المقالات

عمار الحكيم .. إمتداد لمشروع الجماعه الصالحه - كنظرية وكتطبيق ..

589 01:19:00 2013-05-25

بقلم .. محمد أبو النواعير ..

قد لا أكون مبالغا إذا قلت وبيقين المتخصص , بأن المشروع الذي تكونت بوادره الأولى (الجديدة القديمة) في مخيلة ذاك الشاب الحوزي المجاهد , الذي حمل لواء الجهاد في ثورة العشرين , وحمل هموم أمته وهموم مذهبه , وتصدى لحمل راية مشروع الدوله العصريه العادلة , كان متيقنا بأن اليد الإلهيه سوف تستمر في تأييدها لمشروعه الجديد القديم , وأن البقاء هنا سوف لن يكون بقاءا للأقوى , ولكنه سيكون بقاء للتقوى . نعم .. فمنذ الوهلة الأولى التي إرتسمت ملامح مشروع النهضة الإسلاميه في مخيلة زعيم الطائفة المجاهد السيد محسن الحكيم (رض) , ونحن نرى بأن يد الإله قد حطت عنايتها فيه .. فكان للإستمرار الزماني والقيادي البشري لهذه المشروع يحمل في مضامينه الروحيه والسياسيه ملامح التدخل الغيبي . فراية المشروع لم تنتهي بوفاة مؤسسها , بل إنها بقيت حاضره وبقوة في مشروع نحتت فيه يد الأيام ملامح تكامله , ودخل في صيرورات تحوليه متعددة نقلته من التأسيس الى التطبيق , ومر المشروع بشخوص عديدين مثلوا مراحل صيرورته التطوريه . فكان للشهيد السيد محمد باقر الصدر دور التصدي لإكمال المشروع , وجاء بعده الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم , وكان له بصمته الخاصه التي ألهمه الله تعالى بها ليكون إحدى حلقات إكمال هذا المشروع , وتسلم الرايه بعده الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب , والذي مثل أصدق وأجلى صور التدخل الغيبي في إمداد القائمين على المشروع الإلهي لبناء الدولة العصريه العادلة , وتصدى بعدها كاظم الغيض , وصابر آل الحكيم السيد المظلوم عبد العزيز الحكيم , فكان يتلقى بصدره رماح التسقيط والتهديم والظلم والبهتان التي وجهت ضده وضد المشروع الذي نذر نفسه له ... بعد إلتحاق عزيز العراق بالرفيق الأعلى , كان المشروع قد وصل الى مراحل متطوره , متطوره من حيث تغيير الآليات التكتيكيه , ومن حيث تطور الوعي السياسي لدى عدد لابأس به من شرائح المجتمع , وإن كان تطورا متذبذبا عشوائيا .. فكان تصدي سماحة السيد القائد عمار الحكيم قد دخل في طور جديد , مَثَّل إنعطافه حادة وخطِرَة , جاءت خطورتها من خلال تراكمية المصائب والأحداث السياسيه في حياة المواطن العراقي , وتشكل وعي سياسي مضطرب ومتذبذب , بحيث بقي المواطن العراقي قريبا من مواطن الممارسة السياسيه بإعتباره كجزء من المنظومة السياسيه في بلد ديمقراطي , ولكنه بعيدا عن هضم الحراك السياسي وما فيه من إرتدادات دموية وتدميريه .. جوهر مشروع الدوله العصريه العادله بدأت أطره النظريه المنهجيه تتأصل على يد شهيد المحراب (رض) , حيث كان لبناء الجماعة الصالحة كمفهوم نظري وتطبيقي يتعلق بتوفر عدد من الشروط, عمد شهيد المحراب الى تأصيلها وحصرها في عدد من الأركان , وهي :

