرون..واستكثرتم حتى ذلك علينا.. ولا تتفقدون سوى كنوزكم..واموالكم كل يوم تعدون..وكانكم خالدون..ونسيتم يوم الممات لربكم ماذا تقدمون.. عثرت على كنز..فركضت والبهجة تغمرني..واخذت شهيقا عميقا كاد نبض قلبي ان يتوقف..وقلت حينها ساذهب واتقاسمه مع اصحابي..فاستيقضت ونهضت مسرعا واذا به حلما قد مرّ سريعا..وتسارعت نبضات قلبي وضاق صدري.. فاصبحت عليلا لا املك ثمن الدواء..وانا افكر وأسأل نفسي..كم ثري بخيل في بلدي عاجز عن عدّ امواله؟..ماذا لو اعطى القليل ليستر به الكثير..اٌ حدّث نفسي واناجي ربي واسأله.. الهي وربي وسيدي هل انا من جنس آدم أم من جنسٍ آخر..خلقتني من ماء وتراب فهل كتبت علية ان اعيش حياتي في قبر قبل مماتي؟..وهل انا من نسل ايوب لأمتلك من جينات صبره وايمانه؟..ياربي انك شفيت عبدك ايوب بعد مرضٍ ..فهل تلتفت اليّ يارب وتنقذني من الفقروالشقاء؟..كم من الفقراء يعيشون مثلي في وطن وعلى ارض انعمتَ ياربي عليها وعلى اهلها خيرات من تحتها وفوقها..ربي اشكو اليك لهو ولات امري وبعدهم عني لانهم رجموني وتركوني خلف ثرائهم وفحشهم..تنعموا بالفحش والرذيلة وحولوا نعمك الى نقمة على الناس..ففي حروبهم يحتموا بنا لنكون سورا يصد الموت عنهم.. وبعد مماتنا يعلنوا الانتصار..و يرموا اشلائنا بين الطرقات..ليستمروا هم في نهب خيراتنا..فلاخير في ولات امرٍ يرقصوا ويتراقصوا على الحان شقائنا وموتنا..ولاخير فيهم بعد الان يرتجى..
https://telegram.me/buratha