الركن الأول : ركن العقيدة الصحيحه والقضايا ذات العلاقه بها .الركن الثاني : ركن الأخلاق .الركن الثالث : ركن نظام الجماعة الصالحة .الركن الرابع : ركن التأريخ وحركة الإنسان .الركن الخامس : ركن العلاقات مع الآخرين .الركن السادس : ركن المناهج والخطط والأعمال التي تقوم بها الجماعة .. ولم يأل شهيد المحراب جهدا يذخره في سبيل العمل على تثبيت وتأصيل أسس هذه النظرية .. الفترات اللاحقه بعد إستشهاد شهيد المحراب , وخصيصا في الفترة التي أمسك بها السيد عمار الحكيم لواء المشروع , بدأ على يديه التطبيق العملي لفكرة الجماعة الصالحة يأخذ حيزا من الوجود الفعلي , وبدأت ملامح تكوين الدولة العصريه العادلة يظهر بوضوح في الحراك السياسي والتنظيمي لسماحة السيد الحكيم . حيث كان تأسيس تجمع الأمل ( فرسان الأمل سابقا ) هو الخطوة الصحيحه , وإن لم تكن الأولى , في موضوعة بناء الجماعة الصالحه .بناء الجماعة الصالحه إشترط فيه مؤسس الفكرة , شهيد المحراب (رض) , عددا من الشروط , حيث يقول سماحته " فأية جماعة , لايمكن أن تبنى بناءا صحيحا مالم تكن منضبطه بنظام , يحدد المواقع والأدوار في ركن حركتها ووجودها " ..تجمع الأمل وبحسب التصور الذي وضعه سماحة السيد القائد عمار الحكيم له , رُعي فيه وبشكل جدي , قضية تحديد المواقع والأدوار في عمل أفراده وتحركاتهم , وجاء مفهوم تقسيم الملفات , وإناطة كل فرد بمهمة وواجب عمل يؤديه , كأصدق مثال على ما أقول ,حيث أُبعد هذا التنظيم الجديد عن التخبطات الفوضويه التي طالما أصابت التنظيمات الدينية والسياسيه الشرق أوسطيه , وجعله يقترب من مصاف الفكر السياسي المنظم ..وقد وضع شهيد المحراب أربعة محددات أوضح فيها الإطار النظري والتنظيمي لموضوعة الجماعة الصالحة كمحددات إستقاها من رؤية أهل البيت (عليهم السلام) , وهي :1- عنصر المرجعية والولايه:ببعديها,العقائدي,والذي يمثل إمتداد للإمامة والنبوة,والآخر يمثل النظام والإطار الذي تتحرك فيه الجماعة. وهذين التفرعين نجد مصاديقهما في نظرية تجمع الأمل , حيث كان للعنصر المرجعي أثره في تحديد مسارات وإنطلاقات العمل التنظيمي السياسي والعمل التوعوي التوجيهي والتثقيفي للتجمع .2- عنصر الصفوة : وهي تمثل في نظر شهيد المحراب عنصرا رئيسيا وأساسيا في موضوع النظام العام للجماعة .. وقد كان لتجمع الأمل كممارسة عملية لفكرة تنظيريه قائمة في أساسها على الإختيار النوعي للأكفأ والأنشط في المجتمع , فمثلت نظرية الصفوة في فكر شهيد المحراب تطبيقا عمليا في ممارسة العمل السياسي التنظيمي عند السيد عمار الحكيم , وفي مشروعه : تجمع الأمل .. 3- عنصر المؤسسات:التي تتحرك من خلالها الجماعة, فكان لتجمع الأمل بعدا مؤسساتيا أقام بنيته الفكرية(الآديولوجيه)والتنظيميه عليه. وكان التنظيم المستمر للأفراد والملفات بطريقة تنحو نحوالتطوريه المؤسساتيه هي أهم ما يميز هذا التجمع المبارك.4- العنصر الرابع والأخير هو عنصر الأمة ودورها ومسؤولياتها وواجباتها وحقوقها. ولا أكون بعيدا عن منطق الصواب إذا جزمت بأن التطبيق العملي لهذه الفكره قد وجد في تجمع الأمل من خلال الإهتمام الشديد جدا بملف التواصل الإجتماعي والخدمي ما بين فرسان التجمع أنفسهم وما بينهم وبين جمهورهم , كحراك طبيعي يساير الأمة, في معتقداتها الإرتكازيه, ويسايرها من حيث زرع وتطوير الوعي الأخلاقي:الديني والسياسي, مما وفر له قربا نادرا من الجمهور وهمومه.إذا, فمشروع الدولة العصرية العادلة الذي نادى به سماحة السيد عمار الحكيم , لم يكن مشروعا يتيما أو مبتورا من حيث الأصالة الفكرية النظرية او الممارسه العمليه الواقعيه , بل هو مشروع أريد له أن يكون حلقة في سلسلة تأريخيه تطوريه تمر بصيرورات مختلفه تتلائم جسديا (جسد البناء السياسي ) مع الظروف التي تقحم فيها في كل فترة وعصر .. مشروع يراد له أن يكون الأرضيه المناسبه ذات المقومات التمهيدية للدولة الموعودة التي وعدنا الله تعالى بها على لسان نبيه وأهل بيت النبي الكرام ... والله أعلم ...بقلم ... محمد أبو النواعير ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر - باحث مهتم بالآديولوجيات السياسيه المعاصره .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك